10 يناير، 2025 12:16 م

“يديعوت أحرونوت” : حرق القنصلية الإيرانية في “النجف” ضربة قوية لطهران داخل العراق !

“يديعوت أحرونوت” : حرق القنصلية الإيرانية في “النجف” ضربة قوية لطهران داخل العراق !

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

تصعيد خطير في احتجاج المتظاهرين الشيعة في جنوب “العراق”، على “طهران”، فقد اقتحم المتظاهرون “القنصلية الإيرانية” وأشعلوا فيها النار، تعبيرًا عن غضبهم من تدخل “إيران” والميليشيات الموالية لها في شؤونهم الداخلية.

وكان المتظاهرون العراقيون قد أقتحموا مقر “القنصلية الإيرانية”، في مدينة “النجف”، في وقت متأخر من الليل وأشعلوا النار في المبنى بأكمله. وردًا على ذلك سارعت السلطات العراقية بفرض حظر التجول.

تصعيد خطير ضد الرموز الإيرانية..

وفور اشتعال النيران في مقر “القنصلية الإيرانية”، في “النجف”، مساء أمس الأربعاء، علقت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية على الحدث معتبرًة إياه بأنه يمثل تصعيدًا خطيرًا في الاحتجاجات العنيفة من جانب المحتجين العراقيين ضد الرموز الإيرانية؛ وضد كل ما يمُت لـ”إيران” من ميليشيات ومؤسسات.

أشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن “العراق” يشهد، من بداية تشرين أول/أكتوبر الماضي، مظاهرات شعبية غاضبة، احتجاجًا على أداء حكومة، “عادل عبدالمهدي”، وفشلها في وقف الفساد وتلبية متطلبات الجماهير.

وإزداد غضب الجماهير بعد القمع الشديد للمتظاهرين؛ مما أسفر عن مقتل أكثر من 330 شخص وجرح الآلاف. وبالإضافة لغضب الجماهير من فساد المؤسسات الحكومية والوضع الاقتصادي الصعب، فإن الثائرين في شوارع “بغداد” وسائر المدن الأخرى، غاضبين أيضًا من دعم “إيران” للحكومة العراقية التي يريدون الإطاحة بها.

نفوذ إيران بعد إسقاط “صدام”..

وتطرقت الصحيفة العبرية إلى الحرب الطاحنة التي اندلعت، في الماضي، بين “إيران” و”العراق”، قائلة: “لقد خاضت إيران والعراق حربًا مروعة، بين عامي 1980 و1988، عندما كان الديكتاتور السُّني، صدام حسين، يتولى الحكم في بغداد. ولكن بعد الغزو الأميركي للعراق، في عام 2003، والإطاحة بنظام صدام، تولى نظام جديد زمام الحكم في العراق وكان أكثر قبولًا لدى طهران من نظام صدام. ومنذ ذلك الحين، أصبح لإيران نفوذ كبير على مجريات الأمور والأحداث داخل جارتها العراق”.

تنامي قوة الميليشيات الموالية لطهران..

وأوضحت الصحيفة أنه خلال السنوات الأخيرة، دعمت “طهران” العديد من الميليشيات العراقية المسلحة التي أشركتها حكومة “بغداد”، عام 2014، في الحرب ضد تنظيم (داعش)، وهكذا أكتسبت “إيران” نفوذًا أكبر.

وبعد أن أنتهت تلك الميليشيات من القتال – جنبًا إلى جنب مع قوات الأمن العراقية والقوات الأميركية للقضاء على “تنظيم الدولة” – أصبحت تمثل قوة عسكرية وسياسية مؤثرة تخدم مصلحة “إيران” في “العراق”.

وقيل إن تلك الميليشيات الشيعية المدعومة إيرانيًا، كانت تساعد في قتل المتظاهرين في موجة الاحتجاجات التي تجتاح “العراق” الآن.

إهانة زعماء إيران..

في ظل تلك الأوضاع المشحونة؛ إزداد غضب المتظاهرين العراقيين تجاه “إيران”، خلال الأسبوعين الماضيين. ومن بين مظاهر الغضب، أن شوهد متظاهرون عراقيون يضربون بأحذيتهم صور المرشد الأعلى الإيراني، “علي خامنئي”، وكذلك صور الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”.

وفي جنوب “العراق”، قام المتظاهرون بإحراق مقرات الأحزاب والميليشيات الموالية لـ”نظام الملالي” في “طهران”، كما ألقى المتظاهرون قنابل المولوتوف، خلال الشهر الجاري، على مقر “القنصلية الإيرانية”، في “كربلاء”.

وبحسب (يديعوت أحرونوت)؛ فإنه كون معظم المحتجين العراقيين من المناطق التي تقطنها الغالبية الشيعية في “العراق”؛ يُسقط مزاعم “إيران” بأنها زعيمة المعسكر الشيعي في المنطقة؛ وبأنها تخدم مصالح الشيعة وترعى همومهم أكثر من أي دولة أخرى.

رسالة واضحة..

في السياق ذاته؛ يرى بعض المحللين العراقيين أن إحراق “القنصلية الإيرانية”، في “النجف”، يمثل ضربة رمزية كبيرة ضد “إيران”، والتي تضع أهمية كبيرة على مواقعها في معقل الشيعة في جنوب “العراق”. حيث تضم “النجف” مزارات شيعية مهمة، ويثبت وجود “إيران” في المدينة علاقاتها بهذا الموقع القديم.

وقال الشيخ “فاضل البديري”، وهو رجل دين ذو شأن كبير في “النجف”: “إن الهجوم على القنصلية يرسل رسالة واضحة مفادها أن شريحة من المجتمع العراقي ترفض الوجود السياسي الإيراني في البلاد؛ وتُحملها المسؤولية عن جلب هذه الحكومة”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة