خاص : كتبت – هانم التمساح :
فسر الأكاديمي الجزائري والمستشار السابق للرئيس، “صدام حسين”، خروجه من قائمة المرشحين المحتملين لرئاسة “الجزائر”، كما تحدث عن علاقته بالرئيس العراقي الراحل، “صدام حسين”، وكشف المترشح الحر، “أحمد شوتري”، أنه صادف عدة عراقيل نغصّت عليه إيداع ملف ترشحه للرئاسيات بالرغم من جمع التوقيعات، وقال أنه نوى المشاركة في الإستحقاق الرئاسي المزمع إجراؤه، في 12 كانون أول/ديسمبر 2019، بشكل جاد.
وأشار إلى أنه إستوفى النُصاب القانوني المطلوب في عملية جمع التوقيعات للدخول في الحملة الانتخابية لتحقيق جملة من الأهداف.
وأوضح “شوتري”، أنه لم يتمكن من إيداع ملف ترشحه لعدة أسباب؛ أهمها التأخر في الإعلان عن نية الترشح لمدة أسبوعين كاملين، نظرًا لعدة عراقيل أبرزها عراقيل مادية.
“شوتري” يحكي تفاصيل لقائه بـ”صدام حسين”..
وقال “أحمد شوتري”، إن آخر اجتماع له مع الرئيس العراقي الراحل، “صدام حسين”، كان قبل العدوان بتسعة أيام. وقال: “كان اجتماع للبعثيين من قيادات الحزب، وأطلعنا على كافة التفاصيل، وأنه علينا الاستعداد لمقاومة العدوان، كما أطلعنا على المبادرة الروسية في ذلك الوقت، حيث سعت روسيا لموافقة صدام حسين على مشروع المبادرة الذي كان يتضمن عدم ترشح صدام للانتخابات مرة أخرى؛ وإجراء إصلاحات، إلا أن صدام حسين شكر الجانب الروسي، وأخبرهم بأنه لا يثق في الجانب الأميركي”.
وتابع أن “صدام حسين” قال إنه يمكنه التعاطي مع المشروع والرؤية؛ إذا كانت “الولايات المتحدة” صادقة في التعاون وعدم التدخل السلبي وفرض الوصاية، وأن ذلك يتنافى مع أهداف “الولايات المتحدة” في المنطقة.
مضيفًا: “أما الآن فنحن نرى المشروع الأميركي القديم؛ المتمثل في السيطرة على المنطقة بسبب الثروة النفطية عصب الحياة الصناعية في العالم، خاصة في ظل تراجع المخزون الأميركي، ومنافسة أوروبا والصين وروسيا، وهو ما يدفع الولايات المتحدة للإبقاء على سيطرتها على الدول العربية الغنية بالنفط”.
لماذا خرج “الشوتري” من سباق الرئاسة الجزائري ؟
وعن أسباب خروجه من سباق الرئاسة، يقول “الشوتري”: “بالإضافة إلى قلة الإمكانيات المالية، والإصطدام القوي بالإدارة على مستوى البلديات في الكثير من الولايات، فإن بعض البلديات إنحازت لمرشحين دون آخرين، مما حرمنا من توقيعات الكثير من المؤيدين والأنصار خلال ثلاثة أسابيع”.
وأفاد “شوتري”: “تم جمع حوالي 37 ألف استمارة من خمسة وثلاثين ولاية، غطينا منها 15 ولاية كاملة وصلنا فيها إلى النصاب القانوني”.
وأكد المترشح الحر، أن المشاركة في هذه العملية يمكن الإستفادة منها في الجولات القادمة، ولا يمكن اعتبار عدم المشاركة خسارة.
ووجّه كلمة للشعب الجزائري داعيًا من خلالها؛ إلى التحلي بمزيد من روح المسؤولية والوعي، والشعور بخطورة الوضع في “الجزائر”، وكذلك الإبتعاد عن اللامبلاة ونبذ روح الإتكال وانتظار التغيير بدون المساهمة فيه.
وفي 19 أيلول/سبتمبر الماضي، شرعت اللجنة العليا للانتخابات في “الجزائر”، في توزيع استمارات جمع التزكيات للراغبين في الترشح للرئاسيات.
من هو “شوتري” ؟
انتسب الدكتور “أحمد شوتري”، إلى “حزب البعث العربي الاشتراكي” وهو تلميذ في السنوات الأخيرة من مرحلة دراسته الثانوية، عام 1972، ليصبح فيما بعد عضوًا بصفة رسمية بالحزب بعد سنتين من ذلك، في العام 1974.
ويُعتبر “شوتري” من المؤسسين لـ”حزب البعث العربي الاشتراكي”، بـ”الجزائر”، في بداية السبعينيات من القرن الماضي، حيث ساهم بشكل كبير في نشر أفكار الحزب في وسط الشباب ونظم العديد منهم، وتدرج في السلم الحزبي حتى أصبح أمينًا عامًا للحزب وعضوًا قياديًا على المستوى القومي.
وقال “شوتري”: إنّ “دوافع ترشحه للرئاسات المقبلة تقوم على نشر فكر ومباديء حزب البعث الاشتراكي، في ظل وجود تيار عروبي قومي كبير في الجزائر”.
و”حزب البعث الاشتراكي”، هو حزب قومي عربي يتبنى الفكر الاشتراكي، وظل يحكم “العراق” حتى الغزو الأميركي للبلاد، في 2003، وإعدام رئيسه، صدام حسين”، من قِبل القوات الأميركية، عام 2006.
وأضاف “شوتري”، وهو أستاذ بكلية الإعلام في جامعة “الجزائر”، (العاصمة): “أترشح بصفة حرة، والفرصة الآن مواتية بعد أن منع النظام السابق، (يقصد نظام الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة)، الحزب من النشاط”.
واستطرد قائلًا: “الحزب الآن غير معتمد، لكنّه يمتلك قاعدة شعبية في البلاد، وتشمل 30 محافظة، فضلًا عن شعبيتي في الجامعة لدى الطلاب والأساتذة”.
وبخصوص برنامجه، أوضح “شوتري” أنّ عنوان مشروعه: “من أجل بناء المجتمع والدولة”، ويتركز على “بناء هيكلة الدولية وفقًا لأسس علمية وقانونية”.
وشدد على أنّ مشروعه “يؤكد على اللحمة الاجتماعية بين الجزائريين؛ ويحافظ على هويتهم القائمة على العروبة والإسلام والأمازيغية”.
وأضاف، في حديث لشبكة (سبوتنيك) الروسية؛ أن “روسيا” قد تكون من الدول الرئيسة فى علاقاتنا، خاصة أن أسلحة الجيش الجزائري كلها روسية، كما أن العلاقات (الروسية-الجزائرية) تاريخية، وأضاف: “سأعمل على تطوير العلاقات مع روسيا في جميع المجالات”.
وأشار المتحدث، الذي ينحدر من محافظة “برج بوعريريج”، شرقي “الجزائر”، إلى أنّه كان مستشارًا للرئيس العراقي الراحل، “صدام حسين”، من 1993 إلى 2003.
وغيرت “الجزائر” نظامها الانتخابي بالكامل، إذ نزعت كافة صلاحيات تنظيم الانتخابات من الإدارات العمومية، (وزارات الداخلية والعدل والخارجية)، ومنحتها للسلطة المستقلة للانتخابات المستحدثة مؤخرًا، وزكى أعضاء السلطة، (الهيئة)، وعددهم 50، وزير العدل الأسبق، “محمد شرفي”، (73 عامًا) رئيسًا لها.
وشرعت هذه الهيئة في التحضير لانتخابات الرئاسة المقررة، في 12 كانون أول/ديسمبر المقبل، وستتكفل بكل مراحل الإعداد لها وإعلان نتائجها الأولية.
وحتى الإثنين، فاقت طلبات الترشح للرئاسة بـ”الجزائر” 100 شخص أغلبها لمستقلين مغمورين.