21 ديسمبر، 2024 7:24 م

دوافع العداء قائمة .. فهل تسهم جهود الوساطة في تحسين العلاقات بين الرياض وطهران ؟

دوافع العداء قائمة .. فهل تسهم جهود الوساطة في تحسين العلاقات بين الرياض وطهران ؟

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

تسببت الإعتداءات التي استهدفت، عدة منشآت نفطية تابعة لشركة “أرامكو” السعودية، منتصف أيلول/سبتمبر الماضي، في توتر المنطقة؛ وأدت إلى توقف إنتاج نحو 6% من “النفط العالمي” وأجج التوترات بين “الرياض” و”طهران”، وهدد بإمكانية توجيه هجمات مضادة، إذ وجهت أصابع الاتهام حينها إلى “إيران”، لكن بعد شهر واحد استعادت “أرامكو” عافيتها وبات الحديث عن معاقبة “طهران” ضربًا من الخيال، وانتقل إنتباه العالم إلى ما يدور حول وساطة بين البلدين تستهدف تهدئة توتر العلاقات، لكن لا تزال الآمال بشأن مدى نجاح تلك الخطوة محدودة، بحسب صحيفة (الموندو) الإسبانية.

وصرح الأمير، “تركي أل فيصل”، بأنه ليس لديه أي معلومة بخصوص تواصل سري بين “السعودية” و”إيران”، وترى الصحيفة الإسبانية أن الدبلوماسي المخضرم وسفير المملكة السابق لدى “الولايات المتحدة” و”بريطانيا”، والرئيس الأسبق للاستخبارات العامة السعودية، تمكن بهذا من التهرب من الإجابة على سؤال حول ما يحدث في الكواليس.

الرياض وطهران عبرا عن ترحيبهما بالحوار..

أضافت الصحيفة أنه بمجرد إنتهاء لحظة الصدمة الأولى، عقب وقوع الإعتداءات، لم تظهر “واشنطن” أو “الرياض” أي رغبة في فتح صراع جديد مع “طهران”، وكان البديل المتاح هو إمكانية الحوار مع العدو، لم يكن الأمر يتعلق بمجرد استنتاج؛ وإنما كانت هناك إشارات ودلائل؛ إذ صرح ولي العهد، والحاكم الفعلي للمملكة، الأمير “محمد بن سلمان”، بأن الحل السياسي والسلمي أفضل من المواجهة العسكرية.

على الجانب الآخر، جاء الرد الإيراني واضحًا؛ إذ صرح رئيس البرلمان، “علي لاريغاني”، بأن أبواب “إيران” مفتوحة؛ وأكد على أن الحوار (السعودي-الإيراني) من شأنه أن يسهم في حل كثير من المشكلات السياسية، وتلك التي تخص أمن المنطقة، وفي نفس الأثناء تقريبًا كشف “العراق” عن بدء فتح قناة سرية للتواصل بين “الرياض” و”طهران”، واليوم تشير الزيارات المتتالية للرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين” إلى المملكة، ورئيس الوزراء الباكستاني، “عمران خان”، إلى “إيران” ثم إلى المملكة؛ إلى رغبة الوساطة.

ثمة أسباب تدفع إلى مواصلة العداء..

يبدو المراقبون حذرين، وأوضح الباحث بمركز “كارنيغي” للسلام الدولي، “مارك لاينش”، أن مواجهة “إيران” يُعد جزءًا أساسيًا في القومية المتشددة التي يستغلها، الأمير “محمد بن سلمان”، من أجل تعزيز سلطته الداخلية، كما أنه على الجانب الآخر منح الانسحاب الأميركي من “الاتفاق النووي”، السلطة الإيرانية، أكبر دعم حصلت عليه خلال سنوات، لذا فإن “الرياض” و”طهران” لدى كل منهما أسبابه الخاصة التي تجعله يفضل المواجهة على التقارب.

تسوية الخلافات بديلًا للتقارب المستحيل..

وهناك إجماع على أنه من الصعب تحقيق أي تقارب بينهما في ظل عدم إعتراف كل نظام منهما بشرعية الآخر، ومع ذلك، ثمة احتمال أن يسهم الحوار في تقليص خطر حدوث إعتداءات جديدة، وربما يؤدي إلى تجميد الحرب في “اليمن”.

وأشار مؤلف كتاب (المملكة العربية السعودية على الحافة)، “توماس ليبمان”، إلى أن: “الدولتين لدى كل منهما رؤية لا تقبل المساومة بشأن مستقبل الشرق الأوسط، لا يرغب أي منهما في حرب كاملة، لأن الفوز غير مضمون، ومع ذلك، لا يمنع هذا إمكانية التوصل إلى تسوية بشأن الأمور المختلف عليها”، ومن بينها؛ حرب “اليمن” و”الاتفاق النووي” الإيراني والدعم الإيراني لعدد من الجماعات في المنطقة.

وخلال ندوة عُقدت في “أبوظبي”، بـ”الإمارات العربية المتحدة”، لمناقشة عدد من القضايا الإقليمية، الأسبوع الماضي، اتفق الأكاديميون والدبلوماسيون على أن حالة العداء بين البلدين قد تستمر حتى المستقبل القريب، وصرح أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة “الوطنية الإيرانية”، “محمود ساريوغلام”، بأنه: “لا يرى أي احتمالية تشير إلى إمكانية حل الخلافات بين إيران وجيرانها، لذا يجب التركيز على طرق إدارة الصراعات”.

وختامًا، يبدو أن المواقف المتناقضة بشأن مستقبل الشرق الأوسط تعرقل التوصل إلى أكثر من الاتفاق على تخفيف حدة التوتر بين “المملكة العربية السعودية” و”طهران”، لكن هل هناك احتمالية أن تتمكن جهود الوساطة من تعزيز الحوار بشكل حقيقي بين البلدين ؟.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة