3 نوفمبر، 2024 12:36 ص
Search
Close this search box.

عماد العبادي سحورك ماصخ جداً

عماد العبادي سحورك ماصخ جداً

بديع عارف مغارة وكنز مجهول فشلت باكتشاف خباياه وسبر اغواره
مثال الآلوسي : زرت إسرائيل ، ولكني وجدت أمامي إثنا عشر شخصاً من المعممين
مقد البرنامج يستفز الضيف نعم ، لكن لايجعل لقاءه عبارة عن استفزاز متواصل
الدكتور الخشلوك بدأتم بخير ، فلا تستمروا على غير هدى .

ربما الخبرة تلعب دوراً في دروب الظهور، وربما الموهبة تحضى بنفس الدور، وقد يكون غيرها من أدوات هذا العصر العراقي الخرب بأمتياز، صحيح إن دنيا العرب بأجمعها خربة، لكننا لسنا معنيين بغير العراق ، ذلك الحبيب وطننا الغالي ، اي بالمصطلح السياسي ( لانريد التدخل بشؤون الآخرين)، ربما كل تلك الأدوات أو الطرق تلعب ذلك الدور للظهور على شاشة أحدى الفضائيات ، لكنها بكل تأكيد لاتكتب لمن يظهر النجاح.
لأن هذه الصفة تحتاج الى ثقافة معينة لاغنى عنها ، حتى وإن كانت الدنيا كما قلنا خربة، وكانت الثقافة المستشرية على غرار ثقافة السيد رئيس الوزراء الذي يقول: ( قائد عمليات بغداد طكوه بطابوكة)، ( لو أقدم الوثايق الي عندي تصير بوكسات)، وأتصور أن السيد العبادي ينتمي الى نفس الثقافة التي عليها رئيس الوزراء، ولا نقصد بالثقافة ان يكون الإنسان موسوعي مثل كبار المثقفين، لكن أن تمتلك ثقافة التحاور على أقل تقدير لتكون مخرجات ماتقدم تتناسب والهدف الذي شكلت برنامجك أو موضوعك أو فيلمك ولقائك من أجله، وان لاتكون نتائجه ماصخة كما فعل عماد العبادي مع ضيف العراق وليس ضيف العبادي الأستاذ الفاضل بديع عارف فيما يسمى بالسحور ، لكنه لم يصل حتى لوصف سندويج ، وأقصد هذه الحلقة طبعاً ، فلربما تكون هناك حلقات غير التي أتكلم عنها أتت أكلها ونفعت، رغم شكي.
أسلوب الإستفزاز بطريقة ( تحقيق مراكز الشرطة) لاينفع في دهاليز الإعلام ، حتى وإن أوصاك السيد الخشلوك كما نقل لي بعض الأعزاء في البغدادية، نعم يستخدم لكن لاتطغى صبغته على وقت البرنامج فيتحول الحوار الى سؤال وجواب بأسلوب يتقنه الشرطي ويتعامل به مع أي من الذين يحقق معهم، لكنه في الإعلام يكون على شاكلة اخرى لاتثير عند المتلقي الأشمئزاز ويستهجنها الضيف مما يدفعه لأستصغار من يدير الحوار.
مقدم البرنامج لايبدي رأيه جازماً بطريقة الفرض ( تقبل أو ارفع صوتي صراخاً) على طريقة المصريين ( خذوهم بالصوت يغلبوكم)، ولايعلق على رأي الضيف ( هذه مشكلتك)، كما لايكون أو ينصب نفسه قاضياً أو حكماً من خلال برنامجه يحكم على مراحل سياسية ، فالمشاهد لايتابع ليسمع رأي عماد العبادي ( مقدم البرنامج) بل جل متابعتنا تنصب على ما يتفوه به الضيف خاصة إذا كان شاهداً على مرحلة مهمة من تاريخ العراق وفيها ربما تجني على شخصية وطنية بحجم ( الرئيس الشهيد صدام حسين) رحمه الله ، أكثر مما فيها من إحقاق للحق الذي لم نعرفه منذ 2003 حتى يومنا هذا بفضل المرحلة السياسية التي رافقت المحتل وجاءت بأثره ومارست سلطاتها تحت وصايته وحرابه.
مقدم البرنامج إن لم يكن على دراية او ثقافة عامة ، أو لم يكن مطلعاً على أقل تقدير ويملك من أدلتها مايثبت لايتهم ويوزع إتهاماته بشتى الإتجاهات دون أن يسوق دليلاً واحداً، وإن لم تكن المرحلة محمية من قبل الإحتلال والفرس ، ولو كانت فعلاً ديمقراطية كما تدعي لبرز لك الكثير يطالبوك بالقضاء دون غيره أن تثبت ما أدعيت من إتهام للرئيس السابق صدام حسين بأنه من قتل الألاف من الأكراد مستخدماً الكيمياوي، حسب إداعاءات فارسية مشوهة وصهيونية أمريكية مغرضة، مقدم البرنامج حين يسمع معلومة من الضيف لايستهزء ولايضحك تعبيراً عن عدم رضاه على مايتم طرحه (وهذه من أدب الإستماع) حتى عند العشائر ، وأنت تقول من عبادة ، وهذه معروفة بالشيم والقيم ولاتشبه بالعجم.
تنعت المرحلة التي كانت تعليقاً على ماجاء به ضيفك الكريم من لقاء بين برزان رحمه الله وممثل لبيريز في جينفا، ( أين المبادىء ، أين الوطنية)، ولم تترك له الفرصة ليكمل كلامه بأن صدام حسين أمر بطرد ممثل بيريز ورفض التعامل مع زمر الإجرام الصهيوني أو حتى مجرد فكرة التنازل عن الحق العربي في فلسطين، لتكملها بأفضع منها وعلى الهواء مباشرة ودون حياء ( وشستفدنا من فلسطين)، هذا المنطق الإنهزامي المقزز بأن تترك حقوقك مستباحة وتلوم من يدافع ويطالب بها، هل نسيت أن فلسطين مسرى الرسوك الأكرم عليه الصلاة والسلام، والقبلة الأولى للمسلمين، ألا يستحق مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم المطالبة به والتضحية من اجله.
 حكومة المالكي اليوم ترسل المليشيات لتذبح شعبنا السوري من أجل حجارة في قبر هو ليس للسيدة زينب عليها وعلى ابيها  وامها السلام بل لإرضاء حفنة من المارقين الفرس ، وتدفع مليارات من قوت شعبنا وأموالنا الوطنية لمحرقة هذه الحرب العبثية ، التي اتهمتم صدام حسين بمثلها، رغم أن الرجل كان يدافع عن شرفكم وشرف العراق، وما حصل بعده من ضياع ودمار لهو دليل بارز على صدق توجهه، ولم يكمل ضيفك فكرته بسبب ما مارسته عليه من فوضوية لتظهر أمام من تريد حاجة في نفسك يحركها هواك ليس إلا ، دون عن وبعيداً عن مهنية ماتنتسب اليه من مهنة.
لقاء ممثل بيريز هذا نم عن طرده وعدم الاستجابة لمطلب أولئك الخنازير، وهو موقف وطني ، ولاظير في أن تقابل عدوك من أجل قضية، لكن هلا حدثتنا عن ماجاء على لسان السيد ( مثال الآلوسي) بعد أن سئل عن زيارته لإسرائيل قال وما المانع أنا أعلنت ذلك صراحة، لكن الذي لم يعلن ( أني وجدت أمامي هناك في تل أبيب إثنا عشر شخصاً معمماً كانوا قد وصلوا قبلي بأيام)، أجب ياعماد وقل لي أين المبادىء ، اين الوطنية ، اين الدين، ونحن نقبل بريمرالمجرم (من شفتاه) دون خدوده، وهذه القبل من معمم معروف، والأخر يلبس العمامة السوداء يريد ويطالب بان يكون يوم الإحتلال (عيد وطني) ، وقبلها يقول بمبنى الخارجية البريطانية حين أستدعوه وهو معمم ( وما الحب إلا للحبيب الأول) حتى إن الذي توسط لإستدعاءه يقول تعرقت من الخجل، ثم أنسيت ان سيف الإمام علي أهداه خادم أهل البيت ( الجعفري ) لرامسفليد المجرم اليهودي،بالأ مس قلتم صدام حسين يصافح المجرم رامسفليد، وتعيبون على الرجل مصافحة ، فإذا بكم تغضون الطرف عن قبلات الشفاه ، والهدايا وتبادل الحب، حتى ذو الفقار لم يسلم منكم، اين المبادىء أين القيم ، اين الوطنية، ( من كان بيته من زجاج لايرمي الناس بحجر)، ياعبادي ، وعبادة على ماأضنها واعرفها عريقة.
مقدم البرنامج لايستحوذ على الوقت بالهجوم على ضيفه وإتهامه بتهم شتى وكأنه في عملية إستجواب سمجة تثير الشفقة على من يستخدمها لقلة خبرته وعدم درايته بأصول الحوار ، وهو ماحدث فعلاً وترك لدي ومن كان جالساً معي هذا الإنطباع .
طرق طرح الأسئلة كثيرة ومتعددة ، ومن بينها الإستفزازية ، لكنها لاتقتصر على الهجوم المباشر، ثم أن اللغة العربية غنية بالمفردات ، لا أدري لماذا يصر العبادي على هذا الأسلوب في حواراته وكأنه يتحاور مع بائع الطماطم في سوق شعبي، وليس على فضائية يشاهدها الملايين ،هذه المفردات وهذا الأسلوب وتلك الكلمات التي يستخدمها العبادي لاتعبر إلا عن ثقافة ضحلة تمثل ثقافة المرحلة الحالية التي نعيشها ، ولاتشكل بالضرورة الحالة العراقية أو تمثلها على أقل تقدير، ومن يريد المقارنة أقول تابعوا ( أطراف الحديث) للدكتور مجيد السامرائي على الشرقية وستلمسون ما أقول بأيديكم، رغم أختلاف شكل ومضمون البرنامجين طبعاً.
المقاس الديمقراطي الذي يتمتع به العبادي ربما يكون مناسباً له وسط مايجري من قتل وتدمير وفساد وتهجير ، لكن ليس بالضرورة مناسب للجميع ليأتي العبادي ويفرضه عبر صراخه من على الشاشة، فلربما يكون لك موقف شخصي مع النظام السابق ( وأشك في ذلك) ، لكن هذا ليس بالضرورة رأي الأغلبية كما أدعيت بأن العراق من اقصاه الى أقصاه أبتهج بإعدام صدام حسين، أنت لاتحكم على مرحلة تاريخية قاربت الأربعة عقود باستهزاء واضح أمام الكاميرا وعلى الفضاء الذي تبثون منه مادتكم، ولاتنسى أن ما تذكره سواء كان بسوء أو بغيره هو جزء من تاريخ العراق بأرضه وشعبه، ومن لايحترم تاريخ بلده تأكد ليس هناك من يحترمه مهما كان، وأن هذه المرحلة عابرة وزائلة مثل غيرها، وليس بإمكان أي كان أن يمحوها من ذاكرة التاريخ ، حتى وإن كانت ديمقراطية كما تدعي.
وأذكرك ياعماد بالمرحلة التي تصفها بالدكتاتورية وأقول أين درست ، أين تعلمت، أين الرعاية الصحية التي كانت متوفرة لك، أين الوطن الذي كان مصاناً ومهاباً وغيرها الكثير ، بل أهمها القانون الذي كان خيمة يستظل بها الجميع دون تجاوزأومليشيات تهدد وجودك  ومستقبلك كل ذلك تختصره بما يسمى ب ( حلبجة) وهي حسب إعترافات (الأمريكان)  من ساقوا لكم  ديمقراطيتكم هذه الماجنة التي تتبجحون بها يتهمون إيران الشر والفجور بقتل هذه الأعداد في تلك المدينة المنكوبة ، وإرجع إن لم تكن قد سمعت لتقرير لجنة الكلية العسكرية الأمريكية التي كلفها البنتاجون بدراسة ماحدث في حلبجة، وخلصت كما قال ضيفك السيد بديع بأن إيران هي التي أستخدمت ( غاز السارين) وهو الذي تسبب بتلك الوفيات، في حين إن العراق لايملك هذه النوعية من الغاز حسب الأمريكان والألمان الذين زودت شركاتهم المجوس بهذه السموم الفتاكة،إلا أن العراق استخدم الغاز فعلاً لكنه ( غاز الخردل) ,وإن كنت قد أديت خدمتك العسكرية ( خدمة الشرف) فمن المؤكد أنك تعرف أحداً في صنف الكيمياوي لتسأله عن مضار مايخلف هذا الغاز ( الخردل) ونظيره ( السارين) وايهما يقتل ويتسبب بمثل تلك الفاجعة، هذه شهادة  ( ربكم الأعلى) أمريكا من أوصلت الذين تدافع عنهم وعن ديمقراطيتهم الى حكم العراق، فلماذا تكذبونها في هذه ، وتصدقونها فيما يحلوا لكم، أم ان الموضوع متعلق بالمجوس فلذلك لابد ان نبيع أوطاننا ونقف ضد من نقف من أجل عيونهم خسئوا.
وبالعودة لموضوع المقابر الجماعية التي يتشدق بها كل من الحكومة العاهرة الفاجرة ،أقول وقد سبقني بالقول الكثير من المنصفين والشرفاء من أبناء عراقنا الحر الحبيب ، والرأي منقول عنهم وليس رأي إلا بجزء منه ، هو الذي عايشته من تفاصيل ما تسمونه ( إنتفاضة) ونسميه (غدر وخيانة) والمصطلح للبعثيين طبعاً لكنه الأصح والأصلح، كونه يعبر بدقة عما جرى.
المقابر الجماعية روايات عدة حكيت عنها ورافقتها صور بشعة تصفونها منذ ذلك الحين حتى يومنا هذا، تقام من أجلها الإحتفالات وتؤسس على ضوئها الندوات ، ولادليل واحد ملموس يبين صحة ما تدعون ، ومعظم الادلة تشير الى أن أغلب تلك المقابر كانت لجنود عراقيين كانوا عائدين من الكويت بعد الإنسحاب الذي أرتكبت فيه أمريكا جريمتها البشعة تلك ودفنت أولئك الضحايا في مقابر جماعية، ناهيك عن ماحدث من قبل إيران بعد عملية الانسحاب من قتل وحرق وتدمير وإنتهاك للأعراض وضياع لحقوق الناس أسميتموها (إنتفاضة) وهي ليس أكثر من عمليات إجرامية منظمة مارستها ونفذتها المخابرات الإيرانية بأدوات عراقية بالأسم لا بالإنتماء كما هو حاصل اليوم وهو خير دليل على كلامي ، فما عجز عنه الفرس بالأمس يتم تنفيذه اليوم وبنفس الأدوات التي خرجت أبان صفحة الغدر تلك لتؤسس لجمهورية الخوف التي يعيشها العراقيون اليوم ، والتي خطط لها الخميني المقبور منذ مجيئه الى حكم تلك الجمهورية الفاسقة المجرمة جمهورية السوء في إيران،ناهيك عن ما قام به رجل يمتهن (دفن الأموات) في النجف الأشرف من نبش للقبور وإخراج الجثث مقابل مبلغ معين لكل جثة، صورت على إنها جثث لمقابر جماعية، وحين اختلف معه الفرس قتلوه بداره في النجف وبيد أحد الموجودين اليوم، وهذه الأحداث أي (مايسمى بالإنتفاضة) كنا نحن شهوداً عليها ولاتحتاج أو نحتاج منك ياعماد تعليق أو إيضاح أو رسم صورة مغايرة للتمويه والتشويه على ماحدث.
هناك الكثير من التورية على صفحات عدة من تاريخ العراق الحديث ومنها بل أهمها حقبة حكم ( صدام حسين) رحمه الله، وهي لاتمت للإنصاف بصلة ولا لغيره، وإنما القصد كل القصد منها هو تغييب الصوت الوطني وتشويه صورة الوطنية العراقية بكل تفاصيلها، وصولاً الى ضياع هيبة العراق عموماً عبر ما يتم تكريسه من نهج وضيع تمارسه أدوات تابعة لإيران وليس غيرها تحت صمت وغباء السياسة الأمريكية ورعونتها ، ومن جهة أخرى بالإتفاق الضمني بين الطرفين الإيراني والأمريكي ، وحين نقول الأمريكي نعني الصهيوني فلا فرق بين هذه وتلك ، وكلاهما بالمحصلة يتسببون بالضرر المباشر للعراق وأهله إن أستمرينا بغفلتنا هذه، وببرامج مثل تلك التي يقدمها العبادي تتضمن حلقات تخدم الفرقة والتنابذ والتفريق بين العراقيين وتحمل من النفس الطائفي البغيض مايعبر عن الحقد الفارسي الأعمى.
بعيداً عن كل ماذكرت ، لابد للقناة أن تراجع اسلوب عماد العبادي فهو غير مقنع وغير مرضي، ولابد للعبادي إن اراد أن يستمر أن يعمد الى الإستزادة من الثاقفة العامة ليكون مقنعاً لشريحة واسعة تنتقده من المثقفين على مايبديه من إسفاف بشكل عام بطريقة إلقاءه وإختياره لمفرداته، وعليه أيضاً ان يتذكر أنه يقدم برنامجاً على فضائية وليس في سوق شعبي أو عرس في أحد الأحياء الشعبية، عماد العبادي  اسمحلي أن اقول 🙁 سحورك ماصخ جداً)
وللدكتور الخشلوك نقول ختاماً، أبدعت البغدادية ونافست وسجلت مكانها ومكانتها بحرفية نعتز بها ونحبها ، فلا تجعلوا البعض ياخذها الى حيث لايريد المشاهد ، وجهات النظر تُنقل ولاتتبنى ، والهجوم ليس وسيلة للدفاع في غالب الوقت، والبرامج الحوارية تتطلب إتاحة الفرصة للضيف ان يبدي ويدلوا بما عنده ، وإلا لما نستضيفه، (نكتفي برأي عماد العبادي) دون حاجة لما يقوله الضيف، وإن رأي الضيف محترم دائماً وأبداً وبحرية منقطعة النظير لا أن نرد بكلمات تعبر عن شعورنا وما نحسه تجاه أي موقف نسكت به ضيف البرنامج وكأننا نبحث عن حجة لإحراجه، ثم أن عامل السن له دوره أيضاً يادكتور فلا تذهبوا بعيداً نحو إرضاء جهة على حساب تاريخ العراق وأهله.
الإعلام مرآة تعكس ثقافة الشعوب التي تمثلها ، وأراكم بدأتم بخير ، فلا تستمروا على غير هدى .

أحدث المقالات