لبى الوقفان الشيعي والسني ، دعوة رئيس الحكومة نوري المالكي لاقامة صلاة موحدة بين ابناء المذاهبين ، وعلى الرغم من إن الوقفين الشيعي والسني تفاعلا بصورة كبيرة مع هذه الدعوة وحاولا جهد امكانهما لترجمتها على ارض الواقع ، لكن بتصوري هذا لايكفي ، فالصلاة اختزلت في جامعين محددين ولمصليين معروفيين ولم تعمم في جميع المساجد الكثيرة هذه الايام ، فماذا يمكن ان يفعله عشرات المصلين امام موج هائج من التطرف؟ ،
حقيقة الامر الصلاة الموحدة من الصعب لها ان تصبح حجر عثرة ومعيق امام مروجي العنف والقتل الطائفي ولايمكن لها إن تصل إلى بيت القصيد ، مايجري في البلاد باختصار الامر تحول من الخلاف بالرأي إلى مرحلة التصفية الفكرية، وهنا الكارثة! . الدعوة الحكومية للاقامة الصلوات الموحدة ممكن ان تسهم في الايحاء إلى بعض الجهات او الدول الاقليمية بانه لامشكلة عميقة في البلاد لكنها لاتعالج قلب الازمة ، يخطأ من يتصور أن الخلافات عميقة بين السنة والشيعة ، لا علىى العكس ، هناك مشتركات عديدة بين ابناء المذهبين منها الزيجات و العشيرة و العمل والسكن و العلاقات الاجتماعية و الدراسة ،وفوق كل هذا الارض، كل تلك المشتركات وغيرها اصبحت موانعاً رئيسة لاشعال حرب اهلية معلنة بمعناها المعتاد،لكن المشكلة بالفعل عميقة بين متطرفي الشيعة و السنة مصحوبة بغطاء سياسي لئيم .
مااودّ الاشارة إليه بانه، لو استمرت هذه الصلوات (اي الموحدة) لسنوات عديدة فإنها لن تستطيع على الاطلاق تجفيف منابع التطرف في البلاد،لانه ببساطة قد يتصافح المتطرفون من كلا الفريقين في الصلاة الموحدة لكنهما يفكران في تصفية احدهما الاخر حال ان تنتهي هذه الصلاة .
المرحلة بحاجة إلى حلول جذرية وجدية تتبناه المدارس الدينية في مكافحة وباء التطرف الديني الذي سعت إليه جهات وعملت بخطط مدروسة على تغذية وتعزيزه منذ سنوات طويلة ، ونجحت جزئيا في تحويل الخلافات الدينية الى منتجة للعنف ومسببة في تفكيك المجتمع .
قد يسأل سال ماالحل؟ ،ارى بان الحل بسيط جدا ، وسهل مجرد ان تسعى الجهات الدينية لتطبق قول ب امير الانسانية الامام علي عليه السلام (13 رجب 23 ق.هـ/17 مارس 599م – 21 رمضان 40 هـ/ 28 فبراير 661 م) بجدية بأن الناس صنفان امام اخ لك في الدين او نظير لك، ربما يرى البعض بان هذا الحديث غير ممكن تطبيقه اليوم بعد موجة العنف في السنوات الماضية ، لكن اعتقد ان الوقت مازال امامنا ويمكن ان نعالج التطرف الديني عبر توسيع دائرة الحوار الفكري واذابة جليد الخلافات على الروايات التأريخية ، والعمل على تخريج ائمة مساجد ورجال دين لديهم قناعة كاملة بانه لافائدة مرجوة من تجنيد بعض الشباب في نشر افكار متطرفة تلغي الحوار وتوسع دائرة العنف في البلاد بلا ضرورة .
ملخص القول أن الله سبحانه وتعالى كتب أن يعيش في العراق السنة والشيعة سوية وبسلام ، ومهم أن يستوعب(رجال الدين من كلا الطرفين ) بإنه لايمكن للشيعي ان يعيش وحده في العراق ولا السني كذلك ، مهما كان حجم المصالح الاقليمية او الداخلية او السياسية وأن الخاسر الوحيد هم العراقييون وحدهم لاغير .