ثورة سلمية بانت بوادرها في التغيير والاصلاح والخلاص من الطغمة الحاكمة و عبث في البلاد على مدى 16 سنة . خرج الملايين في ساحات الاعتصام حاملين الاعلام والاحلام يراودهم الاصلاح والعدالة التنمية توزيع للثروات وتغيير للسلطة، بعد ان يأسوا من ساسة بعضهم سرسرية حرامية وشلاتية كانوا متسكعين في الشوارع وجاء بهم الاجنبي بغفلة من الزمن استغلوا كل شيء من اجل المصالح الشخصية فأصبح العراق واحدا من أعلى الدول في معدلات الفساد والخراب والدمار والخطف والقتل والتغيب والتهجير. كل التقارير و المؤشرات للفساد والدمار محليا ودوليا مستقرة ومتمركزة وهي في زيادة مستمرة ، على الرغم من حالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد. كما أنها أيضا ليست ثورة جياع حقاً، إنها تضم الفقراء والمعدومون، والنشطاء من فنانين واتحادات ونقابات مهنية يطالبون باستعادة الوطن . الغالبية العظمى من المتظاهرين، من أبناء الطبقة الوسطي أو بقاياها التي تهوي بسرعة فائقة إلى درك الفقر والحرمان ، ما جعلها انتفاضة وثورة مذهلة في شمولها واتساعها وقوتها؛ ونبذت الطائفية والحزبية لأن هذه الطبقة تمثل العمود الفقري للمجتمعات في كل دول العالم، وهي الوحيدة القادرة على إحداث التغيير في المجتمعات لما يمتلكه أبناؤها من رصيد عال في الوعي والمطالبة بالحقوق على شتى المجالات . ما صدم التخمة الحزبية الحاكمة والسلطة الحكومية هو الاصرار وتقديم الضحايا ورفض العودة للمنازل (بوجود البنج ) لم يتحقق اي شيء على ارض الواقع لم يخرج الشعب من أجل الخبز والطحين والحصة التموينية والتعين وازمة السكن ، بل خرج لمحاسبة مَن يسرق خبزهم وطحينهم ويستبدل الرز باخر معفن . منذ أكثر من عقد ونصف من الزمن تجرعوا فيها الفقر والحرمان بينما زعماء طوائفهم وكتلهم السياسية يتمتعون بالثراء ويتنعمون في الهناء والنعيم، ويطلبون من الثوار الصبر والانتظار والعون لأن البلاد تمر بأزمة اقتصادية وسياسية ويقترضون من البنك الدولي والبنك المركزي العراقي يهدر المليارات يوميا . الثوار لم يتوقعوا ان يصبح الدم العراقي يسيل اشبه بالشلال والثوار يقتلون من الساسة بعد ان سرقوهم ونهبوا البلاد وعبثوا فيها الفساد .تنطبق عليهم الاية القرآنية الكريمة (قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة ). البلاد تنتفض دون كلل ولا ملل وتطالب بعودة الوطن وطرد مافيا الفساد والخراب والدمار فهي لم تترك وراءها إلا القتل والدمار والخراب والمجاعات وتعدد الازمات ، الفساد منتشر من قمة رؤوسهم إلى أخمص أقدامهم وفي الصدارة منهم الطغمة الحاكمة . يشهد الشعب العراقي بانهم يتميزون بعدالة منها توزيع غنائم وثروات البلاد فيما بينهم. الجماهير تنادي بالتغيير وتطلق هتافات بالسباب والشتم ضدهم وتطالبهم كلهم جميعاً بالرحيل يعني (شلع قلع) . نحن اليوم في مفترق طرق اما نكون او لا نكون خلعت الجماهير عباءة الطائفية والحزبية ولفت جسدها الجريح بالعلم العراقي بدون رايات ، لتحصل على حقها في ثروة بلادها المنهوبة من زعماء الطوائف، وبقية الكتل والاحزاب فخرجت تطالب بإسقاط النظام السياسي العفن، نظام الطوائف والمحاصصة وتقاسم المغانم والسرقات .، تريد هذه الجماهير الثائرة إسقاط الحكم الطاغي ، تريد إسقاط الحقبة المريرة الفاسدة. وهي انتفاضة ضد الظلم والطغيان وثورة لا تشبه ثورة ولا تظاهرات حقبة المالكي ، فلم يعد هناك الاستفادة من الوقت بدل الضائع وعامل الزمن ولا رهان غير مطالب الشعب وتحقيق الاصلاح مثل ما قالت الجماهير المنتفضة والمرجعية والامم المتحدة . الله يحفظ شعب العراق واهله من كل مكروه وهذه الاستقالة فاتحة خير لطريق التغيير والاصلاح ان شاء الله .