اكاد اكون جازما من ان كل من سقط من شهداء في ساحة التحرير ليس له اي علاقة بنتائج الاخطاء التي ارتكبها ممن سبقهم من اخوة اكبر او اباء او انتخابات مناطقية او عشائرية …
فكل من سقط لم تكن اعمارهم تسمح لهم بالانتخاب او على الاقل كانو من المقاطعين لها…. لذا على كل شريف او يدعي الشرف ان يغسل عاره الذي تلطخ بانتخابه لهؤلاء وان يرد دين الشهداء الذي سيبقى برقبته ليوم الدين…
فأنتم يا من خرجتم لانتخاب سيدك او قائدك او تاج رأسك او رئيس عشيرتك او ممثل عن مذهبك …اليوم هؤلاء هم قرابين لاختيارتك الغبية النابعة من ضيق في الرؤى وصغر التطلع وكسل البحث عن الامثل… اليوم بدم هؤلاء ايضا تتنعم بفخر خوف السلطة منك ..بدم هؤلاء اصبح العراق حديث الصحف ونشرات الاخبار العالمية …بدم هؤلاء اصبح الكل يتمنى الانتماء لساحات التظاهر. .بدم هؤلاء الذي ما جف من الشوارع والساحات والذين ذهبوا إلى باريهم بجماجم مهشمة اصبحت تلعن خطوط كانت حمراء اللون قبل فترة وجيزة …بدم هؤلاء تنازلت المرجعية قليلا من عرشها العاجي …بدم هؤلاء سنذوق طعم الوطن الذي نسيناه لعدة عقود.
لذا الواجب وكل الواجب ان يجزى كل منا وفاءا لدم هؤلاء وان يتحرك الكل دون استثناء باتجاه عودة حقوق من غدر به وسال دمه ولم يكن يحمل سوى علم وقلب مؤمن بوطن…
مهما فعلتم يامن قررتم ان يكون صوتكم لصالح المذهب ولصالح القبيلة ولصالح قومية فلن يكون ردكم كافي مهما فعلتم وسيبقى هؤلاء هم خصومكم يوم الدين …
لنفهم ولندرك ولنتحرك بأن من قتل المتظاهرين هم انفسهم الذين شاركت انت بانتخابهم ودعوت لانتخابهم …فكفر عن ذنبك وانسلخ من جلدك وانتمي لجلد العراق وازرع بداخلك وطن.
ما يحدث في العراق هو مخاض لولادة مرحلة جديدة من مراحل العراق نكاد ان نسميه جيل الوعي جيل السوشيال ميديا لا جيل خطب الجمعة ولا جيل المنابر الحسينية ولا جيل وكلاء المراجع والذي ولد من رحم كبت وظلم ومصادرة كل حقوقه حتى الحقوق الالهية بالفرح والتعبير عن تطلعاته.
لذا نهضت هذه الشباب لتغير واقع هي اعلم به وانه يجب ان تثور بشكل يناسب حجم الظلم الذي سلط عليها، فكان الانفجار بكل انواعه …غيرة …وشرف وتضحية وعبر ومآثر ومشاهد يعجز عنها اللسان ليعبر عنها.
هنا نود ان نبين لهؤلاء الشباب لماذا هم يواجهون نظام قاسي لا يمكن ان يزال بانتفاضات ديمقراطية عادية بل بانتفاضات عابرة للمفاهيم الضيقة للانتفاضات الشعبية العادية لامور عدة..
ان اي تنحي لهذه الطبقة ولا اقصد الطبقة الحاكمة فقط بل الطبقة السياسية كاملةَ وكل من دخل في العمل السياسي بعد عام 2003 سيؤدي بالتالي الى عزل النفوذ الذي استحوذوا عليه في منظومة القضاء ومليشيا احتموا خلفها والكثير من الموظفين الذين تم تعيينهم من خلال هذه الاحزاب وسيتم بالتالي جرجرتهم الى القضاء لا تبدأ بالقتل على المذهب ولا تنتهي بجرائم ساحة التحرير…
كذلك ستتخلى عنهم دولهم التي تساندهم وستطلبهم الشرطة الدولية لان اغلب القوى السياسية هي اذرع حقيقية لايران بشكل اكبر تليها السعودية ولو سقطوا فأن انظمة هذه الدول ولهشاشة مواقفها فأن تخليها من هؤلاء امر بديهي وواقع لا محالة ولكن بقائهم في السلطة في العراق هو من يمدد في اعمارهم قبل أن يسحلوا في شوارع بغداد لكن هم محظوظون لان من يثور عليهم شباب واعي…
لذا فان معركتنا مع الطغمة الحاكمة التي استولت على الحكم باساليب ملتوية وغيبت الشعب العراقي بطرق ملتوية وغير قانونية واستغلت ظروف هي صنعتها لتستولي على السلطة في العراق…
لذا ندعو الشباب العراقي وثوار العراق ومتظاهريه الى الحيطة والحذر من طرق ملتوية اخرى لان من يخطط لهؤلاء خارج الحدود ولهم خبرة جيدة بقمع التظاهرات والثورات فكونو على حذر ومن الله التوفيق.