19 ديسمبر، 2024 12:47 ص

مَـــنْ دَمَّـــرَ العـــراق؟ مَـــنْ؟ 3/3

مَـــنْ دَمَّـــرَ العـــراق؟ مَـــنْ؟ 3/3

لو كان قد سلك السياسيون الشيعة سلوكا وطنيا ديمقراطيا تصالحيا [كما نصحتهم عام 2005]، وطرحوا أنفسهم كسياسيين عراقيين، وليس كسياسيين شيعة، وطرحوا مشروعا عراقيا وطنيا ديمقراطيا قائما على مبدأ المواطنة، ولو توزعوا في أحزاب سياسية غير مغلقة على طائفة واحدة، بل عابرة للطوائف والأعراق، ولكن متوزعة حسب الفكر السياسي والبرنامج السياسي، وليس على أساس التقسيم المكوناتي (الشيعي-السني-الكردي) لوجد السنة أماكنهم أيضا في أحزاب عابرة للطوائف والأعراق، بحيث وجدنا في كل حزب من الأحزاب الشيعي والسني والمسيحي والإيزيدي والصابئي والبهائي والكاكائي والزرادشتي واليهودي والملحد واللاأدري والمؤمن اللاديني، العربي والكردي والتركماني والآشوري والشبكي والفيلي، دون أن يبحث الواحد عن الهويات الجزئية، سواء القومية، أو الدينية، أو المذهبية، أو العشائرية، أو المناطقية. عندها لَكُنّا (أوادم) بحق. أن يقال إن هناك سنة طائفيين، أو سنة يحنّون إلى عهد صدام، ففي الشيعة أيضا طائفيون، وخامنئيون، عندها كان سيسحب البساط من تحت أقدام الطائفيين والصداميين والخامنئيين والأردوغانيين والسُّنعروبيين والشيعسلامويين وغيرهم، وكان الطائفيون سيعزلون من نفس أبناء طائفتهم، كي لا أقول من مكونهم، ذلك المصطلح الذي لم نعد نطيق سماعه.

أفبعد تشخيص هذه الحقيقة التي ستُثَبَّت في الصفحات السوداء لسجل التاريخ أُلام، إذا أنا صرخت وكلي غضب وحنق في حب العراق، أن خسئتُم وخزيتُم؟ [فكلكم بقدر أو بآخر مسؤولون عما حل بالعراق]، يا حزب الدعوة، والمجلس الأعلى، [وبدر، والحكمة]، والفضيلة، والدعوة تنظيم العراق، والإصلاح، [ولا يستثنى حتى التيار]، و[لا] أترك [اليوم] ذكر من [كنت] أخاف منهم على حياتي، إذا ما زرت العراق يوما، وهم معروفون، وأكتفي بأن أقول ألا خسئتم وخزيتم أيتها الأحزاب الطائفية الشيعية والسنية، وخسئتم وخزيتم يا أحزاب الإسلام السياسي الشيعية والسنية، وخسئتم وخزيتم يا أحزاب الفساد المالي وسرقة المال العام الشيعية والسنية والكردية. هل من لائم يلومني فيقول تجاوزت اللياقات يا ضياء؟ عندها سأقول إن هذه الأحزاب تجاوزت الحدود القصوى من العار التاريخي وما يستحق لعنة الأجيال، بتدميرها للعراق مكملة عمليات التدمير الصدامية، وما ستبقى آثاره أجيالا وأجيالا وأجيالا، كلها ستدفع ثمن هذا التدمير [إلا إذا ستحقق ثورة تشرين المعجزة، لتصحح لنا ما كنا نقوله من كوننا لسنا في زمن المعجزات].

كنت قد أتممت كتابتها في 05/02/2017، ولم أنشرها في حينه.

وجهة نظر آنذاك في المقالة من صديق عزيز:

أخي الحبيب

هذه ملاحظات عنَّت لي أكتبها بصراحة أخيك المحب الذي يحب لك ما يحب لنفسه.

حسب اطلاعي العام على ما كتبت من قبل، فإنك لم تأتِ بمادة جديدة وحجج مختلفة دامغة تحرج فيها الساسة أو تُشعِرهم بالخجل ليتوبوا. وعليه سيكون الأمر إمعاناً في إغضابهم وإثارتهم ضدك مما سيدفعهم إلى الترصد لك وإيذائك – لا سمح الله – فالمجموعة لا تحضُّر لديها، ولا فروسية في الخصومة.

لم أجد أن من اللائق لضياء الشكرجي أن يستفزهم باللعن والسباب (خزيتم وخسئتم) لأن ذلك ينفس عن صدورنا ويوغر صدورهم بالحقد والرغبة بالانتقام. وذكرني ذلك بقصة حدثت في العصر الجاهلي خلاصتها أن مجموعة من تجار الإبل استأجرت راعيا يرعاها طوال النهار، ويعيدها إلى حضائرهم مساءً. أخذته سنة من النوم فجاء اللصوص وسرقوها. أفاق ولم يجدها بل وجد أصحابها الغاضبين يلومونه ويسألونه: ماذا فعل؟ قال: أشبعتهم سبَّا. قالوا: وولوا بالإبل.

فشتم شاغلي المنطقة الخضراء لا يجدي لأنهم ولوا بالعراق وثرواته ومستقبل أجياله كما تفضلت.

ملاحظة أخيرة: كنت أتمنى أن تشير إلى أن الأحزاب الإسلامية كانت محملة بالحقد على السنة (جماعة صدام) والرغبة بالانتقام منهم، ولم يأتوا لتحقيق العدل، بل تحقيق انتقام طائفي وقبلي متخلف، والعدل إلهي، وشتان بينهما.

خلاصة: المقال يؤلب ضدك ويزيد الحقد عليك، ولن يكون (فتحا جديدا) للتيار المدني.

سامحني فهذا اجتهادي في محبتك لا في ترضيتك.

محبتي.

جوابي:

أخي الحبيب

أشكرك أجمل الشكر لاهتماك بإبداء رأيك الرصين.

ثم أقول وهل تكون بين الأحبة إلا الصراحة؟

طبعا كما بينت أني غضضت النظر عن نشر المقالة حاليا، أو كما قلت أجلت ذلك إلى وقت آخر.

مع هذا من المفيد أن أطلع على رأي سيفيدني حتما في إجراء بعض التعديلات، إذا قررت نشرها يوما.

ربما ليس فيها جديد، لكنها تتميز بالتعبير عن الغضب، لما ارتكبوا من جريمة تاريخية بحق العراق وأجياله إلى أمد غير معلوم.
الساسة العراقيون خاصة المعنيون في هذه المقالة لن يتوبوا، وهم مجردون كليا عن الحياء، ولو بالحد الأدنى، فاحتمال توبتهم كاحتمال توبة صدام، لو كان قد بقي في الحكم.
نعم قسوة المقالة ستجعلهم بالتأكيد هذه المرة يضمرون لي شرا.
مقترحك بالإضافة سأتناوله إذا قررت يوما نشر المقالة، مع التعديل.
أن أسامحك لأنك اجتهدت، لا أدري، فالمطلوب أن أشكرك، لا أن أسامحك، فإن اجتهادك اجتهاد 1) حكيم و2) خبير و3) محب و4) صادق.
أكرر شكري ومحبتي.

ملاحظة عند قرار نشرها بعد ما يقارب الثلاث سنوات من كتابتها آنذاك:

لم أغير ما كتبته آنذاك، إلا بإضافات محدودة [بين مضلعين]، ورغم اعتزازي بنصيحة صديقي المحب والصادق والناصح والحكيم والخلوق، لأني وجدت قول «خسئتم وخزيتم» ليس مما أراه شتيمة، ولا مما لا يليق قوله من شخص مثلي، بل هو أقل ما تسمح اللياقات به، وإلا لقلت بحقهم قولا آخر، وخاصة اليوم بعد انطلاق ثورة تشرين، وبعد قتل المئات من شبابنا، وجرح وإصابة الآلاف منهم.