“شباب” الحرس الثوري : ما يجري في العراق الآن إعادة للفتنة الخضراء 2009 في إيران !

“شباب” الحرس الثوري : ما يجري في العراق الآن إعادة للفتنة الخضراء 2009 في إيران !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

ما يحدث بـ”العراق” تم الإعداد له مسبقًا، وبشكل متعجل في الوقت نفسه، ضد “محور المقاومة” وتحديدًا، “إيران”، وهو في المقام الثاني خطوة غير مبتكرة ورد فعل تقليدي من جانب الجبهة المشتركة، (الغربية-العبرية-الوهابية)، إزاء الإبداعات والإبتكارات والتحركات المناهضة للهيمنة وبناء الهوية في “العراق”، باعتباره حلقة الوصل الأساسية بين محوري المقاومة، الذي يتكون من “كابل” وحتى “البحر الأبيض المتوسط” وقلب كيان الاحتلال في غرب آسيا. بحسب صحيفة (الشباب) الإيرانية التابعة لـ”الحرس الثوري”.

أطماع “سعودية-أميركية” وأموال مهدرة..

وبحسب إعتراف، “دونالد ترامب”، فقد تكبدت “الولايات المتحدة”، منفردة، وفي إطار التحالف (الغربي-العبري-الوهابي)، أكثر من 7 تريليون دولار، (حوالي 150 ضعف أرباح إيران من العُملات الأجنبية)، بغرض تحقيق أهدافها السيئة وخلق أنظمة حديثة وإجراء تغيرات في منطقة “غرب آسيا”، (الطرح المعروف باسم الشرق الأوسط الجديد)، وما من شك أن قارونات المنطقة قد تكبدوا مبالغ أكبر، إلا أن نتائج هذه المساعي تقع حاليًا تحت تصرف “محور المقاومة”.

فبينما اُضطر “ترامب” إلى زيارة “العراق” بشكل سري، تم استقبال الرئيس الإيراني، في “العراق”، على أعلى مستوى ممكن.

وعلاوة على الفشل الغربي في تقسيم دول المنطقة، وتضرر السعوديون بشكل كبير على صعيد تحركات ودينامية المسؤولين العراقيين الجدد، فقد أنفقوا أيضًا آلاف المليارات كي تتصدر “السعودية” المحور العالمي العربي و”محور أهل السُنة”، لكن ذكاء “عادل عبدالمهدي” قوض كل مساعيهم وهدم سريعًا قصور أمنيات الوهابيون الذين يسيطرون على الحجاز.

ويدرك السعوديون جيدًا أنه لا يمكن مقارنة الإمكانيات العراقية للقيام بدور “أم القرى” في العالم العربي. وكذلك يعلمون أن “العراق” يتمتع بسوابق حضارية تعود إلى ما قبل آلاف السنين، ويمتلك القدرات المعنوية والعلمية والاقتصادية والثقافية، وأن “العراق” سوف يتحول، في وقت قصير جدًا، محور العالم العربي إذا لم يتم قطع الطريق على رئيس الوزراء العراقي، وهذا دليل كافي للتعجل في القضاء على النظام العراقي الجديد.

لماذا العراق تحديدًا ؟

والواقع أن دراسة الأوضاع العراقية الراهنة يتطلب رؤيتين، سلبية وإيجابية: فـ”العراق”، من جهة؛ مدمر يفتقر إلى أبسط إمكانيات الرفاهية والبنية التحتية، مثل الماء والكهرباء والغاز، (تواجه معظم المناطق العراقية إنقطاعًا في الكهرباء من 6 إلى 15 ساعة يوميًا)، وكل ذلك موروث 70 عامًا من فساد البعثيون وأسلافهم. ناهيك عن إنفاق أكثر من ثلاثة أرباع العوائد العراقية على موظفو “حزب البعث” والمعارضين الذين يحيكون المؤامرات باستمرار للقضاء على الحكومة العراقية.

من جهة أخرى، أخذ “عادل عبدالمهدي” زمام المبادرة ولفت إنتباه الرأي العام العالمي، من خلال التقارب مع “الجمهورية الإيرانية”، (والحديث عن الدور الإيراني في القضاء على داعش) و(المطالبة بخروج الولايات المتحدة من العراق) و(ومنح الحشد الشعبي هوية عسكرية مستقلة والإعتراف الرسمي بهذا الكيان) و(تجديد التوقيع على اتفاقية الجزائر الموقعة بين إيران والعراق؛ التي سبق أن مزقها صدام حسين) و(الإعلان عن تورط الكيان الصهيوني في مهاجمة الحشد الشعبي) و(إتخاذ موقف رسمي معارض لصفقة القرن) وغيرها.

وإلى جانب الرؤيتين السابقتين؛ فقد شهدت المنطقة الكثير من الأحداث المهمة مثل: (إجبار الغرب على مغادرة سوريا لصالح محور المقاومة) و(القضاء تقريبًا على تنظيم “داعش” رغم التجهيزات “الغربية-العبرية-الوهابية”) و(تغيير اليمنيون إستراتيجياتهم من دفاع المظلوم إلى هجوم القوى) و(تداخل المعادلات الإقليمية بعد عمليات نصر من الله، وآرامكو، وأسر آلاف السعوديين على أيدي اليمنيين وإنهيار القدرة الاقتصادية النفطية السعودية) و(إسقاط طائرتان مُسيرتان للولايات المتحدة) وغيرها.

وما يحدث من اضطرابات في “العراق”، حاليًا، يمكن مناقشته عبر مرحلتين، الأولى: قبل “الأربعين”؛ وبنصب الخيام بسبب المشكلات الاقتصادية والمعيشية، لم يكن لدى المسؤولين العراقيين أي تصور عن الواقعة، وإتخذت معظم الوجوه السياسية وكذلك الرجعية العراقية موقفًا مضادًا إزاء الفتنة.

لكن سرعان ما تحول السبب الرئيس للاحتجاجات من موضوع المعيشية إلى قضايا سياسية وإسقاط الحكومة وتعديل الدستور. الثانية: انتقلت الاحتجاجات إلى المدن الكبيرة أولاً؛ ثم إتخذت شكل الإضراب العام.

وبحسب المراقبين؛ فإن ما يحدث في “العراق” هو صورة دقيقة عن الانقلاب الأميركي والفتنة الخضراء، في “إيران”، عام 2009، والمتوقع أن تكون مناورة واقعية لنقل الاحتجاجات داخل “إيران” قبيل الانتخابات البرلمانية الحادية عشر.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة