29 نوفمبر، 2024 5:37 ص
Search
Close this search box.

نجاة علي.. صاحبة أول فيلم غنائي في السينما المصرية

نجاة علي.. صاحبة أول فيلم غنائي في السينما المصرية

 

خاص: إعداد- سماح عادل

“نجاة علي” مطربة وممثلة مصرية، اسمها “نجية علي صيام”، ولدت في فارسكور بمحافظة الدقهلية سنة 1913، ابتدأت حياتها الفنية في سن صغيرة. عندما توفّي أبوها سنة 1930، فكّرت في احتراف الغناء.اكتشفها شاعر الأغاني “حسين حلمي المانسترلي”، أحضرها من الرّيف، وتعهّدتها شركة “أوديون”، واشتهرت كمطربة.

وبدأت مشوارها الفني من خلال الإذاعة المصرية، وقدمت حفلات كثيرة في منازل وحدائق الأثرياء، اشتركت في أول حفلة علي مسرح الأزبكية في سنة 1929، ثم كانت بدايتها مع السينما من خلال المشاركة بالغناء في فيلم “معجزة الحب” عام 1931، ثم اشتركت في حفل افتتاح الإذاعة المصرية عام 1934 مع “أم كلثوم”، و”محمد عبد الوهاب”، ثم شاركت بفيلم “دموع الحب” عام 1935، لتتوالى بعدها أعمالها والتي من أبرزها “الحظ السعيد، الكل يغني”، ومن أبرز أغنياتها “فاكراك ومش هانساك، عيد الشباب، قلوب الحبايب”، اعتزلت في أوائل الخمسينيات وأقامت في الإسكندرية. وبلغ ما سجلته نحو 90 أسطوانة وعددا لا يحصى من الشرائط في الإذاعة.

مأساة..

لم تتمكن الرحلة البحرية إلى أوروبا التي قامت بها “نجاة علي” من أن تنسيها أحزانها وتجربتها العاطفية، فكانت تحاول بقدر استطاعتها وكلما أحست أنها لم تتحسن بعد كانت تُمدد فترة إقامتها هناك، حتى قاربت على الأربعة أشهر، وبعدها عادت إلى مصر وهي أكثر قدرة على النسيان.

ما ساعد “نجاة على” أكثر على تخطي تلك المحنة هو زواجها من المهندس “فائق السيوفي”، فأقبلت على حياتها الجديدة بروح مستبشرة، ولكن الماضي لم يتركها لتنعم بتلك الحياة التي اختارتها، حيث تصادف أن يصبح حبيبها الأول جارهم الجديد بفيللا الزوجية، وبذلك أصبحت معرضة لمقابلته أو رؤيته باستمرار.

ودفعها الفضول إلى التأكد من مشاعره هل هي تغيرت أم لا، وبعد فترة بسيطة تأكدت أنه مازال على حبه برغم زواجه من ابنة خاله، ومع الأيام لاحظت تدهور حالته الصحية بشكل مفاجئ، حتى عرفت الصدمة الحقيقية.

زوجة الرجل جاءت إلى “نجاة علي” باكية ترجوها أن تزور زوجها المريض الذي ينتظر الموت خلال ساعات، وأخبرتها أنها تعلم بقصة حبهما من قبل الزواج، وبعد أن زوجها بكل شيء لم يعترض، بنبل شديد، على زيارة المريض وأداء الواجب. وبعد تلك الزيارة بعدة أيام توفي الحبيب الأول ل”نجاة علي”، وبكته كثيرًا وأغلقت بعده فصلًا دراميًا من فصول حياتها المأساوية.

أول فيلم غنائي..

يحكي “ممدوح الطوبجي” الابن الأكبر ل”نجاة علي”عن والداته: “هي صاحبة أول فيلم غنائي في تاريخ السينما المصرية وهو بعنوان (دموع الحب) مع محمد عبد الوهاب، وكانت أول أغنية سجلتها في الإذاعة بعنوان «سر السعادة»، وقد غنت في افتتاح الإذاعة المصرية مع عملاقة الغناء أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الغني السيد وفتحيه أحمد.. نجاة علي قامت بغناء جزء من قصيدة الأطلال بعنوان (وداع) ولحنها محمد فوزي، وبعدها بعدة سنوات غنت أم كلثوم القصيدة ولم يشكل أزمة بينها وبين أم كلثوم، بل كانت تربطهما علاقة احترام متبادل وصداقة، وعندما حصلت أم كلثوم على لقب (صاحبة العصمة)، أقدمت في ذلك الوقت نقابة المهن الموسيقية على الاحتفال بها، فسألتها من تريد أن يغني في هذه الاحتفالية، قالت أريد نجاة علي.. أمي كانت تربطها صداقة بأغلب الفنانين في ذلك الوقت، وكانت بعيدة عن أي صراعات بل كانت تساعد الجميع، وكان من أبرز أصدقائها الفنانة مديحة يسري وفايزة أحمد التي كانت تزورها حتى بعد الاعتزال، وكانت تستشيرها في بعض الأغنيات، وهدى سلطان أيضا، وأذكر أنها تمت دعوتها إلى حفل لعبد الحليم حافظ في بداية مشواره وقد هاجمه الجمهور في ذلك الحفل ولكنها قابلته بعد الحفل ونصحته أن يكمل مشواره وألا يتأثر بما حدث فهذا أمر طبيعي، فكانت تحب الخير للجميع. كما كانت تربطها صداقة وطيدة بالراحلة أسمهان وفريد الأطرش، ونتيجة هذه الصداقة، كان ارتباطها الثاني بالأمير فؤاد الأطرش، وعشنا في بيت الأطرش فترة زمنية كبيرة، وكنت أشاهد أسمهان كل يوم وأغازلها، وصدمنا جميعا بخبر وفاتها المباغت”.

وعن زواجها واعتزالها الفن يقول: “تزوجت ثلاث مرات الأولى من والدي أنيس الطوبجي وكان تربطهما صلة قرابة، وهو كان ضابطا مهندسا، وبعد الزواج طلب منها الاعتزال نظرا لغيرته الشديدة عليها وكان رصيدها الفني فيلمين، ولكنها وافقت على الفور علي هذا الطلب فكانت عاشقة للبيت والاستقرار، وسافرت معه إلى مرسى مطروح وكان ذلك أثناء الحرب العالمية الثانية، ولكن لم يستمر الزواج أكثر من خمس سنوات.. ثم عادت إلى الفن مرة أخرى، وشاركت في فيلم «الحظ السعيد» وتزوجت مرة أخري من فؤاد الأطرش وحصلت علي لقب «أميرة» وكانت المشكلات بينهما كبيرة بسبب الإنجاب فكانت رافضة للإنجاب، ثم انفصلت بعد سبع سنوات من الزواج، ثم تزوجت من السويفي وهو من أصول سورية وأنجبت منه محمد شقيقي وهو لواء طيار.. سبب اعتزال والدتي للفن ولادتها لشقيقي حيث كانت ولادة قيصرية وعسيرة بعدها أعلنت اعتزالها للفن نهائيا في نهاية عام 1952، فهذه العملية تؤثر على صوت الفنان ويصبح نفسه قصيرا، لكن طلب منها يوسف السباعي في عام 57 الغناء للسد العالي ووافقت وكرمت على هذه الأغنية من الزعيم عبد الناصر، فهي كانت لا ترفض المشاركة في أي عمل وطني رغم اعتزالها الفن. وعلى المستوى الشخصي كانت لا تحب الظهور في وسائل الإعلام المرئية لكنها كانت تحب الإذاعة، وكانت شديدة الإعجاب بالراحلة سعاد محمد وبعد الاعتزال عاشت في الإسكندرية، كما كانت تربطها علاقة احترام وود بمحمد عبد الوهاب وكان يناديها بـ«ست نجاة»”.

تمتلك “نجاة علي” رصيدا غنائيا يصل إلى ما يقرب من 400 أغنية رغم اعتزالها المبكر. ومن أشهر أغانيها التي تعاونت فيها مع أغلب الملحنين والكتاب، «فكراك ومش نسياك» و«يا لايمين في الهوى» و«وسلم على قلبي»، «أل إيه دلوقتي ما بيحبش». كما اشتركت أيضا في خمسة أفلام أخرى هي: «حب للسما، وشيء من لا شيء، والحظ السعيد، والشاطر حسن، والكل يغني»، والتي اشتركت فيه المطربة نجاة الصغيرة حيث أطلق عليها لقب الصغيرة من خلال أحداث تلك الفيلم لأنها كانت تجسد شخصية المطربة نجاة على وهى صغيرة.. نالت نجاة علي جائزة الجدارة عام 1978.

في الثلاثينات..

وفى إحدى حواراتها الصحفية التي أجرتها مع مجلة «الكواكب» عام 1980،تقول “نجاة علي” :«بدأت عملي بالفن عام 1930 وذلك قبل أن أقوم بالبطولة الغنائية لفيلم «دموع الحب» عام 1936 وهو أول فيلم غنائي بطريقة الديالوج بيني وبين محمد عبد الوهاب، وعهدي بدأ بعد منيرة المهدية وفتحية أحمد وأم كلثوم ونادرة وملك، لأنني ظهرت في الثلاثينات، في الفترة التي ظهرت فيها ليلى مراد وأسمهان ورجاء عبده وهم من الأصوات التي أحبها الآن، والحقيقة أنى أحب محمد قنديل وسعاد محمد، والاثنان لهما حظ، فهما يجب أن يكونا في القمة، سعاد محمد مدفونة لأنها مشغولة بحياتها العائلية، أما محمد قنديل فهو متدين وبعيد عن الوسط.. أول حفلة لي كانت في تياترو حديقة الأزبكية وقبل ذلك كان هناك إعداد لي قعدت سنتين أو تلاتة أحفظ «تواشيح وأدوار»على يد داوود حسنى والقصبجى وصفر على والدكتور أحمد صيام النجريدى إللى لحن لأم كلثوم «مالى فتنت» ولحن لي «ما دام في عيني الدموع والقصبجى لحن لي «سر السعادة» وداوود حسنى لحن لي «حس الجميل»، ومثلت خمسة أفلام بعد «دموع الحب»وكانت جميعها بطولات غنائية”.

وفاتها..

توفيت “نجاة علي” في 26 ديسمبر 1993 عن عمر ناهز الثمانين.

https://www.youtube.com/watch?v=ppy8ngvQJMw

https://www.youtube.com/watch?v=JRu_sf2FGIQ

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة