إقرار قانون دعم متظاهري “هونغ كونغ” .. هدف أميركي لتقويض تجارة أوروبا مع الصين !

إقرار قانون دعم متظاهري “هونغ كونغ” .. هدف أميركي لتقويض تجارة أوروبا مع الصين !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في سياسة وصفها البعض بالانفصام والإزدواجية في التعامل، وقع الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، اليوم الخميس، قانونًا يدعم المتظاهرين، ويحظر تصدير بعض المعدات للشرطة في “هونغ كونغ”، التي تشهد احتجاجات، منذ حزيران/يونيو الماضي، رغم رفض “الصين” لهذه الخطوة.

وقال “البيت الأبيض” نقلًا عن الرئيس “ترامب”: “لقد وقعت هذه القوانين احترامًا للرئيس شي، (جين بينغ)، والصين وشعب هونغ كونغ​​​. نحن نلجأ إليهم على أمل أن يتمكن قادة وممثلو الصين وهونغ كونغ من حل خلافاتهم سلميًا، الأمر الذي سيؤدي إلى سلام طويل الأمد ورخاء للجميع”.

تهديدات بإتخاذ إجراءات مضادة صارمة..

وكرد فعل سريع للقرار، قالت “وزارة الخارجية” الصينية إنها ستتخذ “إجراءات مضادة صارمة”؛ إذا استمرت “الولايات المتحدة” في التدخل في “هونغ كونغ”.

وأضافت الوزارة، في بيان لها؛ أن القانون الذي وقعه الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، اليوم، بدعم المتظاهرين في “هونغ كونغ” كان تدخلًا خطيرًا في الشؤون الصينية وأن الجهود الأميركية “مصيرها الفشل”.

وحذرت “الخارجية الصينية” من أن “الولايات المتحدة” ستتحمل عواقب التدابير المضادة لـ”الصين” إذا استمرت في “العمل التعسفي” فيما يتعلق بـ”هونغ كونغ”.

تدخل في شؤون البلاد..

من جانبها؛ عارضت حكومة “هونغ كونغ” بشدة قرار الرئيس الأميركي التوقيع على القانون الداعم للمتظاهرين، مشيرًة إلى أنه: “سيضر بالعلاقات مع الولايات المتحدة”.

وقالت الحكومة، في بيان؛ إن: “هذا التشريع لا أساس له ويتدخل في شؤون المدينة الداخلية”.

احتجاج دبلوماسي باستعداء السفير الأميركي..

وسبق وأن استدعت “وزارة الخارجية” الصينية السفير الأميركيّ لدى بكين، “تيري برانستد”، منذ يومين؛ احتجاجاً على “إقرار الكونغرس الأميركيّ مشروع قانون حقوق الإنسان والديمقراطية في هونغ كونغ”، واصفةً الخطوة الأميركية بأنها: “ترقى إلى حدّ التدخل في شأنٍ داخليٍّ صينيّ”.

وشدّد نائب وزير الخارجية الصيني، “تشنغ تسي وانغ”، على أن: “شؤون هونغ كونغ شأن صيني محض لا يحقّ لأي دولة أجنبية التدخل فيها، وإعتماد الولايات المتحدة هذا القانون يُعد تدخلاً صارخًا في الشؤون الداخلية للصين”.

كما رأى “تسي وانغ” أن: “تجاهلهم للواقع وإقرار الأسود، أبيض، وتغاضيهم ودعمهم لقوى الجريمة لخلق فوضى مناهضة للصين ينتهك بشكل خطير القانون الدولي والمباديء الأساسية للعلاقات الدولية”، داعيًا “الولايات المتحدة؛ إلى تصحيح أفعالها الخاطئة والكفّ عن التدخل في الشؤون الداخلية للصين، بما في ذلك في هونغ كونغ”.

ترامب : أنقذت هونغ كونغ من السحق !

ويوم الجمعة الماضي، أكد “ترامب” أن الجيش الصيني لم يتدخل لسحق التظاهرات المطالبة بالديموقراطية في منطقة “هونغ كونغ” لأنه طلب ذلك من نظيره الصيني، “شي جين بينغ”، قائلًا لشبكة (فوكس نيوز) الأميركية: “بدوني كانت هونغ كونغ ستسحق خلال 14 دقيقة”.

وأوضح أن: “لديه، (شي)، مليون جندي متمركزين خارج هونغ كونغ؛ ولم يدخلوا إلا لأنني طلبت منه ذلك”.

وكان “الكونغرس” الأميركي قد تبنّى، الخميس الماضي، بغالبيّة ساحقة، قرارًا يدعم “حقوق الإنسان والديموقراطيّة” في “هونغ كونغ” في مواجهة “بكين”.

لفرض وتمديد العقوبات ضد الصين..

حول الأسباب الكامنة وراء القرار الأميركي، يرى الكاتب في موقع (نيو إستيرن آوتلوك) الروسي، “سلمان رافي”، فإن “الولايات المتحدة الأميركية”، منذ البداية، كانت “تعمل على سن تشريع يسمح لها بتقييم حالة الحريات المدنية في هونغ كونغ سنويًا، فتتمكّن من فرض أو تمديد العقوبات ضد الصين”.

واعتبر “رافي”، في مقالٍ له؛ أن: “واشنطن ترغب بإشعال الاحتجاجات وإراقة الدماء في هونغ كونغ لتجبر أوروبا على إيقاف التجارة مع الصين”.

مشروع قانون تسليم المجرمين سبب اندلاع المظاهرات..

يُذكر أن احتجاجات “هونغ كونغ” هي مظاهرات انفجرت، في 15 آذار/مارس 2019، في “هونغ كونغ” ومدن أخرى في جميع أنحاء العالم، تطالب بسحب مشروع قانون تسليم المجرمين الهاربين الذي اقترحته حكومة “هونغ كونغ”، وذلك خشية أن يؤدي مشروع القانون إلى السماح للبرلمان الرئيس الصيني بالتدخل في النظام القانوني المستقل لـ”هونغ كونغ”؛ والتي تتمتع بحكم ذاتي جزئي، مما يهدد الخصوصية القانونية للمدينة وأمنها الشخصي ويجعل الساكنة خاضعة لنظام قانوني مختلف.

وبدأت شرارة المظاهرات منذ تطبيق التعديل، في شباط/فبراير 2019، لتنفجر بعد تنظيم “الجبهة المدنية لحقوق الإنسان” أكبر عدد من المشاركين. في 9 حزيران/يونيو 2019، ووفقًا للجبهة؛ كان هناك 1.03 مليون متظاهر، في حين ذكرت شرطة “هونغ كونغ” أن المتظاهرين كانوا 240 ألف شخصًا فقط.

وبعد أيام من بدء التظاهرات، أعلنت الرئيسة التنفيذية لهونغ كونغ، “كاري لام”، وقف المشروع، خصوصًا بعد أن بدأت الاحتجاجات تتحوّل من تظاهرات سلمية إلى أعمال شغبٍ وعنف، لكن المحتجبن رفضوا هذه الخطوة معتبرين أنها جاءت متأخرةً ولخّصوا مطالبهم بالنقاط الـ 5 التالية: تحقيق مستقل في اتهامات الشرطة جراء استخدامها أساليب وحشية ضد المتظاهرين، انتخاب مسؤوليهم بشكل مباشر، إلغاء قانون تسليم المطلوبين والتوقف عن تصنيف حركة الاحتجاجات بـ”الشغب”.

وذكرت وسائل إعلام رسمية في “الصين”، أن “هونغ كونغ” جزءً لا يتجزأ من “الصين”؛ وأن أي شكل من النزعات الانفصالية “سيسحق”، وذلك عقب تجمع المتظاهرين عند القنصلية الأميركية طلبًا للمساعدة في تحقيق الديمقراطية بالمدينة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة