حزين، ويعتريني الأسى لفرط ماأرى من نفاق وكذب ودجل ممن يدعون دعم المتظاهرين والتظاهرات في بغداد والمحافظات الأخرى التي شهدت وتشهد المزيد من الإحتجاجات. فالنفاق عند سياسيين وصحفيين وناشطين ومقدمي برامج وأعضاء في كتل سياسية..
أضحك بوجع في سري فأنا صحفي عملت قبل 2003 وبعد هذا العام، وحتى اللحظة، واعرف هذه العاصفة المدوية من الدناءة والخسة، وجعي لأني أرى هولاء يزايدون على وجع الشباب والمثقفين البسطاء والجياع..
أراقب البرامج التلفزيونية فأشعر بالوجع.. قنوات فضائية يملكها لصوص كبار تعلن دعمها على مدار الساعة للمتظاهرين وتؤيدهم زورا وبهتانا، بينما يساوم ملاكها على المغانم، وآلاف المتظاهرين يبحثون عن حلول، لكنهم يصطدمون بسياسيين شيطانيين، وإعلاميين إنتهازيين وأعضاء في أحزاب وأشخاص يعملون للخارج، وحتى الساسة والقنوات الفضائية التي ترفض التظاهرات تبحث عن مكاسب سياسية ومالية وإقتصادية.
وجعي لأن العراق تحول الى بحر من الوجع تتلاطم على سطحه أمواج عاتية وعالية، والغالب يريد ركوب الموجة. فمنهم على لوح خشبي، ومنهم من يركب سفينة، والبعض على زورق شراعي، ومنهم على يخت، وغيرهم صعد على زورق بمحرك يعمل على البنزين.
مؤلم أن أرى برنامجا ما، ومقدم البرنامج يعمل لحساب حرامي، والمقدم إنتهازي وحرامي، والضيوف واحد حرامي، ويملك عدة بيوت من الحرام، ويمر على الوزارات بإسم رئيس كتلته ليبتز ويعتز ويجتز، والثاني شال مليارات من وزارة بعينها، والثالث ينتمي لكتلة نهبت المليارات.
ساعد الله الشعب المتظاهر الذي سيعود بخفي حنين الى البيوت الخاوية، بينما داعمو التظاهرات وقامعوها سيجتمعون لتقاسم المناصب والمليارات..
الشريف يموت من القهر والألم والحرمان. فليمت (روحة بلارجعة) في بلد يحكمه النفاق.