18 ديسمبر، 2024 11:10 م

المنتدى العراقي للنخب والكفاءات يغرد خارج السرب!!

المنتدى العراقي للنخب والكفاءات يغرد خارج السرب!!

أخبرنا التاريخ أن للنخب والكفاءات دورا أساسيا في صناعة الثورة أو العمل على إطلاق شرارتها، وإحداث التغيير المنشود ومن ثم تسلّم زمام الأمور، لكن كفاءات العراق ونخبه ممثلين بمنتداهم، خرجوا عن هذه السياقات التاريخية تجاه انتفاضة تشرين.
صحيح أن انتفاضة تشرين عفوية وشعبية، وليس لها قيادة حتى الآن، بل وفاجأت النخب وسبقتها، لأن الأخيرة -النخب والكفاءات- أساءت فهم الواقع السياسي العراقي، لابتعادها عن هموم الشعب والتهائها بتكوين “مملكة” خاصة بها، همها الشكليات على حساب قضايا الوطن، وهذا للأسف حال المنتدى العراقي للنخب والكفاءات، الذي آثر التزام الصمت وغض النظر عما يجري من أحداث وتطورات في الساحات.
ففي غمرة انتفاضة تشرين المباركة التي يقودها شباب العراق في بغداد ومحافظات الفرات الأوسط والجنوب، كاسرين قيد الطائفية التي وضعتها أحزاب الإسلام السياسي، رافعين راية واحدة تعبر عن وحدة العراقيين، رغم كل ما واجهوه من قمع وحشي راح ضحيته الاف الشباب بين شهيد وجريح، إلا إن موقف “المنتدى العراقي للنخب والكفاءات” من الانتفاضة أقل ما يقال عنه مشين، حيث لم يكلف نفسه باتخاذ موقف يوازي وقفة الشباب بصدورهم العارية، وهم يواجهون رصاص الغدر لاستعادة العراق من مخالب ثلة عاثت فسادا في مقدرات البلد وأرهنته لإيران، ولم يكتفِ بذلك بل رفض الحديث بهذا الشأن، رغم الحاحنا نحن أعضاء “لجنة الثقافة والإعلام والفنون”، ما تسبب بخروج عدد من الأعضاء المهمين، وتمادى في ذلك، حيث حجب النشر في المجوعة واختصرها على المشرفين فقط، بعد أن أصدرت اللجنة بيانا عبرت فيه عن تأييدها المطلق وتضامنها مع انتفاضة الشعب العراقي، ضد الظلم والجور والفساد.
والغريب في الأمر أن الأمانة العامة رغم أنها تضم شخصيات مشهود لها بالمواقف الوطنية، تبرأت من بيان لجنة الثقافة والإعلام والفنون، واعتبرته مزايدة على المنتدى، وهذا موثق بكتاب صادر عنها، بحجة واهية مفادها أن المنتدى أكاديمي وليس له علاقة بالسياسية.
هذا الموقف أقل ما يقال عنه إنه لم يرتقِ إلى حجم المسؤولية الوطنية والأخلاقية، تجاه قضايا الوطن، وبات لا يمثل إلا نفسه، ويدل على أن المنتدى ممثلا بأمانته العامة يفتقد النضج الوطني والنزاهة، وأصبح جزء من الواقع المطلوب تغييره، لاصطفافه إلى جانب الحكومة، التي تسببت بإراقة دماء الشباب العراقي الذي يصبو إلى التغيير، وهذا خروج عن السياقات التي تحدث عنها التاريخ.
التاريخ سيجل أن “المنتدى العراقي للنخب والكفاءات” سلك طريقا تائهة، وفقد البوصلة، وفشل في أن يكون جزء من انتفاضة تعيد للعراق بكل شرائحه اعتباره وهيبته، كما سيجل التاريخ، أن الجيل الذهبي الذي يقود الانتفاضة، قد تجاوز كل هذه النخب والكفاءات، وهو يقود مرحلة التغيير المنشود.