11 يناير، 2025 12:41 م

من داخل جدران الغرفة 1100 في مجلس النواب .. هل يتحدد مصير “ترامب” ؟

من داخل جدران الغرفة 1100 في مجلس النواب .. هل يتحدد مصير “ترامب” ؟

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

شهد “مجلس النواب” الأميركي، في الفترة الأخيرة، جلسة ساخنة للتحقيق فيما يخص عزل الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، فيما إذا كان الأخير قد مارس ضغوطًا لدفع “أوكرانيا” على التدخل في الانتخابات الأميركية 2020.

الجلسة الأولى شهدت استدعاء ثلاثة دبلوماسيين أميركيين للإدلاء بإفادتهم بشكل علني؛ بعد جلسات مغلقة أعربوا خلالها عن قلقهم من طبيعة الاتصالات بين “ترامب” والرئيس الأوكراني.

إعتراف بالرشوة..

رئيسة مجلس النواب الأميركي، “نانسي بيلوسي”، قالت أمس؛ تعقيبًا على تلك الجلسة؛ إن الرئيس الجمهوري، “دونالد ترامب”، إعترف بأفعال ترقى إلى حد الرشوة في “فضيحة أوكرانيا” في قلب تحقيقات المساءلة بقيادة الديمقراطيين، حسب (رويترز).

وقالت “بيلوسي”، في مؤتمر صحافي: “الرشوة هي منح أو حجب المساعدة العسكرية مقابل بيان علني بإجراء تحقيق مزيف في الانتخابات. هذه رشوة”.. “ما أعترف به الرئيس وقال إنه مثالي، أقول إنه خطأ تام. إنها رشوة”.

وكانت “بيلوسي” قد تقدمت، قبل أسبوعين، بطلب لفتح تحقيق لمساءلة “ترامب” بعد الكشف عن مطالبة الرئيس الأميركي من نظيره الأوكراني، “فولوديمير زيلينسكي”، بالضغط على نجل خصمه الديمقراطي في الانتخابات الأميركية المقبلة، “جو بايدن”، فيما يزعم الديمقراطيين أن “ترامب” أرجأ المساعدات العسكرية وضغط على “أوكرانيا” للحصول على معلومات حول “بايدن”، وهو الأمر الذي ينفيه “ترامب”.

حينها قالت إن لجان “الكونغرس” الست، التي تحقق حاليًا في مخالفات محتملة من جانب “ترامب”؛ ستواصل القيام بذلك، وبناءً على النتائج التي سيتم التوصل إليها، يمكن للجنة القضائية صياغة وإعتماد مواد المساءلة ضد الرئيس، والتي ستقدم أمام “مجلس النواب” للتصويت حال إعتمادها، سيُجري “مجلس الشيوخ” محاكمة في هذا الشأن، والأمر يتطلب أغلبية الثلثين لإدانة الرئيس وعزله.

وعملية عزل “ترامب” من منصبه؛ ستتطلب انشقاق حوالي 20 نائبًا، من أعضاء “مجلس الشيوخ” الجمهوريين.

مطالب بإدلاء الشهادة..

في السياق ذاته؛ قد أعلنت لجنة المخابرات بـ”مجلس النواب”؛ أن هناك من يرغب في الإدلاء بشهادته، وقد يقوم بذلك في وقت مبكر من هذا الأسبوع، وهذا يعني أن الجميع سيكون على دراية بتفاصيل الإدعاءات ضد “ترامب” واكتشاف الأدلة التي تدينه.

وفى تصويت نادر بالإجماع، وافق “مجلس الشيوخ”، يوم الثلاثاء الماضي، على قرار يدعو “البيت الأبيض” إلى تسليم تقرير المُبلغين عن المخالفات، وغرّد “ترامب” على صفحته؛ بأنه سيصدر نصًا، الأربعاء، من مكالمة هاتفية مع الرئيس الأوكراني، “فولوديمير زيلينسكي”، على الرغم من الوعود السابقة لمحامي “ترامب” بأنه لن يتم الكشف عن هذا النص.

أبرزت ضعف الحزب الديمقراطي..

وفي تحليل لمجرى التحقيقات، قالت قناة (فوكس نيوز) الأميركية، إن جلسة المساءلة العلنية للرئيس الأميركي أبرزت الضعف لدى “الحزب الديمقراطي”، ووضعت النواب الديمقراطيين المعتدلين تحت الضغط.

ولفتت القناة إلى أن الجلسات العلنية للتحقيق في قضية عزل الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، أختتمت من دون الكشف عن أي أمر مهم، وأظهرت أيضًا نقاط الضعف في الشهود الديمقراطيين الرئيسيين، الذين أعتمدوا بشكل أساس على المعلومات المستعملة ولم يتفاعلوا مع “ترامب” مطلقًا.

واعتبرت (فوكس نيوز)؛ أن النائب، “مايك كويغلي”، بدا أنه يتبنى في شهادته الإشاعات المتداولة، إذ قال إن: “الإشاعة يمكن أن تكون دليلًا أفضل بكثير من الدليل المباشر”.

ويتكون “مجلس النواب” الأميركي من 431 عضوًا، بينهم 233 ديمقراطيًا، فيما يحتاجون إلى 217 موافقة فقط لإقالة “ترامب”.

ولفتت (فوكس نيوز)، في هذا السياق، إلى أنه بإمكان الديمقراطيين أن يخسروا 16 صوتًا من صفوفهم فقط، في حال أرادوا الاستمرار في إجراءات عزل “ترامب”، لكنها أشارت في المقابل إلى أن 31 عضوًا ديمقراطيًا من “مجلس النواب” يعدون من الديمقراطيين المعتدلين، الذين يشعرون بتزايد الضغوط عليهم على خلفية المسار الذي سلكته الشهادات.

رفض لاستدعاء مُسرب المعلومات..

ومع أختتام الجلسة العلنية، أمس الأول، رفضت لجنة التحقيق النيابية بـ 13 صوتًا مقابل 9، اقتراحًا جمهوريًا لاستدعاء مُسرب المعلومات.

وتساءل رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي، “آدم شيف”، الذي يشرف على التحقيق، حول ما إذا كان “ترامب” قد قام “بدعوة أوكرانيا إلى التدخل في الانتخابات الأميركية”، وما إذا كان قد “قام باستغلال سلطته”.

وقد تمهد هذه الجلسات الطريق أمام موافقة “مجلس النواب” على توجيه اتهامات لـ”ترامب”، كما قد يؤدي هذا لمحاكمة في “مجلس الشيوخ” بشأن ما إذا كان ينبغي إدانة “ترامب” في هذه التهم وعزله من منصبه، لكن الجمهوريين الذين يسيطرون على “مجلس الشيوخ” لم يبدوا أي تأييد لعزل الرئيس الأميركي.

ويتهم “ترامب” بأنه أوقف المساعدات العسكرية الأميركية لـ”أوكرانيا” من أجل الضغط عليها لفتح تحقيق بتهم الفساد مع “جو بايدن”، الذي يُعد من أوفر المرشحين في “الحزب الديمقراطي” حظًا لمواجهة “ترامب” في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

يراهن على مساعدته بالفوز في الانتخابات..

من جهة أخرى؛ أفادت وسائل إعلام أميركية بأن “ترامب” يراهن على أن التحقيق الذي يقوده الديمقراطيون، يمكن أن يصبح مساعدًا له في الفوز بالانتخابات الرئاسية، في تشرين ثان/نوفمبر عام 2020.

أول فرصة للديمقراطيين لنقل قضيتهم..

فيما قالت صحيفة (الغارديان) البريطانية؛ إن بث جلسات عزل الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، في “مجلس النواب” كانت أول فرصة للديمقراطيين لنقل قضيتهم إلى الشعب الأميركي بأن “ترامب” استخدم سلطة الرئاسة لاستغلال حكومة أجنبية للمساعدة ضد خصومه السياسيين في الداخل. بينما رأى الجمهوريون أنفسهم كمدافعين عن “ترامب”، وأثاروا نظريات لا أساس لها واتهامات للإلهاء عن الأدلة المتزايدة بشأن إرتكاب الرئيس لمخالفات.

لكن الصحيفة البريطانية رأت أن مصير “ترامب” لن يتحدد داخل جدران الغرفة (1100) في “مجلس النواب”. ولكنه سيعتمد على ما إذا كان بإمكان الديمقراطيين اختراق الاستقطاب السياسي العميق الذي أطاح بالبلاد وكان سمو رئاسة “ترامب”. ويعتقدون أن هذه أفضل فرصة لهم لإقتحام الغرف الحزبية وجذب إنتباه البلاد، كما حدث أثناء جلسات الإستماع لمساءلة “بيل كلينتون” و”ريتشارد نيكسون”.

ارتفاع نسبة دعم العزل..

وبحسب استطلاع يتتبع العزل، فإن حوالي 48% من الأميركيين يقولون إنهم يدعمون العزل بشكل أو بآخر. بينما قال 44.4% إنهم لا يدعمونه، غير أن كلا المشاركين في دراما “الكابيتول”، أمس الأول، يدركون تمام الإدراك أن الجلسات المذاعة لها القدرة على التأثير على مشاعر الرأي العام. فقد زاد الدعم لمساءلة “ريتشارد نيكسون” سريعًا بعد الإذاعة التليفزيونية ومعرفة الكثير من الأميركيين بتفاصيل القضية لأول مرة.

وكانت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، “نانسي بيلوسي”، قد قالت إن هذا حدث خطير جدًا في بلدنا، مثل حشد قوات من أجل المعركة، معربة عن تمنيها لو كان من الممكن تجنب هذه الإجراءات.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة