17 نوفمبر، 2024 9:45 م
Search
Close this search box.

الصحفيون الاحاديون .. الاعلام الاعور

الصحفيون الاحاديون .. الاعلام الاعور

ابدا، لااقتنع بأيّ صحفي يعكس صورة أحادية  إلى المتلقي سواء كانت الصورة ايجابية أو سلبية تتناول الوضع السياسي او الأمني او الخدمي أو الأجتماعي في العراق ،ولااقتنع  ايضاء باداء اي اعلامي لايمارس طيف الحرية في اطلاق رأيه بحرية وصراحة وموضوعية بلا قيود أو تجبجب من رب العمل أو الناشر أو الممول أو المؤسسة الاعلامية التي يعمل فيها .
ليس من المألوف ، ان اقرأ للصحفيين  يكتبون على سبيل المثال لاالحصر عن قرار اتخذته الحكومة ويرونه خطأ  وياتيون في اليوم الثاني يشخصون قراراً صائبا للحكومة، اي ان مايهم القرار وليست المؤسسة أو الشخص  .
عمليا لاافضل اخفاء اي معلومة يحصل عليها الصحفي الا تلك التي تؤثر على الامن الوطني أو التي تسبب باثارة العنف وتسبب بازهاق ارواح الابرياء .
اتذكر اول نصيحة ابداها  لي احد الصحفيين الكبار الذين يشغلون الان منصب مهم في  الدولة قبل ست سنوات  تقريبا، لها علاقة بهذا الحديث عندما ، قال: تحدث الحقيقة لكن تذكر ان امن المواطنين اهم من الحقيقة التي تقولها   .
صحيح ، الصحافة الاحادية هي التي  تخلق  الدكتاتورية المتخلفة والقاصرة  وتعيق بوضوح مشروع  الاعلام سلطة ظل اولى في بناء الدولة المدنية الحديثة .
للاسف الشديد واقولها بمرارة باننا بحاجة إلى صحفيين يكتبون الواقع ، لايجاملون ولايغازلون الاحزاب النافذة في السلطة أو المعارضة ، يفكرون ماذا يريد المواطن ، يعملون على تشخيص حاجة المواطنين في البلدان التي يسكنونها.
الصحفيون  الذين اطلق عليهم وصف “الاحاديون” أو “الجانبيون ” سواء كانوا مع الحكومة أو ضدها لن يفلحوا  بطبيعة الحال في الموضوعية المقبولة ولن يحصلوا على قناعة المتلقي وسيفقدون بطبيعة الحال “ثقة القول ” عندما يتحدثون للمواطنين .
  ثمة مشكلة عميقة تؤكد بان حرية الاعلام لاتتحقق مالم يعمل الاعلاميون انفسهم على رفع القيود الافتراضية التي وضعوها على تفكيرهم  ومن ثم تعاملوا معهم كما يتعاملون مع القيود الحقيقية .
وارى من العيب ان نطالب بحرية الاعلام وقوانين داعمة وامتيازات للصحفيين، وهناك من يعمل من الشريحة ذاتها  اي الصحفيين لى تكتيم الافواه ومسايرة الخطأ مهما كان تاثيره على المجتمع ، فليس هناك فرق واضح  بين  الصحفي الذي ينقل القضايا الايجابية والصحفي الذي ينقل فقط القضايا السلبية ،  فكلاهمها يسيران نحو هدف واحد وهو تزوير الحقيقة واخفائها  وايصال جانب (سلباً ، ايجابيا) متعمداً.
لااشك أن هذه معادلة صعبة التحقيق في ظل ظروف وقوانين غامضة وسياسيون لايفهمون الوظيفة الاساسية للصحفي ومازالوا يعتقدون أن الاعلام الاحادي هو الاكثر تاثيرا  في المجتمع .
 الافضل بتصوري ان يتجه الصحفيين عموما ، والشباب بالأخص باتجاه  صحافة تخدم بناء الدولة وتشخص اخطاء الحكومة وتدعم منجزاتها بغض النظر عن الانتماءات الحزبية أو المذهبية او العشائرية  وهو توجه لعدم شخصنة العمل الصحفي ، فليس هناك انبل من وظيفة ذكر الحقيقة للمتلقي بلا رتوش وبامانة مطلقة حتى الاراء  يتطلب ان تكون قريبة من نبض المواطن وأن لانغرد كثيرا قرب سرب الحكومة أو سرب المعارضين لها لنترك قليلاً الصحافة العوراء و نتجه نحو الصحافة الموضوعة تخدم الوطن والمواطن .

أحدث المقالات