تصدر المعتدل حسن روحاني ظهر هذا اليوم السبت 15/6/2013بفارق كبير نتائج الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية الإيرانية، كما يتبين من النتائج الجزئية التي تستند الى فرز ثلث الأصوات، بحصوله على 50% من الأصوات، وتقدمه بأشواط على منافسيه المحافظين.واحتمال فوز هذا المرشح المدعوم من التيارات المعتدلة والإصلاحيين من الدورة الأولى، لن يشكل مع ذلك خروجا على سياسة الجمهورية الإسلامية. فالملفات الإستراتيجية مثل النووي أو العلاقات الدولية هي في الواقع تحت السلطة المباشرة للمرشد الأعلى السيد علي خامنئي. كما أن المنهج الآيدولوجي للجمهورية الإسلامية في إيران يعتمد على البرامج الفقهية الدستورية التي رسمها الزعيم الراحل السيد روح الله الخميني .وإنَّ أيّة حكومة إيرانية لن تستطيع الخروج عن هذا الإطار العقائدي للدولة والشعب الإيراني ، الذي يؤمن بالمذهب الجعفري الإمامي المستمد من منهج الإمام علي وأبنائه الأئمة المعصومين (ع).
والحالة هذه ؛ والشعب العراقي له خصوصياته الآيدولوجية والقومية والسياسية التي يتميّز ويؤمن بها بشكل عام، فليس من المؤكد أن يتأثر بالمتغيرات السياسية الإيرانية القادمة..لو تغيّرت !!.
أما بالنسبة إلى العراقيين الشيعة ، فهم ؛ إما أن يكونوا شيعة عقائديين ، وإما أن يكونوا يحملون هذا الانتماء حسب، لكنهم ، ينضوون تحت ألوية سياسية وآيديولوجية تنحى منحىً آخرَ تماماً . وكما يلي :
1ـ الشيعة العلمانيون
2ـ الشيعة الشيوعيون
3ـ الشيعة القوميون ( أكراد ـ تركمان ـ عرب)
4ـ الشيعة الإماميون ( الدعوة ـ التيار الصدري ـ الفضيلة ـ منظمة العمل الإسلامي ـ المقلـِّدون )
فليست ثمة متغيرات سياسية سوف تستجد بالنسبة للفقرات (1،2،3) مهما تغيرت نتائج الانتخابات الرئاسية في إيران ، بسبب الاختلافات الفكرية بين هؤلاء وبين طبيعة النظام الإيراني.
إلا أنَّ المتغيراتِ المحتملة َ في الفقرة (4) ربمّا؛ ستـُحدِثُ متغيرات على صعيد درجة الولاء والتعاطف مع المرحلة الرئاسية القادمة لإيران ، على ضوء التداعيات التالية :ـ
أولاً : ماهيّة الدعم اللوجستي الذي ستقدمه الحكومة الإيرانية الجديدة للحركات السياسية الشيعية العراقية .
ثانياً : ماهيّة العلاقة التفاهمية بين أقطاب الحكومة الإيرانية القادمة والحركات السياسية الشيعية العراقية .
ثالثاً : المتغيرات الذاتية التي ستحصل بين أطراف العملية السياسية الشيعية العراقية إنعكاساً عن المتغيرات السياسية والدبلوماسية الدولية والإقليمية للحكومة الإيرانية القادمة .