يلاحظ هذه الايام تزايد اقبال الجمهورعلى تأويل الرؤى بشكل ملفت للنظر.ومع ان غريزة حب استطلاع الانسان لمعرفة ما تحمله رؤياه من تعبيرات، ودلالات، ربما تكون الدافع الاساسي على الاغلب، وراء تهافت كثير من الناس لسؤال المعبرين عن تفسير لرؤاهم،ولا ضير في ذلك ابتداء،لاسيما وان لهذه الظاهرة اصولها الاعتقادية الدينية،قبل ان تكون مجرد ظاهرة اجتماعية محضة.الا أن استفحال الظاهرة بهذا الشكل الذي وصل الحال فيه بالمعبرين من متمشيخي بعض القنوات الفضائية إلى الخروج في تلك الفضائيات في بث مباشر على الهواء يشاهده الجمهور، وتصبح برامج تعبير الأحلام مصدر جذب،وشهرة لأدعياء التعبير، ولتلك القنوات في نفس الوقت،لتكون سوقا رائجة للتجارة الرخيصة، والتكسب المبتذل بالتأويل،من خلال استنزاف جيوب المتصلين لطلب تأويل رؤاهم،الامر الذي يدفع بتلك الفضائيات للتلهف على استضافة أي إنسان لهذا الغرض، حتى وان كان بإلمام متواضع بتعبير الرؤى،للإجابة في تجرؤ عجيب، وتعبير خاطئ احيانا،بغض النظر عما قد يترتب على ذلك التعبير المهلهل،من تداعيات سلبية بالوسوسة على صاحب الـرؤية،وعلى جمهور المشاهدين.
إن المطلوب ازاء تفاقم هذه الظاهرة، الارتقاء بالوعي الديني، والاجتماعي للجمهور، وعدم فسح المجال للتوسع في بث برامج تأويل الرؤى بذريعة حرية الاعلام،والحد من استضافة من يسعون للشهرة من ادعياء العرفان بالتأويل، وألابتعاد نهائيا عن جعل التأويل وسيلة للتكسب، والمتاجرة،وأن يترافق ذلك النهج الواعي مع حرص تام على الالتزام بالضوابط الشرعية الواردة في السنة النبـوية، سواء في مجال التعامل من يرى في منامه، او مع من يتصدى لمهمة التعبير،والعمل على تكاملها مع ما توصلت اليه معطيات العلوم النفسية من حقائق علمية في هذا المجال.