خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :
في “إسرائيل” تتعالى الأصوات المطالبة باستقالة رئيس الوزراء، “بنيامين نتانياهو”، بعدما أصدر المستشار القضائي للحكومة، “أفيحاي مندلبليت”، قرارًا بإحالة “نتانياهو” للمحاكمة.
وهناك كثير من المسؤولين السابقين والحاليين يطالبون، “نتانياهو”، بالتنحي عن المشهد السياسي والتفرغ لجلسات المحاكمة حتى لا تُصاب مؤسسات الدولة بالشلل.
لم يُعد هناك شك !
يرى المحلل الإسرائيلي، “يوسي بيلين”، (الذي سبق له أن تقلد مناصب وزارية في الحكومات السابقة)، أن الأمور قد أتضحت الآن، ولم يُعد هناك شك في المخالفات التي أرتكبها رئيس الوزراء، “نتانياهو”.
مُضيفًا أن مرحلة التحدث من منطلق العواطف قد إنتهت تمامًا، بمجرد إنتهاء الشرطة والنيابة من عملهما في البحث والتحقيق الذي استمر لسنوات. وعليه فقد أصدر المستشار القضائي للحكومة، “أفيحاي مندلبليت”، – السكرتير السابق للحكومة والمقرب من “نتانياهو” – قرارًا لم يسبق لأحد في منصبه أن أتخذه: ألا وهو قرار إحالة رئيس حكومة للمحاكمة وهو لا يزال يمارس منصبه.
هل يتخذ الخطوة الصائبة ؟
بحسب “بيلين”؛ يمكن لـ”نتانياهو” أن يزعم بأن “مندلبليت” طفل ساذج أنخدع بوسائل الإعلام وإنساق وراء كبار المسؤولين في سلك النيابة ممن يحقدون عليه.
كما يمكن لـ”نتانياهو” أيضًا القول بأن القانون يتيح له البقاء في منصبه إلى أن تنتهي المحكمة من إصدار قرار الإدانة ضده؛ كما يمكنه أن يطلب الحصانة لنفسه كي يتهرب من المحاكمة، طالما ظل عضوًا في “الكنيست”؛ ولكنه في مقدوره أيضًا أن يتخذ الخطوة الصائبة؛ ألا وهي تقديم الاستقالة.
طلب الحصانة سيستغرق شهورًا !
من البديهي أن فريق المحامين، التابع لرئيس الوزراء، يعرضون عليه الآن كافة البنود والخيارات القانونية التي يمكن أن يسلكها. وفي حال تقدم “نتانياهو” بطلب للحصول على الحصانة؛ فإن الأمر سيستغرق وقتًا طويلًا، نظرًا لحالة الشلل التي يمر بها البرلمان، ولن يتم الإنتهاء من النظر في طلب الحصانة إلا بعد عدة شهور لأن الانتخابات القادمة لن تُجرى قبل آذار/مارس 2020.
والآن يجوز لـ”نتانياهو” البقاء في منصبه، كرئيس للحكومة؛ حتى لو ظل عقله منشغلًا بمحاكمته في قضايا الفساد، أكثر من إنشغاله بأي موضوع آخر سيُعرض على حكومته؛ حتى لو تظاهر بأنه يمارس عمله بشكل طبيعي.
أشار “بيلين”؛ إلى أنه من المؤكد وجود كثيرين ممن سيقولون لرئيس الوزراء أنه لا بديل عنه في الوسط الحزبي والسياسي، سواء نظرًا لما حقق من إنجازات أو لأنهم يعتبرونه الشخص الوحيد القادر على حماية “إسرائيل” ودحر أعدائها، لكن ذلك لن يُجدي نفعًا.
ومن الواضح أيضًا أن هناك مسؤولين سينصحون، “نتانياهو”، بأن يظل متمسكًا ومتشبثًا بمنصبه وبمواقفه حتى النهاية، لكنه ينبغي أن يسأل نفسه كيف سينظر إليه الشعب بعدما ظل يشغل منصب رئيس الحكومة لأطول فترة في تاريخ “إسرائيل” متقدمًا على، “دافيد بن غوريون”.
ونوه “بيلين”؛ إلى أن “نتانياهو” ليس ممن يتجاهلون التاريخ، سواء فيما يتعلق بالماضي أو حتى فيما سيحدث مستقبلًا. فإذا كان “نتانياهو” متأكدًا من براءته، وإذا كان متذكرًا للتصريحات التي سبق أن أطلقها في الماضي عن رئيس الحكومة السابق، “إيهود أولمرت” – (عندما قال له إن أي رئيس حكومة لا يمكنه البقاء في منصبه؛ بل لا بد أن يستقيل، طالما كان يواجه تحقيقات) – عليه الآن أن يتقدم باستقالته على الفور ويتفرغ من أجل السعي لتبرئة نفسه.
هل سيتخلى “الليكود” عن “نتانياهو” ؟
كان زعيم حزب (أزرق-أبيض)، “بيني غانتس”، قد دعا، أمس، قادة حزب (الليكود)؛ إلى الإنضمام إليه لتشكيل حكومة وحدة وطنية، وذلك بعد يومين من توجيه تهمة الفساد واستغلال السلطة إلى “نتانياهو”.
وقال “غانتس”، في مؤتمر صحافي في “تل أبيب”؛ مخاطبًا قادة حزب (الليكود): “بالنظر إلى الظروف التي تمر بها إسرائيل، أدعوكم لتشكيل أوسع حكومة ممكنة برئاستي”، مضيفًا: “سأكون رئيس الوزراء في العامين الأولين”، وفي حال تبرئة “نتانياهو”، يمكنه العودة ليكون رئيس الوزراء في العامين التاليين.
واعتبر “غانتس” أن ما يطرحه هو البديل الوحيد للخروج من الأزمة السياسية وعدم اللجوء إلى إجراء انتخابات جديدة.