خاص : ترجمة – آية حسين علي :
يكتشف العالم كل يوم أن تطبيق التراسل الفوري، (واتس آب)، ليس الأكثر أمانًا على الإطلاق، ويدرك كثير من المستخدمين هذا الأمر أيضًا، وأنه يمثل خطرًا على بياناتهم الشخصية، لكن إذا لم تصل إلى هذه النتيجة بعد عليك البحث عن الثغرات الأمنية الموجودة في التطبيق وسوف تذهلك النتائج، ويوجد أخطرها في مكالمات الفيديو التي تسمح للقراصنة بالتسلل بكل سهولة إلى جهازك المحمول والسيطرة عليه بمجرد قيام الشخص بالرد على المكالمة، التي اكتشفت، في آب/أغسطس من العام الماضي.
ويُعد تطبيق (واتس آب) أرض خصبة للباحثين؛ إذ تكرر اكتشاف خبراء لثغرات أمنية، ورغم أن الشركة تعلن في كل مرة تمكنها من إصلاح العيب وسد الثغرة؛ إلا أن هذا الأمر ينال من ثقة المستخدمين في التطبيق.
“تليغرام” يفتح النار على “واتس آب”..
من جانبه، فتح مؤسس تطبيق (تليغرام)، “بافيل دوروف”، النار على (واتس آب) وحذر من استخدامه، وأكد أنه لن يصبح آمنًا أبدًا، وكشف عن ثغرات تقنية تهدد أمن المستخدمين، وتأتي تصريحات “دوروف”، الذي يشغل منصب المدير التنفيذي لـ (تليغراف) بالتزامن مع اكتشاف مجموعة من خبراء الأمن المعلوماتي ثغرة أمنية خطيرة في (واتس آب) تسمح لقراصنة الإنترنت بالحصول على البيانات المخزنة من خلال إرسال رسالة صوتية بصيغة، (إم. بي. 4)، تحتوي على شفرة خبيثة، بحسب صحيفة (ذي إندبندت) الأميركية.
وفي بيانه؛ هاجم “دوروف”، التطبيق المنافس، مؤكدًا أنه يحتوي على أبواب خلفية مفتوحة أمام القراصنة تسمح لهم بتنفيذ عملياتهم بسهولة، وشدد على أن (واتس آب) يستخدم كحصان طراودة من أجل الوصول إلى الرسائل والصور والمقاطع المصورة وكافة البيانات الشخصية التي يتداولها المستخدمون.
“فيس بوك” تدافع عن نفسها..
على الجانب الآخر؛ أعلنت (واتس آب) أنها تسعى إلى تحسين أمانها وأنها تمكنت على الفور من إصلاح الثغرة، بينما أشار خبراء إلى أن وجود الثغرة لا يعني بالضرورة أن يتضرر المستخدمين، ومع ذلك أوصت بتحميل الإصدار الأخير من التطبيق، والحرص على تحميل كل التطبيقات من المتاجر الرسمية بما فيها، “غوغل بلاي” و”آب ستور”.
وكانت شركة “فيس بوك”، المالكة لتطبيق المحادثة، (واتس آب)، قد نشرت بيانًا رفضت فيه ما اعتبرته إدعاءات، مؤكدة أنه لم يتم اكتشاف أي عملية قرصنة من خلال التطبيق، لكن مؤسس (تليغرام) رد بأن الشركة لا يمكنها التأكد من هذا الأمر دون تحليل المقاطع المصورة التي يتداولها المستخدمون، وهي بيانات لا يحتفظ بها التطبيق من الأساس، وأضاف أنه طالما لا يمتلك (واتس آب) ما يمكنه تحليله وفحصه، فإنه لا يمكنه إثبات أن البوابة الخلفية التي تركتها للقراصنة لم تُستغل من قبلهم.
هل “دوروف” يسعى لمنافسة غير نظيفة ؟
لا يحتاج “دوروف” إلى دلائل لمعرفة إذا ما كانت الثغرة قد استغلت من أجل الحصول على بيانات شخصية، لأن تاريخ الثغرات في (واتس آب) طويل، وكثير من بيانات الصحافيين والمدافعين عن حقوق الإنسان تم الاستيلاء عليها من قِبل وكالات أميركية.
وحذر “دوروف” جميع من يمتلكون هواتف ذكية من الاستمرار في استخدام (واتس آب)؛ وأوصح بسرعة إزالته من قائمة التطبيقات المثبتة.
لكن خبراء شككوا في نية “دوروف” وراء هذا البيان، إذ استغل المناسبة للإعلان عن مزايا تطبيقه المنافس لـ (واتس آب) مؤكدًا أنه على مدار 6 سنوات؛ ومنذ إطلاق (تليغرام)، لم تُكتشف ثغرة واحدة فيه، مشيرًا إلى أنه يمكنه ذكر الأسباب التي يمكنها إقناع أي شخص بالانتقال إلى (تليغرام)؛ من بينها أنه يمنح مستخدميه 8 ميزات حتى الآن لا تتوافر في (واتس آب).