23 نوفمبر، 2024 12:57 ص
Search
Close this search box.

بلاد الدم أوطاني

لم يكن شعار(أمة عربية واحدة .. ذات رسالة خالدة ) الذي تم رفعه بعد تقسيم الوطن العربي بين مجموعة من العوائل المتنفذه آنذاك ذات الولاءات الخارجية بعد ضعف الدولة العثمانية واضمحلالها إلا من شعور بالانهزامية، ووعد غربي بالاستقلال عن تلك الدولة التي ضعفت.. لكنها ما كانت إلا خطوة أُولى نحو التقسيم والتمزيق؛ فهذه الخارطة العربية بهذه الأسماء ما وُضعت إلا بمصلحة غربية تضمن لهم نهب ثرواتها.. وما زال النَّهب على أشدِّه حتى الساعة. لكن هل سيبقى الحال على ما هو عليه؟ الواقع يقول لا؛ فخطوة «القومية العربية» تنسحب رويدًا رويدا لخطوة «الإقليمية».. فشهدنا تقسيم السودان.. ونشهد مطالبة الأكراد في العراق وسوريا بدولة كُردية.. ناهيك عن الانقسام المجتمعي والطائفي الذي يُشكِّل خطورة كبيرة على وحدة سوريا والعراق، وبالأمس سيطرت قوات الحزام الأمني الداعية لانفصال جنوب اليمن عن شماله والمدعومة إماراتيًّا على مدينة (عدن) الجنوبية.. ونلحظ هذه الحرب القائمة في ليبيا أيضًا.. ولم تعد الأمور في السعودية الكبرى سياسيًّا كما كانت عليه. وربيبة (أمريكا) وطفلتها المدللة في المنطقة (إسرائيل) على وشك إعلان صفقتها الاحتلالية الكاملة بدعم بات واضحًا بشكل مخزٍ من دول عربية. لهذا أكره الخارطة العربية؛ لأنها وُضعت أصلا بالدماء.. ليس ذلك وحسب، بل نحن مُقدمون على خارطة دموية جديدة تُفرِّق بيننا بشكل أكبر، كما فرقت قبل ذلك إن لم نعِ من يُريد هذا، ومن يخدم كل هذا، فقد نكون نحن أول من يخدم هذا التمزيق؛ بتلك الغفلة الفكرية التي تورث الأجيال قصيدةً جديدةً عنوانها: «بلادُ الدَّمِّ أوطاني».
ودائما نسمع من العرب أنهم يدعون إلى وحدة كل الوطن العربي والحفاظ على شرعيته، لكن يصعب على الشعوب فك طلاسم أفعال بعض العرب لتتوافق ووحدة البلدان العربية والحفاظ على شرعيتها، والأمثلة كثيرة منها نجد أن العراق بعد أن أرسلوا له داعش التي كادت أن تسيطر على بغداد حيث شارك بعض العرب بالتخطيط ودعم انفصال كردستان العراق عن بغداد ولولا تدخل ودعم تركيا وإيران لتم الانفصال.
مصر : دعم بعض العرب الانقلاب على الشرعية المصرية ورئيسها محمد مرسي الرئيس المنتخب بنزاهة أشاد بها المصريون والعالم.
فلسطين : دعم بعض العرب صفقة القرن والتطبيع وغدر الدماء التي سالت من أجل الدفاع عن فلسطين والأقصى بالسكوت عن سرقة القدس.
سوريا : نجد بعض العرب كانت ردة فعلهم إزاء اعتراف ترامب بالجولان لإسرائيل لا تتعدى التمويه بطعم الموافقة.
ليبيا : منذ سقوط ألقذافي انقسم العرب إلى قسمين فمنهم من دعم ثورة الشعب الليبي ومنهم من عمل على خلق ثورة مضادة للشعب الليبي، وبعد أن نجحت الأمم المتحدة في تشكيل حكومة توافق شرعية في طرابلس دعم بعض العرب حفتر للانقلاب عليها ومحاولة احتلال طرابلس العاصمة.
اليمن : هب بعض العرب لنجدة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من انقلاب الحوثي ولصد التمدد الإيراني وبعد خمس سنوات من الحرب شهدت خلالها قتل اليمنيين وتدمير البنية التحتية نجد نفس العرب الذين هبوا لدعم الانقلاب على الرئيس عبد ربه منصور هادي في عدن فسقطت بالفعل لدرجة أن وزير داخلية هادي قال : حلفاؤنا ذبحونا من الوريد إلى الوريد. وهكذا يمضون ونبقى.

أحدث المقالات

أحدث المقالات