23 ديسمبر، 2024 2:57 م

يدور حديث طويل عريض بين مختلف الاطراف المعنية بالاحداث والتطورات الجارية في العراق وکلها تتحدث عن التدخلات وضرورة التصدي له مع إن أکثر طرفين يتحدث الان عن التدخلات في العراق هما النظام الايراني والميليشيات والاحزاب التابعة له في العراق، رغم إنهما أساس ومصدر البلاء والفتنة والمشکلة في العراق، ولکن ولکي يبعدون عن أنفسهم الشبهات فإنهم يسعون لنشر وبث أکبر قدر من الاشاعات والاتهامات الباطلة والتي بدأت أساسا من المرشد الاعلى للنظام الايراني بإتهام الانتفاضة بالعمالة لأمريکا وإسرائيل!
حجم ومستوى تدخل النظام الايراني في العراق لايمکن أن يضاهيه أي تدخل آخر من جميع الجوانب، وعندما تتحدث وزارة الخارجية في بيانها عن التدخلات في العراق عشية التظاهرات الشعبية الضخمة الجارية، فإنها تقوم بطرح موضوع التدخل بصورة عامة وحتى فيها بعض من الضبابية خصوصا عندما تقول في بيانها: “تعليقا على ردود الأفعال التي صدرت عن الجهات الأجنبية بخصوص الوضع الراهن في العراق فإن الحكومة العراقية تدعو جميع الأطراف إلى ضرورة الالتزام بمبدأ احترام السيادة، وعدم التدخل في الشأن الداخلي العراقي”، وليس هناك من دولة أبدت موقفا فيه الکثير من التطاول على العراق وشعبه کما هو الحال مع النظام الايراني والذي يتصرف وکأن العراق مجرد إقطاعية تابعة له!
ماکانت الاوضاع تصل الى المفترق الحالي لو کان النظام الايراني ترك العراق وشأنه ولم يتدخل ليل نهار في کل شاردة وواردة والانکى من کل ذلك إنه وفي الوقت الذي يطالب فيه أغلبية الشعب العراقي عادل عبدالمهدي بالاستقالة فإن النظام الايراني يتدخل علنا من خلال الارهابي قاسم سليماني من أجل الحيلولة دون ذلك، وهو الامر الذي يٶکد بأن النظام الايراني من أکبر المستفيدين من بقاء وإستمرار عبدالمهدي وتخوفه من بديله في هکذا ظروف مشبعة بالرفض والکراهية للنظام الايراني ولتدخلاته.
التدخل الاخطر على العراق کان ولايزال هو التدخل السافر للنظام الايراني والذي يتصرف وکأنه صاحب الامر في العراق وإن من حقه فقط تحديد کل مايتعلق بالعراق رغما عن إرادة وخيار شعبه، وعندما نعلم بأن أغلبية الساسة المتنفذين في العراق حاليا قد جاءوا من طهران بعد أن تم تجنيدهم وترويضهم بالطرق المشبوهة المختلفة للنظام الايراني ولاسيما بعد أن أعلنت االمقاومة الايرانية قائمة بأسماء بعضهم ممن يستلمون رواتب بصورة منظمة من الحرس الثوري الايراني، فإن سبب تکاتف هٶلاء الساسة وتنظيماتهم مع النظام الايراني تتوضح تماما، ومن دون شك فإن التدخل الايراني سيبقى مع بقاء هٶلاء الساسة”المٶدلجين”أکبر خطر يحدق بالعراق وبإنتفاضته الوطنية.