(( من المعيب الموقف الرسمي لإقليم كردستان وهذا الصمت من هذه الأحداث وهذا الحراك الشعبي السلمي والتظاهرات السلمية لتشرين الأول لهذا العام في التغيير والمطالبة في تصحيح مسار العملية السياسية وإعادتها إلى سكتها السليمة في تلبية مطالب الشعب وتنفيذها فقد بانت بوضوح وجوه سياسي الكُرد ومواقفهم اتجاه هذا الهدير الجماهيري لإصلاح المنظومة السياسية والحكومية والتي لا تنم عن انتمائهم لوطنهم العراقي وبدوا كأنهم خارج اللعبة السياسية وجلسوا في مقاعد المتفرجين مع أقرانهم في الطرف الآخر من اللعبة وهم ينتظرون الفوز من أي طرف كان ليحصلوا على مكاسب ومغانم الفوز بقدر ما يتعلق الأمر بهم من مصالح ومطامع تعود عليهم بالنفع ولا يهمهم نزيف الدم الذي يجري على ساحات الاعتصام العراقية وكأن الأمر لا يعنيهم وهذا ديدنهم في كل الأزمات التي عصفت بالعراق فأن سياسيهم لا تهمهم إلا مصالحهم الشخصية والقومية مع شركاء كانوا بالأمس أعداء لهم ولم نسمع أصواتهم ترفع ضد ما يجري للشعب العراقي كما كانت تغرد ضد ما يسمونها الطغمة الحاكمة والفاسدة المضرة بمصالحهم التي ظلمتهم وأضرت بشعبهم كما يدعون منذ 2003 ولحد الآن فهم كأسنان المنشار يأكل الخشب صعودا ونزولا بعيدا عن الوطن والمواطنة أن موقفهم في هذه الأزمة التي تعصف بالبلاد كان مخيبا لآمال العراقيين جميعا وبالخصوص الجنوب من الوطن وموقفهم المتفرج والمتمسك بالمكاسب والمغانم السياسية على حساب دماء العراقيين لن ينساه الشعب العراقي لهم وهم على دراية تامة بأن التأريخ سوف يسجل لهم هذا والدنيا تدور بطبيعتها ولا يأمن أحد عقباها حيث نراهم في خضم هذه الأزمة الدامية والعصيبة من حياة المواطن العراقي يقفون بالضد من عملية التغيير ولو مجرد التفكير بها من قبل ساستهم حيث وضعوا مصالحهم فوق كل اعتبار والحرص على مقاعدهم ومكتسباتهم بعيدا عن معانات الشعب العراقي وشعبهم كذلك . أن الموقف الموحد الذي يحتاجه الشعب العراقي من كل الخيرين وأصحاب الرأي السديد والحكمة أن يصب في مصلحة الشعب ومطالبه المشروعة وأن يكون في مستوى الوعي والجدية لحقن الدماء وأبعاد الشعب العراقي عن أسوء المخططات المحتملة القادمة عندما تتدخل جهات خارجية على الخط ضد أرادة الجماهير فقد كان موقف الإقليم لشمال العراق مصرا في التمسك بمغانم السلطة وشغلهم الشاغل . عليهم الآن اتخاذ موقفا موحدا ومتوازيا مع الخط الجماهيري الرافض للعملية السياسية العرجاء التي أضرت بالبلد على مدى السنين الماضية والوقوف مع ما يحتاجه الشعب العراقي وجماهيره المنتفضة في الشوارع للحصول على مطالبهم الشرعية وبعدها لكل حادثة حديث عندما تستقر الأمور لا أن يصطادوا في مياه السياسة العكرة والآسنة وفي المحن والعيش على الأزمات السياسية والاقتصادية حيث نراهم يقفزون على جراحات الشعب العراقي ومقدراته المسلوبة منهم للحصول على ما يريدون في تحقيق رغباتهم الضيقة في نظر الآخرين وبأقل التضحيات . فليعلم الجميع أن الكل في سفينة واحدة الجماهير كانت أو السياسيين فهم معرضون للغرق حين تشتد العاصفة وهياج البحر وأمواجه ))