لم يعد هناك سنة وشيعة بعد ان كشف الشعب اللعبة وانتفض على محتليه وأجرائهم ،فبعد ان قسموا الشعب منذ عقدين ومنذ ان جاء بهم العالم الحر ليؤسسوا العالم المستعبد في عراق القرن الواحد والعشرين ، صار للشعب طائفتان كبيرتان متنازعتان مرة خفية ومرة علنا ..وطوائف اخرى اقل تنازعا ، اوهموا الناس ان البلد لن يحكم الا بالطائفية ولن تحنو طائفة على اخرى كما كان في السابق ،، بل لن ينسى اي منهم انه من الطائفة..”الحاكمة” ! وماهي في الحقيقة بحاكمة ..بل هم الحاكمون باسم المحتل ،،وانه لن ينسى الاخر انه من الطائفة المهمشة ..وماهي بمهمشة ،،بل الكل مهمشون ..
جعلوا الشعب فريقين كبيرين يجلس احدهم تحت مسمى الشيعة والاخر تحت مسمى السنة !! ومن خلال التسميات فقط يبدا النزاع والحقد والثأر والتفكير بالغلبة .. فلا مواطنة متساوية ولا وطن كبير ،،وفريق يتخوف من فريق ويشكك به وبنواياه ..
حتى اذا قام الشعب ضدهم ضد سيدهم المحتل والفاسدين ،سرعان ماوجد الشباب انفسهم في وطن واحد فقط هو ساحة التحرير وليس هناك الا جماعتان لايميز بينهما الا المكان الذي وجدوا انفسهم به عشوائيا فهذه جماعة نصب الحرية وتلك جماعة المطعم النركي والاخرى جماعة حديقة الامة والرابعة جماعة النفق ..وهكذا ..والكل يساعد الكل ، والجميع يحبون الجميع ..فليس المطعم التركي الا مكان فيه عراقيون وليس نصب الحرية الا مكان حوله وتحته عراقيون ..لا يسال احدهم ولايدري من اي خلفية دينية او طائفية او قومية يكون الاخر ..وهكذا هو العراق قبل فاسدي الخضراء وهكذا عاد وهكذا سيدوم ..فتحية للمواطن ومجدا لوطن واحد .