يتحدث لنا التاريخ عن الدور الخبيث الذي يمارسه عبدالله بن الزبير وإخوته في ضرب الإسلام حيث مارس المكر والخداع وطعمها في السياسة في تعامله مع أهل البيت (ع)وأتباعهم من جهة وكيف تعامل مع آل أبي سفيان فكان يمارس الألاعيب والخداع مرة مع هؤلاء ومرة مع هؤلاء , فمرة يكون آل أبي سفيان هم السادة والقادة وعندما تتهدد مصالحه يلجأ لرفع مظلومية أهل البيت (ع) كشعاراً له , إلى جانب ممارسة اسم الإسلام كشعار يرفعه ظاهراً وأما في العمق فهو يتسم بالفسق والانحلال والانحراف وسرقة المال العام إلى جانب ممارسته التضليل للمسلمين أبان تلك الحقبة وكأنه هو الراعي لبيت الله الحرام وهو المحامي والراعي لمصالح المسلمين فيها .
سياسيون رفعوا اسم الدين شعاراً لهم , والعمامة عنوان لهم وهم بذالك يمارسون الخداع والكذب على البسطاء والسذج , فنرى البعض ممن رفع اسم الإصلاح شعاراً له وهو يده تنغمس في مشاركة الفاسدين فسادهم أو اللاهثين خلف المناصب والمغانم , فهم لايدخرون جهداً في كسب أي منصب هنا أو هناك من درجات خاصة فيمارس الكذب والخداع على الجمهور وعملوا على أن يصبغوا عملهم الباطن بشعارهم الظاهر دون أي مسوغ شرعي أو عذر قانوني والهدف هو السلطة والنفوذ على حساب المبادئ وحفظ كيان المجتمع وصون حقوقه المشروعة في العيش الكريم حتى أمست اسم الاسلاموية عاراً واسم الإسلاميين مشبوهاً وكل هذا تتحمله هذه النخبة من الفاسدين .
نعم … هناك مشكلة يتحملها الشعب العراقي في صناعته لرموز وأصنام هي بؤرة للفساد وصناعة للفاسدين وان هذا الشعب يتحمل مسؤولية اختيار هؤلاء وان تسلط هؤلاء السياسيين مرة بعد أخرى ماهو إلا إحدى نتائج هذا الاختيار , إلى جانب تبجح الكثير من النواب والسياسيين واستهزائهم بهذا الشعب بأنهم يتحملون مسؤولية اختيارنا , ولسنا مسؤوليين عن تحسين أوضاعهم المعيشية أو الاقتصادية أو تحسين الخدمات , ويبدو من خلال هذا الكلام تخليهم عن مسؤوليتهم الشرعية والقانونية في الإيفاء بوعودهم التي قطعوها للجمهور أو على الأقل لناخبيهم الذين صوتوا لهم , وإلا ما فائدة انتخاب من يهتم بمصالحه الشخصية ومصالح حزبه وتياره دون النظر إلى مصالح الناس الذين انتخبوه , وخير مثال على هذا المثال مدينة الصدر وما وصل حالها من سوء الخدمة والإهمال .
مهما تمادى الباطل أهله فأن الحق سيكون منتصراً عالياً ولو بعد حين , وان المظلوم سيكون منتصراً في النهاية وان عمليات التزوير والاحتيال والضحك على ذقون الناس لن يمر بسهولة فلا بد من الحقيقة يوماً ان تنكشف ويعرف الناس من كان يلعب بجراحهم وألأمهم , وان الفجر قريب مهما ساد الظلام وان الكوفة مهما افسدوا سياسيوها فأنها يوماً ستنتفض لتقض مضاجع الفساد والفاسدين وان ابن الزبير لن ينفعه تلاعبه بآلام العوام والضحك على السذج , ويوماً ما سيكون مصيره كمصير من قبله الذين حكموا باسم الدين ظلماً وزوراً .