في مقر تيار الحكمة إستقبل السيد عمار الحكيم عددا من قادة الكتل السياسية الفاعلة والمؤثرة، والتي واجهت خلال مايقرب من الشهرين سيلا من الهجمات عبر تظاهرات صادمة لم يكن متوقعا أن تتحول الى هذا المستوى من الشدة وكأنها تعلن القطيعة بين الشعب والمنظومة السياسية التي لم تقدم مايقنع الناس، وأصبحت في مواجهة الحقيقة المرة بعد سنوات عديدة لم تشهد تطورا يذكر في أي من المجالات التي تمس حاجات الناس ومعايشهم.
كانت رسالة الكتل السياسية واضحة في أنها تجاوزت الصدمة الأولى ورمت الكرة في ملعب الحكومة، وكان رئيس كتلة النصر حيدر العبادي الأكثر وضوحا ودقة في ضرورة عدم إستغفال الشعب، وتحقيق مطالبه عبر حكم رشيد لمرحلة مؤقتة تهييء الأجواء لملائمة واقع التغيير المفترض خلال المرحلة المقبلة الصعبة.
يرى العبادي إنه من غير الممكن التعاطي مع الحالة الشعبية بطريق المماطلة والتسويف، والحديث عن مواضيع مكررة غير مقنعة لاتلبي مانتج من وقائع على الأرض تسببت بها تظاهرات شعب غاضب متحفز غير آبه بتكرار مواقف تجاوزتها الظروف التي تأكد منها إن العراق مختلف عنه قبل أكتوبر الماضي.
الحل إذن يكمن في تقديم مايرضي الجماهير، لاما يدفعها الى الإحباط أكثر، وإن العملية السياسية تتطلب تشكيل حكومة جديدة لتقوم بتلبية ماجاء في الإجتماع الذي أكد تغيير النهج السائد من خلال قانون للإنتخابات ومفوضية مستقلة وإنتخابات مبكرة.
رغم تباين المواقف لكن المهم هو وجود قوى فاعلة تميل الى رأي الجماهير، وتحاول إنقاذ الدولة من الوهدة التي هي فيها تجنبا للفوضى، وضياع فرصة التغيير الحقيقي والنافع.