ليس بغريب على المرجعية الدينية الرشيدة ان تقف الى جانب شعبها المنتفض ضد الفساد وقادته فهذا يأتي من منطلق مسؤوليتها الشرعية والاخلاقية فكما حفظت تراب العراق من دنس الانجاس داعش بفتوتها المباركة بالجهاد الكفائي وكيف تسارع العراقيون لحماية بلدهم ، عادت اليوم وبكل قوة لتقف مع شعبها المطالب بحقوقه المشروعة وهو يذبح في وضح النهار بيد السلطة المنشغلة باللهاث وراء الكرسي والمنصب والمال على حساب دماء الابرياء .
لقد كان بيان مرجعية النجف بمثابة الصرخة التي أقضت مضاجع السياسيين الذين فضلوا السكوت والنوم تحت حماية قذائف المسيل للدموع التي تطلقها القوات الامنية ضد الشباب العزل ، البيان كان واضحا وصريحا وقد ألجم جميع أفواه المطبلين للحرب الشعواء ضد المتظاهرين السلميين فقد جاء تأكيدها ببيانها الصريح عقب لقاء رئيسة بعثة الامم المتحدة في العراق (يونامي) جينين هينيس بلاسخارت بالقول “ضرورة الكف عن استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين ووقف الاعتقال والاختطاف في صفوفهم ومحاسبة من قاموا بذلك خلافا للشرع والقانون” وهذا دليل على سلمية التظاهرات ومشروعية مطالبها وما سفك من دماء كان خلافا لشرع الله وقانون الانسانية وعليه يجب محاسبة المقصرين وعدم الاكتفاء بتشكيل لجان تحقيقية صورية..؟؟؟
ولم تكتفي المرجعية بالدفاع عن المتظاهرين فقط بل ذهبت بعيدا ووضعت خارطة طريق واضحة المعالم من خلال قراءتها الدقيقة لمايجري على الساحة السياسية العراقية حينما اشارت الى “ان السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية اذا لم تكن قادرة على اجراء الاصلاحات اللازمة او لم تكن تريد ذلك فلابد من التفكير بسلوك طريق آخر في هذا المجال، فانه لا يمكن ان يستمر الحال على ما كان عليه قبل الاحتجاجات ” وهذا بلا أدنى شك جعل جميع القوى السياسية في بودقة الاختبار فمن ينتمي للشعب سيكون معه ومن يفكر بمصالحه الفئوية سيكون مصيره الرحيل المبكر ومن يقف متفرجا سيلعنه التاريخ ابد الآبدين .
لقد كان وجع المرجعية واضحا وهي تكرر تحذيراتها للمتصدين للسلطة الذين عميت بصائرهم وانغمسوا في ابتلاع السحت الحرام من اعلى رؤوسهم حتى اخمص أقدامهم حتى ماعادوا يشعرون بآلام الشعب الذي يعاني الفقر والجوع والموت اليومي لعدم توفر الادوية وابسط مقومات الحياة الكريمة
و لا تنفك معاناة العراقيين تتزايد يوما في إثر آخر بسبب هذه الطبقة.
اليوم نتمنى ان تكون هناك صحوة ضمير لان الوقت يمضي والشعب ماعاد يصبر عليكم ايقاف حمام الدم والخطابات الاستفزازية والبيانات العسكرية ” المظللة ” للرأي العام وصفقات توزيع المناصب والدرجات الخاصة التي أضحت كحلبة المصارعة فالكل يتمنى الفوز بالضربة القاضية
ليغرف منها وكأن مايجري من غليان شعبي فرصة ذهبية للكسب وليس للتغيير ، انها الفرصة الاخيرة لتحمل مسؤولياتكم واحترام المطالب المشروعة لان الندم حينها لاينفع وستكون كلمة الفصل للشعب “ولات حين مندم ” والله من وراء القصد…!!!!