قد يختلف السياسيون في تحديد ما هية الديمقراطية هل هي غاية ام وسيلة ولكن الاغلبية تؤكد على ان تحقيق الديمقراطية سواءاً كانت وسيلة ام غاية هي الاساس ، وان جوهر الموضوع هو الانتخابات والتداول السلمي للسلطة ، لذا فالعبرة تكمن في الانتخابات وصناديقها الحاسمة في اختيار أي مرشح سواءاً كان صالحاً ام طالحاً ، والمفترض ان يكون صالحاً يخدم تطلعات الشارع لا سيما من انتخبه . والعملية الديمقراطية لعبة سياسية صعبة المراس ينبغي عدم الاعتماد على صناديق اقتراعها فقط ، وبالتالي سوف لن تحمي من اختير منها اذا ما انقلب الشارع عليه . لذلك نعتقد ان شرعية الانجاز تاتي بموازاة شرعية الانتخاب ، وسوف لن يكون الفائز في الانتخابات في مأمن من غضب الشارع في حالة عدم تحقيق الانجازات ، وباتت الانتخابات محكمة وملزمة بما يحققه المسؤول من انجازات ولا يٌعطى الحصانة والحماية في محاسبته أو اقصائه وليس لديه اية حجة لاتمام ولايته لانها ليس عقداً مبرماً لفترة محددة حتى وان فسر هكذا في تحديد ولاية كل سلطة . اليوم يواجه الرئيس مرسي تظاهرات عارمة لم تشهدها مصر من قبل واضحت مليونية بلا منازع تفرض وتضغط على الرئيس بالاستقالة وحددت موعداً وهو الساعة الخامسة من عصر يوم الثلاثاء الموافق 2 تموز والا سوف يكون الزحف على القصر الرئاسي . ان هذه التطورات المتوالية تنذر بالخطر وتطرح اسئلة عديدة ، كيف سيتصرف الرئيس مرسي ؟ وهل سيرضخ لمطاليب المحتجين ؟ وما هو ردود فعله وماذا حقق لشعبه طيلة عام محتضر ؟ . ان الرأي العام مصمم اكثر من ذي قبل بازاحته من السلطة وعدم امهاله لاكمال ولايته المتبقية ، لا سيما وان المطالب الثلاثة لم يحقق الحد الادنى منها وهي ازمة المياه ومستقبل مصر الاقتصادي ، والمصالحة الوطنية ، وعلاقته مع اسرائيل التي ازدادت رسوخاً و مستقبل المعاهدات المبرمة معها . ان الاجابة عليها من قبل الرئيس مرسي سوف لن تكون وافية . ان الوقت يمضي سريعاً ويمكن للرئيس مرسي امتصاص غضب الشارع وتحييد البعض من خلال الاعتذار للشعب عما احدثه من اخطاء جسيمة منها قطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا والتي كانت بداية شرارة نيران الطائفية البغيظة ، وخطابه الطائفي بوصف الشيعة باقبح النعوت واشد خطراً على الاسلام من اليهود مما سببت في رفع مستوى الاحتقان الطائفي وادت الى مقتل الشيخ حسن شحاته والتمثيل به واصحابه . ان الامور حُبلى وما على مرسي الا الاذعان لصوت الحق الذي يحاول تسويفه .