خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :
أثار قرّر المستشار القضائي للحكومة الإسرائيليّة، “أفيخاي مندلبليت”، اتهام رئيس الحكومة، “بنيامين نتانياهو”، بتلقي الرشوة والخداع وخيانة الأمانة في ثلاث ملفات؛ التساؤلات بشأن قرب إنتهاء عهد الرجل الملّقب بـ”الملك”، والذي استمر في الحكم لعقد من الزمن.
المرة الأولى..
تُعتبر تلك هي المرة الأولى في تاريخ “إسرائيل”، التي يُتَّهمُ فيها رئيس وزراء، خلال أداء منصبه، بالفساد والإحتيال وخيانة الأمانة.
وكان البعض يتوقع بأن المدعي العام، “مندلبنت”، الذي كان صديقًا لـ”نتانياهو” في الماضي، سيسقط الاتهامات ضد رئيس الوزراء، الذي أمضى أطول فترة في الحكم في تاريخ “إسرائيل”. لكن المدعي العام وضع حدًا للتكهنات ووجّه إلى “نتانياهو” كل التهم الممكنة في قضايا ورد فيها اسم رئيس الوزراء.
قد يستغرق الأمر وقتًا طويلًا !
يظن البعض أن إسقاط “نتانياهو” سيتم سريعًا، لكن ذلك قد يستغرق شهورًا أو سنوات، فطالما لم تتم إدانة “نتانياهو”، سيمكنه البقاء رئيسًا للوزراء. غير أن الأداء الحزبي والحكومي لـ”نتانياهو” سيكون تحت النقد والمراقبة، لا سيما أن “إسرائيل” من دون حكومة فعلية منذ ما يقرب من عام كامل، تخللته معركتان انتخابيتان غير حاسمتين.
ولا يُلزم القانون “نتانياهو” بالاستقالة، غير أنّه سيضطرّ إليها إذا أُدين واستنفد كلّ وسائل الطعن في نهاية المطاف، وهو أمر يمكن أن يستغرق سنوات.
قد يشن عدوانًا عسكريًا !
قال رئيس القائمة العربية المشتركة في “الكنيست” النائب، “أيمن عودة”، إن “نتانياهو” – الذي إرتكب قضايا فساد كبرى مثل الاحتلال والعدوان والتحريض – يواجه الآن أتفه الاتهامات القضائية المتعلقة بالفساد المالي وخيانة الأمانة.
وحذّر “عودة” من أن “نتانياهو” سيفعل كل شيء للخروج من ورطته، وأولها شن عدوان عسكري خلال الأشهر المقبلة، ودعا “عودة”، كل القوى العاقلة والرأي العام، أن يمنعه من ذلك.
كما طالب “عودة”، المستشار القضائي للحكومة، “مندلبليت”، بمنع “نتانياهو” من الترشّح للانتخابات القادمة بموجب القانون !
خيارات “نتانياهو”..
يرى بعض المحللين الإسرائيليين أن أمام رئيس حكومتهم، “نتانياهو”، ثلاثة خيارات بعد توجيه لوائح اتهام ضده، مساء الخميس الماضي؛ من قبل المستشار القضائي للحكومة.
ويتمثل الخيار الأول في أن يعلن “نتانياهو” عن استقالته، وهو أمر مستبعد، أما الخيار الثاني فهو احترام قرار المستشار القضائي للحكومة بتوجيه لائحة اتهام بحقه، ثم يتعهد أمام الجماهير بأن يثبت براءته.
فيما يتمثل الخيار الثالث؛ في الهروب من الموقف وشن حرب على إحدى الجبهات لإشغال الرأي العام عن جرائمه، وهو خيار غير مستبعد.
وفي محاولة يائسة لإنقاذ “نتانياهو” من السقوط السياسي والسجن؛ طالب عدد من نواب حزب “الليكود” بمنحه الحصانة من قِبل “الكنيست”، لكن خبراء قانونيين إسرائيليين يعتبرون ذلك أمرًا عبثيًا وغير أخلاقي.
قد تأتي الضربة من داخل حزبه..
بحسب بعض المحللين، يمكن أن تأتي الضربة القاضية لـ”نتانياهو” من داخل حزبه، (الليكود)، الذي يتزعمه. وعلى الحزب أن يقرر ما إذا كان سيدعمه حتى النهاية أو يُسقطه لصالح مرشح آخر لرئاسة الوزراء.
فيما أعلن عدد من قيادات “الليكود”، بمن فيهم وزير الخارجية، “يسرائيل كاتس”، ووزيرة الثقافة، “ميري ريغيف”، عن دعمهما لـ”نتانياهو”، لكن آخرين ظلوا صامتين منذ قرار الاتهام.
وقبل الإعلان عن اتهام “نتانياهو”، كان الوزير السابق، “جدعون ساعر”، الذي يحظى بدعم كبير داخل “الليكود”، قد دعا إلى إجراء انتخابات قيادية للحزب قبل إجراء جولة انتخابات ثالثة. وقال “ساعر”: “أعتقد أنني سأتمكن من توحيد البلاد والأمة”.
لهث وراء الزعامة ولن يغادر !
كان المحلل الإسرائيلي، “ألوف بن”، قد فند اتهامات “نتانياهو” للنيابة العامة بالإفتراء ومحاولة الانقلاب على سلطته، مضيفًا أن تلك الاتهامات غير صادقة وليست مقنعة. وأكد “ألوف بن” على أن “نتانياهو” هو بالفعل ضحية، ولكنه ضحية اللهث وراء الزعامة الجامحة والوجاهة التي لا تنتهي. وهو الآن يتهم كل من يعارضه بالخيانة في محاولة يائسة للبقاء في السلطة وعدم الذهاب للسجن.
فيما حذر المحلل، “يوسي فيرتر”، من أن “نتانياهو” لن يغادر الحلبة السياسية بسهولة بعد خروج الإسرائيليين للشوارع حاملين المشاعل داعين لرحيله.
مشيرًا إلى أن خطاب “نتانياهو”، غداة إعلان اتهامه، خلا من ذرة ندم وتواضع وخجل بعد اتهامه بالرشوة وخيانة الأمانة. وتابع: “بالعكس؛ كما هو حال المجرمين، تطاول نتانياهو بكل وقاحة على مؤسسات حماية القانون، وقال بوضوح إنه لن يغادر”.