التنمية الاقتصادية والتجارية في الصين لا تقتصر على المدن الصناعية الكبيرة فقط بل ان هذا التطور شنل جميع المقاطعات والاقاليم، وهذا ما لاحظه الوفد الاعلامي العراقي خلال جولته سواء في مقاطعة كوانزو او في مقاطعة نينغشيا وتحديدا بعاصمة المنطقة ينشوان، المدينة رائعة وكل شيء فيها مذهل كأنها لوحة فنية وتحفة جميلة رسمتها تضاريسها وتنوع مصادرها وجمال نهرها المعروف شعبيا بالنهر الاصفر فضلا عن البنايات الشاهقة التي تضم عشرات المجمعات السكنية والمراكز التجارية.
اخبرنا الشخص المرافق لنا وهو موظف صيني يعمل في مديرية العلاقات الخارجية في المقاطعة اسمه (حسين) ويتقن العربية بطلاقة بالكثير من المعلومات عن المدينة وقدم لنا شرحا وافيا لكافة المقومات الاقتصادية والسياحية التي تتمتع بها.
تاسست مقاطعة نينغشيا ذاتية الحكم عام ١٩٥٨ وتضم خمس مدن واثنين وعشرين محافظة ويبلغ عدد سكانها اكثر من ستة ملايين نسمة، وتعد من المناطق الزراعية وهي واحدة من اثني عشر قاعدة لانتاج الغذاء في الصين وتشتهر بزراعة الرز وكذلك زراعة فاكهة شعبية يطلق عليها (كوجي) فضلا عن زراعة العنب وانتاج مشتقات الحليب اضافة الى امتلاكها خزين كبير من الفحم الحجري حيث تحتل المرتبة السادسة وطنيا في احتياطها من الفحم الحجري والذي بدأ الان العمل على تحويله الى نفط من قبل المختبرات الخاصة في المقاطعة.
زار الوفد اشهر مصانع انتاج محصول (كوجي) واطلع على خارطة عمل المصنع وتعرف على الفوائد الصحية العديدة لهذ الفاكهة وتابع مراحل العمل ميدانيا داخل المصنع، وبعدها توجه الوفد الى متحف المقاطعة ولاحظ مدى الاهتمام بتراث المدينة واثارها، واطلع الوفد بعدها على الواقع الصحي والرعاية الصحية التي تقدمها هذه المدينة لابنائها ومدى التطور الكبير في مجال بناء المستشفيات.
ما شاهدته في الصين خاصة في مجال الرعاية الصحية يجعلني اضع عشرات علامات الاستفهام امام تراجع الواقع الصحي في العديد من بلدان الشرق الاوسط ومن بينها العراق، فلماذا لا تستفيد تلك الدول من التجربة الصينية في مجال الصحة خاصة في مقاطعة نينغشيا لما تمتلكه من نظام صحي متطور يتيح للمستشفيات متابعة الحالات الصحية في اي منطقة بالمقاطعة حتى لوكانت بالارياف من خلال منظومة الانترنت المزودة بالمستشفى، حيث بلغ عدد المراجعين سنويا لاحد المستشفيات مليون مريض بفضل هذه المنظومة.
الحركة العمرانية السريعة والنهوض الشاخص في جميع المفاصل بمقاطعة نينغشيا يؤكد ان نجاح النظام الاشتراكي ذات الخصائص الصينية في ادارة وبناء دولة عظيمة.
اختتم الوفد جولته في مقاطعة نينغشيا بلقاء معاونة مدير مكتب العلاقات الخارجية في المدينة والتي ابدت رغبتها بالتعاون مع العراق في جميع المجالات الاقتصادية والتنموية والثقافية، الترحيب الكبير وحسن الضيافة للوفد من قبل الفريق المختص والتابع لمكتب العلاقات الخارجية انعكس بشكل ايجابي على تفاعل الوفد مع زيارته للمدينة وستكون جولته الاخيرة قبل المغادرة الى العاصمة بكين زيارة بعض المرافق السياحية في المقاطعة.
ولابد من الاقرار ان مشاهد التطور العمراني واتساع الحركة الصناعية والتجارية في مختلف المقاطعات الصينية يؤكد ان الصين وبفضل حكمة قيادتها السياسية تتجه صوب التربع على عرش الاقتصاد العالمي ويجب الاستفادة من تجربتها للنهوض بالاقتصاد العراقي الى الامام.