واجهت دول المنطقة مشکلة غير عادية وهي إن هناك أطراف(أحزاب أو ميليشيات) تقوم بتنفيذ أجندة خارجية مشبوهة وتتصرف وکأنها دولة داخل دولة ولاتلتزم بالقوانين والانظمة المعمول بها في هذه الدول، وهو أمر لم يسبق وإن شهدته بلدان المنطقة من قبل علاوة على إنه لم يکن هناك من يجرٶ أن يقف ضد بلاده وشعبه ويتفاخر بعمالته من دون أن تتم محاسبته وينال أشد العقوبات وأقساها.
أکثر شئ يلفت النظر، هو إنه وعندما تتحرك بلدان في المنطقة ضد أحزاب وشخصيات معروفة بعلاقاتها المشبوهة، فإن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يثير ضجة کبيرة وکإن هناك جريمة کبيرة يتم إرتکابها بحق هذه العناصر العميلة التي تعبث بالامن والاستقرار الوطني لبلدانها في وضح النهار کما نرى في موقف النظام الايراني من الانتفاضتين العارمتين للشعبين العراقي واللبناني حيث يقوم النظام الايراني بالدفاع مستميت عن الاحزاب والميليشيات العميلة لها وتتهم الشعبين بالعمالة، وإن سبب رفض وکراهية الشعوب لهذه الميليشيات والاحزاب التابعة للنظام الايراني هو إنها تمسك بزمام الامور وتتصرف وکإنها صاحبة الامر وفوق القوانين، ويکفي أن نشير کيف إن الميليشيات قد قامت بإقتحام السجون ومراکز الشرطة وإطلاق سراح المسجونين والموقوفين منها أوتقوم بإغتيالهم عنوة، ناهيك عن قيامها بعمليات الخطف والتغيير الديموغرافي وغيرها من الجرائم والانتهاکات الاخرى بل وحتى السيطرة على أرصفة في الموانئ ومناطق حدودية تجعلها لصالحها الخاص.
إستخدام نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية للأحزاب والميليشيات من داخل دول المنطقة وضد أمن وإستقرار هذه الدول، هي سابقة فريدة من نوعها کما أسلفنا ومن الغريب أن تبقى هذه الظاهرة بهذه الصورة لصالح إيران وعدم تحرك دول المنطقة لحد الان بالاسلوب والطريقة التي تضع حدا لهذا الاخلال والعبث المرفوض والصارخ بالامن القومي لدول المنطقة، وإننا نرى ضرورة العمل بالمثل من أجل وضع حد لهذا الامر من خلال إشراك طرف إيراني في هذه الحالة السلبية الجارية وتعديلها بما يخدم الامن القومي للدول.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي تحرك وأسس أحزاب وميليشيات عميلة تابعة له في بلدان المنطقة، فإننا لاندعو بالضرورة لإنشاء أحزاب وجماعات عميلة في داخل إيران إطلاقا، ذلك إن الطرف الايراني المطلوب موجود فعلا وبإمکانه أن يخدم معادلة الصراع ضد نفوذ النظام الايراني في المنطقة ويعمل بما يخدم أمن وإستقرار المنطقة، ونقصد بذلك منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة التي تشکل صداعا مزمنا لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وتعتبر الخطر و التهديد الفکري ـ السياسي الاکبر بوجه هذا النظام، والخطوة الاولى التي يجب إتخاذها هنا هي الاعتراف الرسمي بهذه المنظمة من جانب الدول المنطقة وفتح مکاتب لها.