24 ديسمبر، 2024 7:58 م

المرأة اللبنانية .. حجر زاوية الثورة وأحد أعمدة سلميتها !

المرأة اللبنانية .. حجر زاوية الثورة وأحد أعمدة سلميتها !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

تمكنت المظاهرات المستمرة في عدة ميادين لبنانية، منذ أكثر من 3 أسابيع، من التوصل إلى الإطاحة بحكومة، “سعد الحريري”، الذي تقدم باستقالة حكومته بعد أسبوعين من المظاهرات المستمرة المناهضة بطريقة إدارته للبلاد، وحتى اليوم لم تخلو الميادين من المتظاهرين، لأنهم لم يشعروا بعد بأنهم قد حصلوا على كل ما أرادوه منذ البداية.

بدأت الثورة، في 17 تشرين أول/أكتوبر الماضي، فالشعب اللبناني، المقسم إلى طوائف، خرج لترديد هتافات موحدة: “ثورة” “ثورة” “يسقط النظام”؛ من الشمال حتى الجنوب، ومن الشرق حتى الغرب، في إشارة واضحة على وحدة أبناءه، رغم أن تقسيم المناصب يتم حسب الحصص بين 18 طائفة معترف بها رسميًا، وكان دور المرأة في الثورة محط أنظار العالم، على مدار الأسابيع الماضية، إذ قمن بأدوار جوهرية حفظت للثورة صورتها التي بدأت بها، ولا تزال المرأة اللبنانية صامدة تحول دون تغيير الوجه السلمي الذي عُرفت به الثورة منذ اليوم الأول.

للمرأة أسبابها للمشاركة..       

يطالب المشاركون في الثورة بالقضاء على الفساد ويحتجون على تردي الأوضاع الاقتصادية، لكن مجال اعتراض المرأة أوسع، إذ تمتلك المرأة اللبنانية أسبابها التي تجعلها تشارك في الثورة على النظام الذي يعتبرونه مذهبيًا وفاسدًا حمل البلاد إلى حافة أزمة مالية، ويشكل النساء أكثر من نصف الشعب اللبناني، البالغ عدده 4.5 مليون نسمة، وتعلن أنهن تعرضن لأضعاف مضاعفة من القمع على يد النظام (السياسي-الديني) الذي ينظر إليهن، منذ الحرب الأهلية، (1975 – 1990)، على أنهن مواطنين من الدرجة الثانية يقعن تحت وصاية آباءهن وأزواجهن.

وقالت الطالبة بالجامعة الأميركية ببيروت، “ليا عوضات”: “في هذا المجتمع الذي يميل إلى مناصرة الرجال، يعتبر أمرًا مشينًا أن يقوم رجل بضرب إمرأة في الشارع، ونحن نستخدم هذا من أجل مصالحنا”، وتستخدم “عوضات”، كل يوم، مكبرًا للصوت لترديد شعارات مؤيدة للثورة ويلتفت حولها زملاءها.

بينما أشارت “رنا حبيش”، مدرسة الرقص التي نُفيت إلى “فرنسا”، إلى أن: “القادة السياسيين منحوا رجال الدين مفاتيح البلاد، ولم يعد أمام النساء سوى الهرب من نظام اجتماعي نشعر فيه بالإنكسار من مدة طويلة”.

دور جوهري للمرأة في الثورة..

كانت المرأة اللبنانية حائط سد أمام محاولات فض المظاهرات، إذ قمن بإبعاد جنود الجيش المكلفين بمواجهة المعتصمين بتقديم الورود إليهم وبترديد النشيد الوطني الذي يمجد الجيش، ينتمين إلى كل الفئات وكل الأعمار، يسرن بالحجاب أو بشعر مجدل، أو بزينة كاملة، أو بالتنانير القصيرة، أو بأظافر طليت بالأحمر، يرتدين حقائب جلدية من ماركة، “غوتشي”، الإيطالية، المهم أنهن اجتمعن على أهداف محددة؛ أبرزها المطالبة بمنع الآباء من الحق في تزويج فتياتهن عند سن التاسعة، والسماح لأبناء اللبنانيات المتزوجات من أجانب بالحصول على الجنسية اللبنانية، وإتاحة الزواج المدني مع الحفاظ على حقوق الحصول على الميراث والطلاق وحضانة الأطفال، كما يطالبن بكوتة للمرأة في الحكومة، وفي البرلمان.

ثورة جيل الـ 99..

كانت مشاركة الفتيات والشباب في عمر الجامعة أمرًا بارزًا في الثورة اللبنانية، جعلت البعض يطلق عليها “ثورة جيل الميلينيوم”، أو “ثورة جيل الآي باد”، تؤيد مدرسة الأدب العربي بالجامعة الأميركية، “زينة حلبي”، هذا الرأي وترى أنه: “من المثير رؤية كل هؤلاء الفتيات يحملن مكبرات للصوت ويهتفن للثورة”، وأضافت أن هذه هي ثورة جيل الـ 99، موضحة أن: “هؤلاء عندما أتممن عامهم العاشر خرجت القوات السورية من البلاد، بعد بقاءها لمدة 29 عامًا، وفي فترة المراهقة شاركوا في مظاهرات ضد العنصرية والعنف الأسري وللمطالبة بمشاركة المرأة في الحكومة، بينما أبناء جيلي، ممن بلغوا اليوم الأربعين من العمر، ولدنا في ظل الحرب الأهلية ونشئنا تحت الاحتلال السوري والإسرائيلي”.

وزيرة الداخلية تدعم مطالب النساء..

يحصل السيدات اللبنانيات على الدعم من جانب وزيرة الداخلية، “ريا الحسن”، التي تؤيد حق المرأة في الوصول إلى مناصب رفيعة والحصول على حقوقها القانونية كاملة، وكانت “الحسن” قد صرحت لـ (البايس)؛ عندما تولت منصبها، في كانون ثان/يناير الماضي، بأن: “نسير في الطريق الصحيح، بعدما كانت وزيرة واحدة أصبحنا إثنتين، وبعد ذلك سوف نصبح أربع وزيرات”، وأضافت، حينها: “لكن حصول السيدات على مناصب في مجتمعات الوصاية الأبوية يستغرق وقتًا طويلًا؛ لذا يجب تحقيق هذا الهدف بذكاء”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة