17 نوفمبر، 2024 7:16 م
Search
Close this search box.

ولي دولة قطر ، فلنقف له اجلالا..

ولي دولة قطر ، فلنقف له اجلالا..

الحقيقة استوقفتني كثيرا كل الاحداث في العالم و الوطن العربي بشكل خاص ، ولم يهيج غريزتي في الكتابة الوضع السياسي المتخلخل في اوطان العرب ، فكلها تحصيل حاصل ، هناك من ينعق وهناك من ينعق معه والشعوب فتية غبية متخلفة فكراً وحضارةً، واسلوب الدين المسيطر الوحيد في الساحة والجانبين يستفاد منه ، اي المعارض والحاكم .
 ولكن،  قضية ولي عهد دولة قطر … الذي تنازل عن الحكم لخليفته ( الابن) ،حركت بداخلي شيئا ، فقد تعلمت من معاصرتي للحكام اليوم ، وقراءتي للتاريخ ، انه لا يوجد في قاموس حكام العرب جمعا ، كلمة تنازل عن الحكم حتى وان كانت عملية انتخابية ، فتعودنا على الانقلابات العسكرية غالبا وقلة قليلة مدنية ، او موت مستعجل يصيب الحاكم ، وهذا مسجل عبر التاريخ .
الاغرب في قضية الشيخ حمد ، انه استبق كل الاحداث وخصم الامور بفعل واحد ؟ وانا هنا لا علاقة لي بأساليبه السياسية في المنطقة او توجهاته الفكرية والأيديولوجيات التي اتبعها ، لا علاقة لنا بذلك سوى الحدث الاني … وهو تنازله عن العرش وهو امير ، ومن عائلة ملكية ، ونفوس قطر لا يساوي ربع نفوس بقية دول المنطقة ، واقتصاد بلده منتعش و رصين ، ويستطيع بتأييد الدول الكبرى ان يبقى في الحكم حتى وهو في القبر … ولكنه استمع الى النصيحة ، نصت فكره الى صوت العقل والمنطق ، قبل النصح بثقالة او بخفة ، لكن فعله اعطى درسا لقادة وسياسيين ينادون بالديمقراطية والجمهورية وحكم الشعب ، فاذا جئنا فرضا لسوريا لوجدنا ان باستطاعة الاسد تجنيب شعبه حمى المتلاطمات والقتال والحرب ، وان ينسحب بكرامته وان يولي حزبه الامور من بعده ، فيربح هو والشعب جميعا ، واذا اقتربنا اكثر في العراق مثلا ، كبلد احتلته امريكا وجاءت بهؤلاء السياسيين الان ، و اورثته ديمقراطية فتية ، واستطاروا فيها الشيعة وهم غالبية ونحن لا ننكر بل بالعكس فقد تبوئ مركزها من الحكم بعد تغييب طويل لهذه الطائفة ، ولكن كان الاجدر بالمالكي تجنيب الشعب ويلات الاحتقان السياسية والارهاب ، ببث روح جديدة في السلسلة القيادية الجديدة ، كأن يعطيها للمجلس الاعلى فرضيا او غيرهم .. فتسقط الحجة عن منافسيك في الحكم وتكف الشعب اذى اتباعك واتباع غيرك ، وانا لا اعرف كيف يؤمنون بالديمقراطية وهم لا يطبقوها ؟ّ! .
اعتقد ان الشيخ خليفة سيسجل له التاريخ هذا التحول في الادارة الملكية ، وربما استطاع ان يستفيد من ملوك أوربا وخصوصا الان ، في كيفية حفظ كرامة الشعوب وحقن دمائهم ، وتخليص المشككين من الحقد والفساد في الدولة …ان ما يمكننا من وضع خط اصفر تحت عنوان التنازل هذا ، هو الحق في قول رجاحة عقل الحاكم وخصوصا هذه المرحلة ، فتحية له وتحية لمن اسداه النصيحة ، وتحية اكبر له لأنه عمل بها .

أحدث المقالات