19 ديسمبر، 2024 12:48 ص

الإعلام الوطني الشعبي….. بمواجهة الإعلام المليشياوي

الإعلام الوطني الشعبي….. بمواجهة الإعلام المليشياوي

يقول: الدكتور – علي الوردي – ( 1995-1913) عالم الاجتماع العراقي المعروف في كتابه – دراسة في طبيعة المجتمع العراقي – (( إن من أهم العوامل الفعالة التي ساعدت على استفحال ازدواجية الشخصية العراقية هو ما اتصف فيه أهل العراق من ميل للجدل وولع به.. الواقع إن النزعة الجدلية كانت ولا تزال قوية في العراق ولعلها أقوى فيه منها في إي بلد عربي أو إسلامي أخر)).
هذا القول ينطبق اليوم على الخطاب الإعلامي لدى الكثير من بعض الفضائيات العربية والعراقية التي انتهجت خطاب التضليل السياسي وإثارة الفتنة بين الطوائف والقوميات العراقية لتغريرهم وتجهيلهم بعيدا عن لغة العقل باعتبارها لغة مفضلة في خطاب الوعي ومقبولة عند الجميع.
إن مشكلة الخطاب الإعلامي لدى أصحاب التوجهات الطائفية هي الحالة العاطفية الطاغية على هذا الخطاب والحالة الشعارية وحالة الانغلاق على الرأي الأخر بعد رفضه رفضا مطلقا إلى حدود التكفير واستباحة الدماء التي حرمها الله تعالى , وكما هو معروف إن العاطفة جزء ضروري من خطاب الجمهور ولكن من الخطاء الاقتصار على لغة العاطفة في خطاب الجمهور ولا بد من استخدام لغة العقل واحترام ثقافة الأخر وتقبلها بصدر رحب , كذلك احترام شهدائه الذين يقدمهم يومياً فداً للوطن والدين وإطلاق عبارة شهيد عليهم بدل من قتلى و ضحايا.
إن ثمة إخطار وضلالات تنشى عن الخطاب الإعلامي , مثلا خطر التفكير بالكلمات الببغائية وخطر الكلام الفارغ الذي تطلقه بعض الفضائيات العراقية والعربية المشبوهة.
كما إن هناك مجموعات سياسية وإعلامية تتظاهر بالحرص على الديمقراطية وحقها في النقد عندما يكون من مصلحتها شَهر هذا السلاح خصوصاً عندما تكون في موقع ادني , تعاني فيه تسلطاً وضغوطا من الموقع الأعلى لكنها سرعان ما تتنكر لهذا الحرص عندما تنتقل إلى الموقع الأعلى ويرفع عنها كابوس الضغط لتمارس تسلطا يفوق التسلط الذي تعرضت له وتكمم الأفواه التي تحاول النقد وتستهدف ذكر الأخطاء لان الكثير منهم لم يتعود ألا على رؤية السلبيات والشك في كل تصرف والتعامل مع المواقف من خلال نظرة مدانة تفترض النوايا السيئة بالآخرين .
إن للمثقفين اليوم أدباء كانوا ومفكرين دورا أساسيا في بعث نهضة ثقافية وطنية شاملة تتناول تعديلاً جوهرياً للمفاهيم العامة وطرائق التفكير والتصرف وهذا الدور هو الذي يجب إن يرسموه بأيديهم وان يشرعوا بتنفيذه على غير تمهل أو تأجيل لان عليه تبنى محاولة التحرر الصادق لشعبنا الأصيل المستعد للتحرر من الأفكار البالية التي غزت العراق من دول الجوار وأرادت بناء – أمارة داعشية -على غرار أمارة طالبان في أفغانستان .. لنشر الفوضى والعمليات الانتحارية والقتل على الهوية تحت راية علمهم الأسود المتمثل بسواد بصيرتهم, وما هو ألا صراعاً بين القوة والضعف وبين العلم والجهل في ادني منطق صحيح.
فعلى إدارات الفضائيات العراقية تلك إن يتقوا الله في الخطاب ولا يبتغوا مرضاة طوائفهم وأحزابهم ومليشياتهم المسلحة بالسلاح الأجنبي , فقد يكون فيهم من يستجيب للشعار والعاطفة وقد يكون الخطاب الطائفي والشعاري أسرع قبولاً في وسط الجمهور ولكنه خيانة للوطن وللدين نفسه.
وأخيرا أقول : لقد قُتل رأس الأفعى البغدادي في سوريا , وذهب إلى جهنم وبأس المصير , وظهر بغدادي أخر في بغداد يتوعد العراقيين بالقتل الجماعي وخصوصا أهالي محافظ ميسان (365جنوب شرق بغداد ) أكثير من نظيره الأخر ( أخذها مربع ) كما يقول , هذا المليشياوي مدعوم من دولة مجاورة تمده بالسلاح والمال وعليه بالرجال , هؤلاء هم أبناء الوسط والجنوب الفقراء ممن أرسلهم إلى سوريا للقتال هناك تحت حجة حماية مقام السيدة زينب ( عليها السلام ) والعكس صحيح.. وأذكره بقول الشاعرة الميسانية ( الكوالة ) أم ريحان ( رحمها الله ) حينما رددت أهزوجتها الرائعة في ستينيات القرن الماضي في أحد المأتم ( الفاتحة ) حينما قُتل أحد أفراد العشيرة قالت : ( أشجابك للسم تلعب… السم مضغتنه ونلهم بيه ) .
وأخيرا أقول : وسيرى الداعشيون الجدد وأعوانهم أي منقلب ينقلبون ؟.