18 ديسمبر، 2024 11:25 م

ردا على عنف السلطة مكتبة شهداء التحرير صرح ثقافي داخل ساحة الاحتجاج يبين سلمية التظاهر

ردا على عنف السلطة مكتبة شهداء التحرير صرح ثقافي داخل ساحة الاحتجاج يبين سلمية التظاهر

رغم العنف والاطلاقات الحية والغازات المسيلة للدموع من قبل السلطات الحاكمة باتجاه المتضاهرين السلميين في ساحة التحرير، ورغم ازدياد اعداد الشهداء والمصابين من الشباب المنتفض ضد المحاصصة والفساد والمطالبة بحقوقهم المشروعة، كان هناك جانب مشرق في ساحة التحرير (المطعم التركي)، من خلال مبادرة مجموعة من الشباب لاقامة مكتبة اريد لها ان تكون شاهدا حيا على سلمية التظاهرات وثقافة الجماهير المنتفضة، ووعيهم الذي يغيض سلطة الفساد.
وعن هذه المبادرة في ساحة الاحتجاج وتحديدا في الطابق الثاني من جبل الثوار (المطعم التركي)، تحدث الشاب محمد حاتم محمد الذي قدم نفسه بأنه شاب عراقي متظاهر مستقل ولا ينتمي لاي جهة سياسية او اي منظمة مجتمع مدني، قائلا” جاءت فكرة المكتبة من قبل مجموعة من الاصدقاء المتظاهرين، لغرض زيادة الوعي الاحتجاجي لدى الشباب اولا، ونشر الثقافة ثانيا، اضافة الى استغلال وقت المتظاهرين عند الركون الى الراحة لان اغلبهم معتصمون في المطعم التركي الذي يعتبر ايقونة ساحة التحرير”.
مضيفا “سعينا لنشر الثقافة بين الاوساط المحتجة هو لديمومة هذا الحراك واستمراره، ولاننا نعلم ان الحكومات لا تخاف من يدك او سلاحك بل انها تخاف من عقلك والعقل هو سلاح الانسان، لذا عند دراساتنا لهذه المبادرة من حيث ايجابياتها وسلبياتها، وجدنا ان الايجابيات اكثر، ونتيجة لذلك قررنا فتح المكتبة، والتي تحتوي على عدد كبير من العناوين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدراسات اضافة الى الرواية والشعر، لكتاب عراقيين واجانب وعرب.
مستدركا “بدأنا بجمع الكتب وكنا نحن المبادرين ومن بعد ذلك كان لمؤسسة المدى السبق في دعمنا بعدد كبير من الكتب، وكذلك عدد من مكتبات شارع المتنبي. مشيرا “كان عدد الرواد الى المكتبة من المتظاهرين قليل جدا ممن يستعير كتاب ويقرأه، ولكن بعد ايام قليلة وعند زيادة عدد الكتب تفاجئنا بزيادة اعداد القراء ونفادها.
وبين المتظاهر محمد حاتم “لاحظنا ان الوعي الاحتجاجي قد زاد من قبل الشباب المتظاهر واخذت المطالب تاخذ جانب اخر لتغيير المطالب الشخصية الى المطالب والحقوق العامة، وكذلك تعلم الشباب التعاون والتضحية والايثار، كما اننا بينا للعالم بان تظاهراتنا سلمية وستستمر سلمية حتى تحقيق ما خرجنا من اجله.
وعن مطالبهم كشباب محتج بين حاتم “مطالبنا ليست شخصية بقدر ما هي مطالب عامة وشعبية من شأنها القضاء على المحاصصة والفساد، وهي استقالة الحكومة وتغيير قانون الانتخابات واقالة مفوضية الانتخابات، وتعديل الدستور، واود ان اشكر الحكومة لانها بفسادها ومحاصصتها قد وحدت الشعب العراقي للتظاهر عليها والاعتصام في ساحة التحرير من اجل تغييرها.
هذا وان الشاب محمد قد تعرض للاصابة في ساقه عندما كان على جسر الجمهورية والذي يطلق عليه (المتقدم) والان هو متواجد في المكتبة مع زملائه لتقديم الدعم الثقافي للشباب المتظاهر.