18 ديسمبر، 2024 9:42 م

نستطيع أن نلقم المنفلتين بأحجار

نستطيع أن نلقم المنفلتين بأحجار

الإفتراءات والتهم الباطلة والشتائم التي تنشر في بعض الصحف والمواقع الألكترونية، بحق الكورد وحكومتهم وأحزابهم السياسية ورموزهم الوطنية والقومية، من قبل ( بعض العرب )، أصحاب الأقلام الملوثة والعقليات المريضة، وبالذات الذين يترعرعون كالقطعان في أحضان المخابرات الأجنبية، والمولودين والمتربين في الحقبة السوداء من تاريخ العراق، والذين يصطادون في مستنقعات التناحر والاحتراب الدائمين. تحولت للأسف من حالات فردية الى ظاهرة عنصرية، لايمكن السكوت عنها، يشترك فيها الكثير من المنفلتين الذين باعوا ضمائرهم وإختاروا العمى لكي لايشاهدوا مساوىء أهليهم، ولا يشمون عفونتهم ولايشعرون بنتانتهم، وخرقهم لأكثر من خمس وخمسين مادة من الدستور. ظاهرة تثبت أنهم يعيشون حقاً في عهد السمسرة الإعلامية الكارثية، ويعانون من الإسهال المادي الذي تغلغل في حياتهم وثقافتهم كتغلغل النار في الهشيم. وتؤكد أنهم أناس غير قابلين للإصلاح والتغيير، ولايمكن أن يشفوا من مرضهم، ويتخلصوا من عفونتهم لأنهم مدفوعين بخلفيات شوفينية وأحقاد متغلغلة في عظامهم، ويعانون من التفكك والتشرذم النفسي والفكري المؤمن بالانتقام والكراهية والتشفّي والخيانة وتأجيج المشاعر ضد كل ما هو كوردي وكوردستاني. ومولعون بالغوص في الفوضى والشقاق.

وبما أن هؤلاء يصبون الزيت على النار، ولا يراعون التوقيت والظرف التاريخي وخطورة المتغيرات الدولية والإقليمية والفوضى واختلاف وتباين وكثرة اللاعبين في المنطقة، وتشابك المخاطر والمصالح وإزدواجية المواقف السلبية والمريبة، وتضارب الأهداف وتقاطع السياسات في التعاطي مع الأزمات التي تواجهها بغداد، والتي، بالتأكيد، ليست هينة أو يسيرة، ولا يجيدون إستقراء وتحليل الموقف الإقليمي والأمريكي الإنتقائيين والإزدواجيين تجاه العراق والعراقيين.

وبما أن الدعوة إلى التهدئة وتحكيم العقل، أصبحت الوسيلة غير المجدية في هذا الزمن، فإننا نقول للطبالين والمزمرين الذين لانريد ذكر أسمائهم، ولكنهم يعرفون أنفسهم جيداً :

في كوردستان إمكانيات وطاقات مختلفة ومتعددة، وعندنا بنات و أبناء يتقنون قراءة الأهداف السياسية ووصف النوايا والغايات الصبيانية والعدوانية، ويعرفون إستعمال الحاسوب بمهارة عالية، ويستطيعون (لو أرادوا) نشر السباب والشتائم الى مدى يتجاوز سقف التوقعات، والإقتراب من ذات الكلمات الموجهة ضدهم وضد حكومتهم وأحزابهم ورموزهم القومية والوطنية، وإستحضار أسرار استغلال الصحف والمواقع الالكترونية في خدمة الأحقاد والأهداف المذهبية والطائفية والقومية الشوفينية. وتوجيهها ضد غيرهم ، ولكنهم لا يريدون ان يعدموا خياراتهم من خلال الزج في مشروع ذرائعي يلبي رغبات وقتية عابرة، ولا يريدون سلك طريق الثأر أو تعقب خط الانتقام، أو إستغلال العقيدة والإنتماء لأهداف قومية وسياسية. لأنهم لو أردوا خلاف ما أقول، ولو حاولوا الرد على ما قيل ضدهم، فمن السهل جداً أن يضعوا على الطاولة، دون إضافة أو تحوير أو تبديل حقائق الأمور وخفاياها، وما يقوله بعض العرب بإستخفاف وتحقير بحق البعض الآخر من العرب أيضاً. ومن السهل أيضاً أن نلقمهم بأحجار كلما شتموا، حتى لو أصبح مثقال الحجر بدينار.

وأخيراً نقول لهم ولغيرهم بصراحة متناهية :

جذوة الاستفتاء مازالت متقدة، ولا تنطفىء إلا في حال النظر الى المستقبل بعقلانية راسخة ونيات صادقة، وتوصل الشعب الكوردستاني الى قناعة ذاتية بأن بقاءه مع العراق مجدية أكثر من إستقلاله. وهذه القناعة لاتتجسد الا في حال تعميق القدرة على إدارة الاستقرار والتحكم الناجح في مسؤولية الحفاظ على الأمن المجتمعي، وتجسيد التفاهم العقلاني المبني على أسس المواطنة الحقيقية المبنية على الإحترام الحرية والسلام والتعايش والديموقراطية والعدالة الاجتماعية والمصالحة العامة المشتركة الإحترام المتبادل. وهذه الأمور لايمكن ان تتحقق في عراق تسيطر عليه العقلية المستندة على السياسات الطائفية والعرقية والدينية المذهبية والعنصرية.