19 ديسمبر، 2024 12:03 ص

حتى لا يصنع طاغوت جديد …

حتى لا يصنع طاغوت جديد …

ما مر به العراق من عهود دكتاتورية قمعية ظالمة هي نماذج لانظمة يجب ان تتوقف ولا تتكرر بالمستقبل. وهذا ما لا يمكن تحقيقه من غير بناء دولة قائمة على نظام المؤسسات وصياغة القوانين الجيدة التي تحافظ على العدالة الاجتماعية وتوازن بين حرية الفرد والمجتمع ،وليس القيادات والزعامات والخطوط الحمراء بحجج واهية منها استثنائية المرحلة او ظروف الدولة بمسميات زعيم المنبر وقائد الاصلاح وحامي العرض وشيخ المجاهدين والشيخ الامين وغيرها من مسميات التطبيل والتجهيل للمجتمع والتي اشرت بالسماح لصناعة طواغيت جدد بعد ان اقتصرت على طاغوت قبر بالامس القريب .تلك الثقافة التي تنشر بالمجتمع عن الدكتاتوريات الجدد التي جعلت الوطن قزم امامهم وضياع كامل لهيبة الدولة.
حين يرث نظام ما كامل الاجهزة القميعة للنظام السابق مع بعض التعديلات والترقيعات او ينشيء نفس الاجهزة بمسميات جديدة وقمعية اشد فانه سينتهج نفس نهج ذلك النظام ان لم يكن اسوء منه .فما عهدناه بالنظام السابق وعبر ماكنته الاعلامية الهمجية ان يدين ويطلق كل اوصاف العمالة والخيانة على كل معارض له حين يرى مصلحة البلد غير ما يراها النظام ومما يؤسف ان تلك الحالة تكررت مرات عدة مع حكام اليوم بهمجية ووحشية اشد واقوى.
عندما تقف قوات مشبوهه قد صيغت لها قوانين خارج الاطر الدستورية منتهكة للدستور بسابقة خطيرة لم تعهدها حتى الانظمة الدكتاتورية نتيجة ما سميت بتوافقات المرحلة تقمع مظاهرات سلمية فهذا يؤشر الى امر خطير هو ان من يتحكم بالقرار العراقي ليست الحكومة بالمنطقة الخضراء والظاهرة للعيان بل هي قرارات واوامر سفارة اجنبية بات اغلب العراقيين يؤشرون ذلك، وما الحكومة المتمثلة بعادل عبدالمهدي الا دميه من دمى مسرح عرض العرائس لتلك السفارة التي اجادت لعب دور المتحكم بالقرار العراقي اكثر واكثر عبر ذيولها كمصطلح متداول اليوم بكثرة فمرة عبر مصلحيها الفاسدين ومرة عبر وكلاء رجعياتها بخطب رنانة تحمل التواقيع المقدسة بمواخير موخراتهم ،ليصل بنا الامر اننا لم نعهد ان سمعنا من مثل هؤلاء الذيول وهم يدعون لها بالتوفيق ليل نهار والويل والجحيم للعراق بحرب اهلية سيكتوي بها ابناء الوسط والجنوب .

علي الكافر ( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله ..)