22 نوفمبر، 2024 11:35 م
Search
Close this search box.

الفطرة القابيلية !!

الفطرة القابيلية !!

كلنا نعرف ان الاسلام دين الفطرة, ونعني ان الفطرة التي فطر الانسان عليها, وبطبيعة الحال ان الانسان ميال للعيش مع اخيه الانسان, وكما يقول علماء الاجتماع ان الانسان كان اجتماعيا بطبعه, وهو متعاون مع الانسان الاخر من اجل بناء غدا افضل, وهو كائن يميل الى التآزر كونه لا يستطيع حمل اثقال كبيرة بمفرده, ولذلك شيدوا حضارات ضخمة بتآزرهم, فلم تبنى الاهرامات بالقدرة الفردية, بل اجتمع على بنائها عشرات الالاف من المتآزرين, والجنائن المعلقة كذلك, وهذه جميعها من افعال الفطرة الانسانية.
 والفطرة الانسانية ميالة الى العيش المتسامح والى ان تخدمني واخدمك, تساعدني واساعدك وهذه تحولت الى دين حقيقي, واسس اساسها رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه واله, ولذلك نسمع او يقال او يتداول, بأن الاسلام دين الفطرة.
ولكن بعد مضي الف واربعمائة واربع وثلاثون عام على انشاء دين الفطرة على يد رسول الله اكتشفنا انه لا وجد لدينا دين الفطرة, وان هذه العبارة مجرد قول لا يطبقه الا عدد من المؤمنين بدين الفطرة, ولأنجد هؤلاء الا بأتباع اهل البيت عليهم السلام, وربما نجد منهم في المذاهب الاخرى.
 ان التحول الكبير الذي طرئ على المسلمين سيما في العصور المتأخرة وبعد ضهور الحركة الوهابية المتسميه  باسم الاسلام, اكتشفنا ان دين الفطرة لم يعد له وجود, بأستثناء ماذكرنا سلفا وقد تحولنا الى دين اخر, وهو دين الفطرة (القابيلية) وقصة هابيل وقابيل بقية متأصلة في النفس البشرية, ولكنها مع الاسف كانت على اشدها بين المسلمين , وقد نزع المسلمون ثوب دين الفطرة الذي ارتدوه على عجل, ولبسوا ثوب الفطرة “القابيلية” هذه الفطرة الشرهة نحو القتل والتدمير, والغاء الاخر والاستحواذ على ممتلكاته والاستحواذ حتى على عقله.
قابيل ولد من جديد بل ان نهجه لم يمت بل بقي حيا, ويتناسل ويتكاثر حتى اصبحنا امام الالاف والملاين منه, لنجده اين ما نتوجه, واخر مجموعة قابيليه هي التي هاجمت الشيخ حسن شحاتة في مصر, وللاسف بدأت هذه الفطرة القابيلة تتسع لتلغي الدين الاسلامي نهائيا, نحن نسير ازاء مشكلة كبرى ان الاسلام يوشك ان ينتهي على ايدي هؤلاء .
ولكن لدينا امل وهو قائم بوجد القائم عجل الله فرجه الشريف, لكن هل سنمضي في طريق لفطرة القابيلة ابعد مدى, بانتظار القائم هذا ما ربما سيحصل, لكن من المؤكد اننا الى ان نصل الى ذلك الامل  سنكون قد فقدنا الكثير من امثال الشيخ شحاتة, سنفقد الكثير من شبابنا الذين استشهدوا في العراق بلا ذنب اقترفوه سنفقد الكثير من اطفالنا وشيوخنا والكثير من اتباع
(دين الفطرة)
ان ما نشاهده من صراع داخل الغابة من الافلام والتقارير التي نتابعها بشغف من خلال شاشات التلفزيون, ان الاسد يمزق الغزال بأنيابه وهذا الامر طبيعي ويمثل صراع بين القوي والضعيف, واقسى صراع بين الاشباه هو صراع الغزلان على سبيل المثال,  فعندما تشتبك ذكور الغزلان ما بينها وتنكسر قرونها من اجل الضفر بأنثى, او صراع بين الديكة لينكسر منقار احدها كي يفوز بدجاجة, وهذا طبيعي ايضا, لكننا لم نرى فلما او رواية عن اسد يأكل اسدا ولا يحكي لنا رواد الغابة ان نمرا اكل نمر, النمر يأكل غزال.
إلا الانسان, فقد وصل بنا الحال الى ان الانسان يأكل انسانا, او يأكل كبده وهذا المنظر اعيد انتاجه مجددا, بالقرن الحادي والعشرين بعد مضي اربعة عشر قرنا على ما فعلته السيدة هند بنت عتبة زوجة ابا سفيان رضي الله عنها وارضاها كما يقول اتباع الفطرة القابيلية..

أحدث المقالات