لقد كان لنشر تقرير قمع تظاهرات أكتوبر قبل تظاهرات الخامس والعشرين منه غباء حكوميا وغباء أعظم وقعت فيه الكتل السياسية وهي تدير الأمور من وراء الكواليس المعتمة ، لانها بهذا التقرير الغامض كانما تريد زيادة نقمة الناس على حكومة عبد المهدي ، لان التقرير جاء بلا هوية وجاء مبعدا الكثير من الحقائق وكان في النهاية ممعنا بارتكاب المزيد من الاخطاء بحق الشعب والمتظاهرين ، كما وانه على مايبدو تقريرا مشوها غير مدروس الا من حيث تبرئة الجهات المقتنصة وجهات فاعلة وراء كل هذه الكواليس المظلمة التي لا زالت كصدام حسين تصر على جر العراق من كارثة الى اخرى
ان الموقف لا يحتمل سياسة الغباء والقصد المفضوح لإبعاد المجرمين الحقيقيين عن منصات القضاء ، سييما وان الجمع السياسي المتصدر للمشهد العام (كتل او احزاب او اشخاص ) كلهم ملاحقون بممارسة الفساد او الحكم الغير مجدي، والناس تعلم ان المتهم المعلن عنه هو غير المقصود ، وان المتهم المقصود مبعد عن الشاشة ، فألخطأ كان على درجتين الاؤلى ، الاعلان قبل التظاهرات المنتظرة ، والثانية الإبهام المتعمد . والمراقب يستغرب لماذا كل هذا الارتباك في الخطوات ، خاصة، وان الموقف بحاجة الى تهدئة لا الإثارة كما هو حاصل في التقرير ، وهنا يحكم أي محلل سياسي على حكام بغداد ، أنهم ليسوا بقادة ولا هم سياسيين ،
لقد كان حري بكم ان تعلنوه بعد الخامس والعشرين من الجاري ، وان يكون بمستوى الكارثة وان يكون الجاني امام الله وامام القضاء ، لماذا تحملوا الجميع الحاكم المسؤولية، ما دام هناك من يريد إفشال عادل عبد المهدي وأن من يريد ان يضيف الى فشله إراقة الدماء ليتحول من الفاشل إداريا إلى من هو فاشل أمنيا ، وهو في النتيجة ضحية لمن يريد خلط الأوراق …