23 ديسمبر، 2024 11:07 ص

مبايعة “القرشي” .. لماذا كان دواعش إفريقيا الأسرع إليها ؟

مبايعة “القرشي” .. لماذا كان دواعش إفريقيا الأسرع إليها ؟

خاص : كتبت – هانم التمساح :

جاء رد أفرع تنظيم (داعش) الإرهابي في دول قارة إفريقيا سريعًا وعمليًا للغاية، عقب إعلان التنظيم اسم الخليفة الجديد؛ وسارعت أفرع التنظيم بـ”مصر”، (ولاية سيناء)، و”الصومال”، وتنظيم (بوكو حرام)، كما نفذ التنظيم عملية إرهابية، بـ”مالي”، استهدفت عناصر بالجيش، وكان التنظيم قد بدأ ينشط في إفريقيا منذ حصاره بـ”سوريا” و”العراق”، وبدأت فلول التنظيم تتسرب نحو إفريقيا هربًا من الملاحقات الأمنية، علاوة على نشر فكر التنظيم بين أطفال إفريقيا من خلال تنظيم (بوكو حرام)، الذي يُعد أقوى أفرع التنظيم بالقارة السمراء.

الصومال..

وأعلن (داعش)، في “الصومال”، في بيان، مبايعته لـ”أبي إبراهيم الهاشمي القرشي”، الذي أعلنه التنظيم زعيمًا جديدًا له، بعد مقتل “أبوبكر البغدادي”.

ونشر فرع التنظيم بـ”الصومال” صورًا، على (إنستغرام)، لنحو 12 مقاتلاً يقفون بين الأشجار، وعليها تعليق يقول إنهم يعلنون مبايعة “القرشي”.

وكان تنظيم (داعش) قد أعلن، الخميس الماضي، مبايعة “القرشي”، خلفًا لـ”البغدادي”، الذي قُتل بعملية عسكرية نفذتها القوات الأميركية، الأحد الماضي، وأعلن أيضًا مقتل المتحدث السابق باسم التنظيم، “أبوالحسن المهاجر”، وتعيين “أبوحمزة القرشي”.

مصر..

وفي “مصر”؛ بايع تنظيم (ولاية سيناء)، الموالي لـ (داعش)، الزعيم الجديد للتنظيم. ونشر (ولاية سيناء)، عبر قناته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي، (تلغرام)، صورًا لمجموعة، قال عنهم إنهم: “من المقاتلين الذين بايعوا القرشي زعيمًا للتنظيم”، على حد وصفه.

وهو ما أثار تساؤلات حول بقايا التنظيم في “سيناء”، خاصة بعد العملية العسكرية الشاملة، “سيناء 2018″، والتي مازالت مستمرة منذ أكثر من 20 شهرًا.

وكشفت الصور قيام عدد قليل من عناصر التنظيم، يخفون وجوهم، بنشر صور لهم في أحد أوكارهم بـ”سيناء” وهم يرفعون أياديهم وأسلحتهم معلنين مبايعة زعيم (داعش) الجديد، دون توضيح أي تفاصيل أخرى.

وكشف بيان للجيش الثاني المصري، وجود بقايا للتنظيم في “سيناء”، ولكنها قليلة، خاصة بعد أن تمكن الجيش، خلال العملية العسكرية الشاملة، “سيناء 2018″، من تصفية المئات منهم، والقضاء على مخازن أسلحتهم وأوكارهم، وتفكيك بنيتهم التحتية وقصف الملاذات الخاصة بهم، وتفجير الأنفاق التي يتسللون منها.

وذكر الجيش المصري، الإثنين، أن الإرهابيين في “سيناء”، وغالبيتهم عناصر تكفيرية داعشية يمتلكون وحدات طاقة شمسية، وهو ما يعني أن لديهم إمكانات كبيرة لتوفير طاقة كهربائية في أوكارهم وأجهزة اتصال، كما عثر بحوزتهم على الكثير من الأسلحة والذخائر و(الهاون) والعبوات الناسفة، وملاجيء ومخابيء عُثر بداخلها على مواد إعاشة، فضلًا عن سيارات كثيرة ودراجات نارية بدون لوحات معدنية.

وكان تنظيم (أنصار بيت المقدس)، قد بايع زعيم (داعش) السابق، “أبوبكر البغدادي”، في تشرين ثان/نوفمبر عام 2014، وغير اسمه حينها ليصبح، (ولاية سيناء)، ومنذ ذلك الحين يُعرف باسم، (داعش سيناء)، ولقي التنظيم الإرهابي، خلال الأشهر الماضية، هزائم كبيرة على يد قوات من الجيش والشرطة في “مصر”.

وفي تشرين ثان/نوفمبر عام 2018؛ أعاد تنظيم (داعش) الإرهابي بث فيديوهات مصورة قديمة لعملياته الإرهابية، لإثبات وجوده في “سيناء”. وقال مراقبون، حينها، إن: “ذلك كان مؤشرًا على تراجع قدرات التنظيم الميدانية والإعلامية في سيناء ومصر، بسبب العملية الشاملة (سيناء 2018)”.

في “مالي”..

وفي “مالي”؛ أعلن تنظيم (داعش) الإرهابي، الأحد، مسؤوليته عن مقتل أكثر من 53 جنديًا ماليًا في هجوم شنه متشددون على موقع عسكري في شمال البلاد، يوم الجمعة.

وقال المتحدث باسم الحكومة المالية، يايا سانغاري”، لـ (رويترز): “نفذ رجال مجهولون مدججون بالأسلحة الثقيلة هجومًا في منتصف النهار تقريبًا. بدأ الهجوم بقصف.. ثم تقهقروا بإتجاه النيجر”.

وأضاف أن عدد القتلى لا يزال مؤقتًا وأن عملية تحديد هويات الضحايا لا تزال جارية، في حين بدأ الجيش عملية تمشيط بدعم من القوات الدولية، التي تتضمن قوات فرنسية مشاركة في عملية “برخان”، فضلًا عن قوات حفظ السلام التابعة لـ”الأمم المتحدة”.

وكان “سانغاري” قد ذكر، في وقت سابق، على (تويتر): “عثرت التعزيزات، التي تم إرسالها، على 54 جثة، بينها جثة مدني، وعشرة ناجين، كما اكتشفت وجود أضرار مادية جسيمة”.

وذكر بيان للرئاسة الفرنسية أن أحد الجنود الفرنسيين في “مالي” لقي حتفه بعدما مرت مركبته على عبوة ناسفة.

ويأتي الهجوم في أعقاب هجمات نفذها متشددون في أواخر أيلول/سبتمبر الماضي، إذ تمكنت جماعات ترتبط بتنظيمي، (داعش) و(القاعدة)، من شن هجمات في أنحاء منطقة الساحل الإفريقي من معقلها في “مالي”، مما أدى إلى زعزعة استقرار أجزاء من “النيجر” و”بوركينا فاسو”.

وقُتل 38 جنديًا ماليًا في هجمات منسقة، يوم 30 أيلول/سبتمبر 2019، على قاعدتين للجيش في وسط “مالي”.

وكان تقرير أميركي، صدر الأحد، قد أوضح بأن الهجوم الإرهابي الكبير الذي هز “مالي”، في غرب إفريقيا، “مثال آخر على أن دول الساحل الإفريقي مهددة بالسقوط أمام الإرهابيين”.

وأضاف التقرير، الذي نشره “مركز مكافحة الإرهاب” في جامعة “جورج واشنطن”، (في واشنطن العاصمة): “أوضح الهجوم المميت على موقع عسكري في مالي؛ مرونة المسلحين المتطرفين عبر مناطق شاسعة من إفريقيا”.

ليبيا تنشط !

“ليبيا”؛ قد تكون المحطة القادمة لزيادة تمركز عناصر (داعش).. وهناك احتمالًا كبيرًا بأن يتم الدفع بأعداد كبيرة من عناصر التنظيم الإرهابي من “سوريا” إلى “ليبيا”، وربما يتم تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية، وسوف نلاحظ زيادة نشاط التنظيم في “ليبيا” – بحسب مراقبين -، خاصة وأن تنظيم (داعش) قد أقدم، في تموز/يوليو الماضي، على الظهور مجددًا في جنوب “ليبيا”، عبر مبايعة علنية مصورة لزعيم التنظيم، “أبوبكر البغدادي”.

وظهر حينها عشرات المسلحين الملثمين في فيديو مصور بثته وسائل إعلام محسوبة على تنظيم (داعش)، وهم يجددون البيعة لزعيم التنظيم ويتوعدون الجيش الليبي بعمليات انتقامية، إذ أكدوا: “استمرار قتالهم ضد قوات الجيش”، كما هدّدوا بشن مزيد من الهجمات الإرهابية ضدها.

ورجحت مصادر ليبية محلية أن يكون الفيديو قد تم تصويره في منطقة صحراوية نائية في جنوب “ليبيا”، حيث يوجد عشرات المسلحين التابعين للتنظيم بقيادة المدعو، “محمود البرعصي”، والمكنى، بـ”أبومصعب الليبي”، مؤسس التنظيم سابقًا في مدينة “بنيغازي”، بشرق البلاد، قبل دحره من قِبل الجيش الليبي.

ولا تزال تتواجد ثلاث كتائب قوية بـ”ليبيا” تابعة للتنظيم، ويتوافد إليها العشرات من الجانب السورى عبر “مصر”، وضبطت “مصر” مجموعة مسلحة منهم عقب مقتل “البغدادى”.

مخاوف من اختراق التنظيم لـ”السودان”..

وطالبت قوى “الحرية والتغيير” السودانية، السلطات الأمنية، بأخذ الحيطة والحذر من هجمات “إرهابية محتملة”، عقب إعلان مفكر سياسي، عن تسلل عناصر من جماعة (بوكو حرام) المتشددة إلى البلاد، والتي أعلنت مولاتها لتنظيم (داعش) الإرهابي.

وقال القيادي في “الحرية والتغيير”، “محمد عصمت”، إن: “على الأجهزة الأمنية والعسكرية أن تولي التصريحات التي ترددت بشأن تسلل عناصر من (بوكو حرام) إلى السودان الاهتمام اللازم، وأن تعمل على تقصي الأمر”.

وأكد “عصمت” على: “ضرورة التقصي حول هذه المجموعات المنفلتة”، مشددًا على أهمية “التعاطي مع تلك التصريحات؛ وأخذها بعين الاعتبار، وإتخاذ الإجراءات الإحترازية الضرورية”.

وشدد القيادي السوداني، بأن السودان “لن يسمح بأي ممارسات إرهابية، لأن وضعنا السياسي والأمني يتسم ببعض الهشاشة”.

وذكر المفكر السياسي السوداني، “الحاج وراق”، في منتدى بـ”الخرطوم”، أن لديه معلومات عن تسلل عناصر من جماعة (بوكو حرام) إلى داخل البلاد، وأنهم “لجأوا إلى التلويح بالشريعة الإسلامية في محاولة لإستمالة العاطفة العامة للمسلمين”.

وأشار المفكر السوداني، إلى “فطنة ووعي الشعب السوداني”.

وكانت بقايا جثة “البغدادي” قد نُقلت إلى قاعدة “عين الأسد” الجوية الأميركية في “العراق”، بعد مقتله في عملية أمنية خاصة بريف “إدلب” السوري. بينما تكررت تحذيرات مسؤولين أمنيين في “واشنطن” من تخطيطات وهجمات انتقامية لـ (داعش)، وخطوات متسارعة لاختيار زعيم جديد للتنظيم.

وحصلت القوات الأميركية، المشاركة في عملية تصفية “البغدادي”، على أجهزة كومبيوتر وإيصالات مالية؛ من بينها إيصالات بمبلغ 67 ألف دولار، دفعها “البغدادي” لتنظيم (حراس الدين)، مقابل توفير الحماية له، و8 إيصالات أخرى، فيما بين عامي 2017 و2018؛ منها إيصال بمبلغ 7 آلاف دولار مقابل توفير مقرات آمنة لعناصر (داعش) الفارين من (ولاية الخير)، وهو الاسم الذي أطلقه (داعش) على ريف “دير الزور” شرق “سوريا”. وتظهر إيصالات أخرى دفعات مالية من (داعش) إلى (حراس الدين) مقابل أجهزة إعلامية وتكلفة مالية للمساعدات اللوجيستية.

غموض حول شخصية “القرشي”..

و”القرشي”؛ من بين القيادات السبعة المقربين لـ”أبوبكر البغدادي”، وهو ليس اسمه الحقيقي؛ وإنما غطاء لإخفاء هويته بالنسبة لأجهزة المخابرات، وفقًا لما رجحه باحثون في شؤون الجماعات الإسلامية.

كما رجح العديد من المحللون أن يكون “القرشي”، هو “عبدالله قرداش”، (أبوعمر التُركماني)، وهو متشدد من “تُركمان العراق”، ومن أبرز القيادات في التنظيم، والذي يتردد منذ آب/أغسطس الماضي؛ أنه نائب “البغدادي”.

لماذا إفريقيا ؟

يقول تقرير أميركي: “يوجد كثير من الأسباب التي أدت إلى زيادة الإرهابيين فى إفريقيا؛ أهمها الفقر المدقع، والفساد، وضعف أنظمة الحكم، واستغلال الاختلافات العرقية … تشبه هذه الأسباب التي مكّنت الدولة الإسلامية، في عام 2014، من السيطرة على مناطق واسعة في سوريا والعراق”.

وقال التقرير: “حتى بعد قتل البغدادي، تظل الجماعات المرتبطة بتنظيم (داعش) تُشكل تهديدًا في مناطق بعيدة وواسعة في غرب إفريقيا”.

موضحًا: “خلال الشهور الأخيرة، استخدم المسلحون، في مالي، تكتيكًا جديدًا لتوسيع سيطرتهم: التركيز على التقسيمات العنصرية. خاصة التي بين قبيلتي، الفولاني والدوجون، اللتين تنتشران في مالي، وأيضًا، في دول مجاورة”.

ومع جدل وسط خبراء إرهاب، وخبراء في شؤون الشرق الأوسط، في “الولايات المتحدة”؛ حول تراث (داعش)، بعد قتل “البغدادي”، قال تقرير أميركي بأن “الدولة الإسلامية” استغلت مشاكل الحكم في دول المنطقة، وبينما تميزت بعنف فظيع يسبب التقزز، ستظل تستغل مشاكل الحكم بدول المنطقة.

وقال التقرير، الذي نشرته مجلة (أتلانتيك): “أنغمس تنظيم (داعش) في واحد من أكثر الأعمال الوحشية التفاخرية خلال العقود الأخيرة. إذا تستحق أي جماعة متطرفة وصف (الشر)، سيكون هو. لكن، هذا الإشمئزاز هو الذي يجعل من الصعب الحديث عن تراث الدولة التاريخي، وماذا تعني ؟.. وماذا ستعني في المستقبل، حيث يبدو أنها لن تختفي بعد قتل خليفتها”.

وحذر التقرير، المسؤولين الأميركيين، وحتى عامة المواطنين الأميركيين، من أن التركيز على فظائع (داعش) ليس هو الحل، وأنه لا بد من الحديث عن أفكار (داعش)، رضيها الناس أو رفضوها. وصاحب التقرير جدل وسط مسؤولين وخبراء في شؤون الإرهاب، وحملات عنيفة ضد (داعش)، خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي. وانتقد التقرير أنظمة “الحكم الرشيد” في كل من “سوريا” و”العراق”، حيث تأسس (داعش).

وأضاف التقرير: “يفترض المراقبون الغربيون أن الجماعات الوحشية سيئة في الحكم. هذا صحيح في بعض الأحيان. ولكن، العكس يمكن أن يكون صحيحًا أيضًا”.

وقال التقرير: “المجموعات الأكثر وحشية تكون أفضل من المجموعات الأقل وحشية”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة