خاص : ترجمة – محمد بناية :
محاولات، “مايك بومبيو”، وزير الخارجية الأميركي، بغرض توجيه الاحتجاجات الشعبية في “العراق” و”لبنان”، ومن قبله تصريح، “برايان هوك”، المبعوث الأميركي الخاص بـ”إيران”، عن خطط “البيت الأبيض” بشأن سحب الاحتجاجات والاضطرابات العراقية واللبنانية إلى الداخل الإيراني، لا تدع مجالاً للشك، وقوف الأميركيون وراء الأزمات الداخلية لعدد من الدول المؤثرة في “محور المقاومة”؛ عبر الاستفادة من القنوات الفضائية والإلكترونية، وكبدت الشعوب العراقية واللبنانية خسائر بشرية واقتصادية فادحة بغرض استعادة السيطرة على المنطقة في أعقاب فشل سياسة “الحد الأقصى” من الضغوط والهزائم المتوالية إزاء “جبهة المقاومة”.
وتسعى “الولايات المتحدة” بفرض حالة من الفراغ السياسي في البلدين، إلى تنفيذ المشروع الأميركي القديم والمعروف، بـ”الشرق الأوسط الكبير”. بحسب صحيفة (الشباب) الإيرانية التابعة لـ”الحرس الثوري”.
محاولة لإعادة إحياء المشروع الأميركي..
بالأمس القريب؛ غرّد “بومبيو”، على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي، (تويتر)؛ تعليقًا على استمرار الاحتجاجات العراقية واللبنانية: “النفوذ الإيراني في هذه الدول هو أحد دوافع المتظاهرين”.
وأدعى أن الشعوب العراقية واللبنانية تريد استعادة بلدانهم. ومن قبله علق، “برايان هوك”، قائلاً: “التظاهرات التي نتابعها في لبنان والعراق؛ هي نتاج شعور شعوب هذه الدول بالإحباط من النظام الإيراني ووكلاءها، ومن ثم ثمة إمكانية بشأن انتقال هذه الاحتجاجات والانتفاضات إلى إيران، وربما نشهد ذلك في القريب العاجل”.
في الوقت نفسه أبدى الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، سرورًا بهجوم عناصر موالية للغرب على “القنصلية الإيرانية”، في “كربلاء”.
وبخلاف الاحتجاجات ومطالب الشعوب العراقية واللبنانية المشروعة بشأن إصلاح النظام السياسي والقضاء على المشكلات المعيشية، لكن من خلال مسار التطورات اللبنانية والعراقية يبدو واضحًا سوء استغلال القوى الخارجية من الاحتجاجات الشعبية بالبلدين لخلق حالة من الفوضى والإخلال في توصيل الخدمات للجمهور وتحويل الاحتجاجات إلى مسار العنف، والعمل على خلق حالة من عدم الاستقرار السياسي وإسقاط النظم السياسية في البلدين، إنما يأتي على خلفية دور شعبي البلدين، خلال السنوات الأخيرة، في إحباط خطط “الكيان الصهيوني” للسيطرة على المنطقة والهزائم المتوالية لفصائل الحرب بالوكالة الأميركية، والتي تستهدف تغيير الخريطة الجغرافية للمنطقة.
إدعائات واهية.. ونفوذ مفيد !
وفيما يخص الإدعاءات الأميركية بشأن النفوذ الإيراني في “العراق”، فلا حاجة إلى التذكير بمسألة أنه لولا تواجد المستشارين الإيرانيين إلى جانب الشعب العراقي، في إطار هجوم تنظيم (داعش) على هذا البلد، لكان التنظيم يسيطر حاليًا على المنطقة بالكامل؛ ولما سمعنا عن “عراق موحد” ولا عن “حرم الإمامين” في “العرق”، ولا حتى عن الكثير من دول الخليج في جغرافية غبر آسيا.
وبينما يدعي “ترامب”، داخل خيمة خيال الظل على مشارف الانتخابات الأميركية، مقتل قائد تنظيم (داعش)، (حتى أن ضباط البنتاغون لا يصدقون)، لم يتبقى سوى ركوب موجة مقاومة الشعب العراقي ومساعي القوات الاستشارية الإيرانية، وإلا فقد أكد هو نفسه مرارًا أن السياسات الأميركية في المنطقة لم تجلب شيئًا سوى الهزيمة رغم إنفاق 8 تريليون دولار.
كذلك فإن إدعاءات، “بومبيو” و”هوك”، بشأن التدخل الإيراني في “لبنان” لا يعدو البلاهة، لأن حادث تعامل “محمد بن سلمان”، المهين، مع “سعد الحريري”؛ بعد إستدعاءه لـ”الرياض” والعمل على تشكيل حكومة موالية لـ”السعودية” في “بيروت”، هو أوضح نموذج على تدخل دولة في شؤون دولة أخرى، ومشهد استقالة “سمير جعجع”؛ ثم “سعد الحريري”، رئيس الوزراء اللبناني، بغرض خلق حالة من عدم الاستقرار السياسي في هذا البلد وتحقيق الرغبات السعودية والأميركية؛ هو استمرار لذلكم التدخل الفج. وللأسف يدفع الشعبين، العراقي واللبناني، تكلفة هذه الاضطرابات.
ولو أن الإحصائيات تؤكد مقتل أكثر 200 شخص وإصابة المئات من أفراد الشعب والقوات الأمنية العراقية، وإنعدام الأمن بسبب استمرار هذه الاحتجاجات، فسوف يتعين كذلك على الشعب العراقي دفع التكلفة الاقتصادية أيضًا.