16 ديسمبر، 2024 6:34 ص

بين الرغبة في زيادة ميزانية الجيش وتأليب العالم عليها .. إسرائيل تعظم مخاوفها من التوسعات الإيرانية !

بين الرغبة في زيادة ميزانية الجيش وتأليب العالم عليها .. إسرائيل تعظم مخاوفها من التوسعات الإيرانية !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في إطار محاربة “إسرائيل” لتوسعات “إيران” في الشرق الأوسط، تصاعدت في الفترة الأخيرة حربًا كلامية بدأت من جهة “إسرائيل” ضد “إيران”؛ اشتعل خلالها الحديث حول قرب اندلاع الحرب، بدأها رئيس هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي، الجنرال “أفيف كوخافي”، محذرًا من اندلاع مواجهة عسكرية قريبًا بين الدولة العبرية و”إيران”، محذرًا من العواقب الوخيمة المحتملة لها.

وأشار “كوخافي”، في تصريحات صحافية أدلى بها الخميس الماضي؛ إلى أن سيناريو الحرب بين “تل أبيب” و”طهران” أصبح أكثر واقعية في ظل “التغيرات في الشرق الأوسط”، لافتًا إلى أن الوضع عند حدود “إسرائيل” مع “سوريا” من جهة؛ ومع “لبنان” من جهة أخرى؛ “هش ومتوتر وقد يتدهور إلى معركة على الرغم من أن الأعداء لا يرغبون في الحرب”.

وشدد على أن الجبهة الشمالية هي التحدي الإستراتيجي الرئيس لـ”إسرائيل”، بسبب التموضع العسكري الإيراني في “سوريا” ومشروع “طهران” لتزويد “حزب الله” اللبناني بالصواريخ عالية الدقة.

وعرض خطة جديدة طويلة الأمد تشمل إقتناء معدات قتالية ذات قدرة تدميرية وتحسين الوسائل الدفاعية للتصدي للطائرات المُسيرة في المنطقتين الشمالية والجنوبية.

تحذيرات جدية..

وأيد قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، (المخابرات العامة “الشاباك”، والمخابرات الخارجية “الموساد”، والاستخبارات العسكرية “أمان”)، التحذيرات والتهديدات التي خرج بها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، “أفيف كوخافي”، حول خطر وقوع صدام حربي مع “إيران” وجبهات أخرى، مؤكدين أن هذه التحذيرات جدية، وأن “إيران” تطلق عدة إشارات على أنها تنوي تفعيل آليتها الحربية ضد “إسرائيل”؛ إما عبر عمليات مباشرة، أو عبر أذرعها في “لبنان وسوريا والعراق وقطاع غزة”.

ويبدو أن تأكيد القادة الأمنيين جاء ردًا على مصادر سياسية شككت في جدية حديث رئيس الأركان، قائلة إن مثل هذه التهديدات “موسمية تُطلَق عشية أي مناقشة للميزانية العسكرية، أو المطالبة بضرورة زيادتها”.

خطة دفاعية جديدة..

وبالتوازي، قال مسؤول عسكري إن: “رئيس الأركان، كوخافي، لا يريد أن تستمر الحرب المقبلة مدة 51 يومًا، كما حصل مع غزة عام 2014. أو حتى 34 يومًا، كما كان الحال في حرب لبنان الثانية سنة 2006. ولذلك فقد أمر الجيش بالاستعداد لتطوير قدراته، بحيث يستطيع تصفية قدرات العدو في ثلاثة محاور رئيسة: الأول هو مناورة متعددة الأبعاد، ويشمل قدرات استخبارية، وجوية، وتحت الأرض، و(سايبر)، وحرب إلكترونية. الثاني ويشمل توجيه ضربات متواصلة ودقيقة وواسعة، وليس ضربة أولى شديدة. والثالث يتعلق بالدفاع المتعدد الجوانب، ويشمل عقبات ودفاعاً جويّاً و(سايبر)”.

مؤكدًا المسؤول العسكري إن الخطة الجديدة تتضمن شراء معدات قتالية ذات قدرة تدميرية، وشراء الطائرات من دون طيار، ومعدات قتالية دقيقة، واستكمال أعمال الصيانة للأسلحة، بما في ذلك شراء قطع غيار، وتعديلات على نشر منظومة “القبة الحديدة” للدفاع الجوي، وتحسين الدفاعات لمواجهة طائرات مفخخة من دون طيار.

وحظيت تحذيرات “كوخافي” أيضًا بتأييد عدد من الخبراء العسكريين. فكتب المحلل العسكري لصحيفة (هاآرتس)، “عاموس هرئيل”، الجمعة الماضي، قائلاً إن الجولة آتية عاجلاً أم آجلاً، وذلك لأن جهود “إيران” لم تتوقف في نقل أسلحة دقيقة إلى “حزب الله” في لبنان، ونشر قواعد عسكرية في “سوريا”، إضافة إلى أسلحة متطورة في “سوريا” و”العراق”، رغم الغارات الجوية الإسرائيلية.

معادلة إيرانية جديدة والجولة وشيكة..

وذكر أن “طهران” لمحت، في عدة مناسبات، إلى أن “الحساب” لا يزال مفتوحًا مع “إسرائيل”، بسبب الهجمات السابقة، وقال إن “إيران” وضعت “معادلة” جديدة، ترد عسكريًا بموجبها على كل هجوم إسرائيلي، كما حصل في نهاية شهر آب/أغسطس ومطلع شهر أيلول/سبتمبر الماضي.

وأضاف أن الجولة القتالية المقبلة باتت وشيكة، وربما تحصل نتيجة إحباط “إسرائيل” لـ”خطة انتقامية” إيرانية، أو بسبب مبادرة الجيش الإسرائيلي إلى عملية ضد تعاظم القوة الإيرانية في مناطق نقل الأسلحة إلى “حزب الله”.

ولفت “هرئيل” إلى أن: “اللاعبين المركزيين في المفاوضات الائتلافية، الرئيس “رؤوبين رفلين”، و”بنيامين نتانياهو”، ورئيس “كحول لفان” المكلف تشكيل الحكومة، “بيني غانتس”، يكثرون الحديث بلهجة قاتمة عن تغيير حقيقي في الوضع الأمني، والتلميح بأن (المواطنين الإسرائيليين ليسوا مدركين لخطورة الوضع)”.

وكتب مراسل الشؤون السياسية والإستراتيجية لصحيفة (معاريف)، “طال ليف رام”، الجمعة الماضي؛ أن الخطة متعددة السنوات في الجيش باتت جاهزة، وفي مركزها تغيير بنيوي كبير، يريد الجيش تنفيذه، بما يتلاءم مع التغييرات في ميدان القتال، وتعاظم قوة العدو.

مضيفًا أن: “هذه التغييرات تتطلب أيضًا إضافة كبيرة على الميزانية بمليارات الدولارات. لكن قرار إضافة ميزانيات الجيش ليس بيد الجيش”.

القوات الإسرائيلية في حالة تأهب قصوى..

وكانت وسائل إعلام عبرية قد أفادت بأن حكومة “إسرائيل” تتخذ خطوات خشية من هجوم إيراني مباشر بواسطة صواريخ مجنحة أو طائرات مُسيرة.

ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، عن مصادر مطلعة لم تكشف عن هويتها؛ تأكيدها أن القوات الإسرائيلية في حالة تأهب قصوى بالفعل، تحسبًا لهجمات محتملة، مضيفة أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والعسكرية، (الكابينت)، يعقد اليوم الثلاثاء اجتماعًا غير مخطط له على خلفية التوترات القائمة مع “إيران”.

وذكرت الإذاعة أن هذه الإجراءات تأتي تحسبًا لهجوم إيراني مباشر محتمل ردًا على سلسلة حوادث استهدفت فصائل موالية لـ”إيران” في المنطقة، في الأشهر الأخيرة، نسبت إلى “تل أبيب”.

وسيكون اجتماع (الكابينت) المقبل، إن عقد، الثاني منذ بداية الشهر الجاري، إذ سبق أن بحث المجلس رفيع المستوى، في السادس من تشرين أول/أكتوبر 2019، التحديات الأمنية في ظل تحذيرات قادة البلاد من تهديدات متزايدة من قِبل “إيران”.

واستمر ذلك الاجتماع ست ساعات تقريبًا وتناول مبادرة رئيس الوزراء، “بنيامين نتانياهو”، لتعزيز الدفاعات الجوية الإسرائيلية بقيمة 290 مليار دولار، لرفع قدراتها على التصدي لصواريخ (كروز) التي تستطيع التحليق على علوٍ منخفض، بالإضافة إلى الصواريخ (الباليستية)، ما يجعل من الصعب رصدها.

ويأتي ذلك على خلفية فشل الدفاعات الجوية السعودية والأميركية، شهر أيلول/سبتمبر الماضي، في رصد الهجوم على شركة “أرامكو” والتصدي له، وحملت “الرياض” و”واشنطن”، “إيران”، المسؤولية عن الهجوم.

تهديد وجودي جديد..

في الوقت ذاته؛ حذر، أمس، الجنرال الإسرائيلي، “يتسحاق بريك”، في مقال نُشر مؤخرًا على مدونة (إنتاج المعرفة) على الإنترنت؛ من التهديد الإيراني لـ”إسرائيل”، مع تركيزه على تهديد الصواريخ التي يمتلكها “حزب الله”.

وجاء في مقالة “بريك”: “وفقًا لمصادر أجنبية ذات مصداقية عالية، يمتلك حزب الله حوالي 130000 صاروخ من جميع الأحجام، وأكثر من 10000 صاروخ ثقيل وصواريخ طويلة المدى، منها صواريخ دقيقة ومدجنة، بدقة تتراوح بين 1 و30 مترًا”.

وعن مدى الصواريخ التي يمتلكها الحزب، قال “بريك”: “يتراوح نطاق صواريخ الحزب ما بين 350 كم إلى 750 كم، حيث إن صاروخ (ذو الفقار)، الذي يصل مداه إلى 750 كم؛ يستطيع ضرب إيلات من الحدود (التركية-السورية)”.

وأعترف “بريك” بأنه: “لا يوجد دولة في العالم اليوم لديها استجابة عملياتية ضد هذه الكمية من الصواريخ. يكفي 1000 صاروخ من هذا القبيل لجعل إسرائيل منطقة كارثة.. هذا جزء صغير فقط من الصواريخ التي ستصل إلى إسرائيل من إيران”.

وخلافًا لكبار الضباط في السنوات الأخيرة، يرى “بريك” أن تهديد الصواريخ يمثل تهديدًا وجوديًا؛ “إنه تهديد وجودي جديد. ليست هناك حاجة للدخول إلى إسرائيل بريًا. إنه يكفي لجعلها منطقة منكوبة لا يمكن العيش فيها”.

وفقًا لـ”بريك”، توصلت “وزارة الجيش”، وإن كان بشكل متأخر، إلى نتيجة بأن “القبة الحديدية” لن تكون قادرة على التعامل مع الصواريخ التي ستطلق على “إسرائيل”.

أسباب فشل أنطمة “باتريوت” في التصدي للصواريخ..

وبسبب ذلك الحادث؛ يستمر الجدل بين الخبراء حول أسباب فشل أنظمة (باتريوت) الصاروخية الأميركية في التصدي للصواريخ والطائرات المُسيرة المهاجمة.

ونشر موقع (ديفنس نيوز) تقريرًا طرح فيه عدد من الخبراء فرضياتهم عن أسباب ما حصل ومدى قدرات منظومات الدفاع المتطورة على مواجهة تحديات جديدة ناجمة عن تطوير تكنولوجيات الطائرات المُسيرة والصواريخ العالية الدقة.

واعتبر المهندس في صناعة الصواريخ الرئيس السابق لنظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي، “عوزي روبين”، أن التحدي الرئيس في مثل هذه الهجمات لا يكمن في إسقاط أهداف مهاجمة؛ بل في رصدها أثناء تحليقها على ارتفاع منخفض.

وطرح السفير الأميركي السابق لدى “إسرائيل” والباحث في معهد دراسات الأمن القومي، “دانيال شابيرو”، أسبابًا عدة محتملة لفشل الدفاعات الجوية السعودية المزودة، (باتريوت)، في منع الهجوم، منها “تركيبة الإعتداء” نفسه، إذ قال “شابيرو” إن الهجوم تم بصواريخ، وإن أحدث الدفاعات الجوية والصاروخية قد تفشل في التصدي لهجوم ينفذ بعدد يكفي من صواريخ عالية الدقة.

إيران نصبت صواريخ من اليمن لمهاجمة إسرائيل..

وأختتمت التصريحات الإسرائيلية حول “إيران”، بما قاله رئيس الوزراء المنتهية ولايته، “نتانياهو”، أمس؛ من إن “إيران” بدأت نصب صواريخ دقيقة التوجيه في “اليمن” بهدف مهاجمة “إسرائيل” من هناك.

وأضاف “نتانياهو”، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخزانة الأميركي، “ستيفن منوتشين”، في “القدس”، إن “إيران” تسعى لتطوير ذخائر وصواريخ دقيقة التوجيه يمكن أن تضرب أي هدف في الشرق الأوسط بمحيط قدره 5 إلى 10 أمتار.

وتابع: “إنهم يطورونها في إيران ويريدون نشرها في العراق وسوريا وتحويل ترسانة لبنان، التي تبلغ 130 ألف صاروخ، إلى ذخائر دقيقة التوجيه … إنهم يسعون إلى تطوير هذا وبدأوا في نصبها في اليمن بالفعل؛ بهدف الوصول إلى إسرائيل من هناك أيضًا”، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.

حملة ضغط قصوى بالعقوبات..

وفي سياق متصل؛ أشاد “نتانياهو” بـ”الولايات المتحدة” لزيادتها العقوبات على “إيران”، وحضّها على مضاعفة تلك العقوبات.

من جانبه، رد “منوتشين” قائلاً: “لقد نفذنا حملة الضغط الأقصى، وقد نجحت، وهي تنجح حيث إنها تُوقف الأموال”.

وأضاف: “نحن لا نفعل هذا لإيذاء شعب إيران، نحن نفعل هذا لكي تُوقف إيران أنشطتها السيئة، وتصدير الإرهاب، وتُوقف سعيها لتطوير قدرات نووية وصواريخ، وسنستمر في زيادتها، (العقوبات)، أكثر وأكثر كما قلت”.

تهديد إيراني بتدمير إسرائيل..

في مقابل كل تلك التصريحات الإسرائيلية، حذر “مجتبي ذوالنور”، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، من أن إسرائيل “لن تعيش لمدة تزيد عن عشرين أو ثلاثين دقيقة” إذا إرتكبت “تل أبيب” أو “واشنطن” خطأ، بحسب صحيفة (ديلي اكسبرس) البريطانية.

وقالت الصحيفة، إن تصريحاته جزء من إستراتيجية الردع الإيرانية “الحرب غير المتماثلة” لردع “الولايات المتحدة” و”إسرائيل” عن استهداف “إيران”، وفق ما ذكرته القناة الإخبارية الإيرانية للقناة الخامسة.

وقال “ذوالنور”: “لقد استخدمنا إستراتيجية للحرب غير المتماثلة.. ماذا يعني هذا ؟.. هذا يعني جعل نقاط قوة عدونا غير فعالة أو أقل فعالية – الاستفادة من نقاط الضعف لديهم، لقد ركزنا وعملنا على هذه الأشياء، لقد خلق النظام الإيراني ردعًا”.

ليست هذه هي المرة الأولى التي يركز فيها “ذوالنور” على “إسرائيل” في خضم التوتر، قائلاً في وقت سابق من هذا العام: أنه “إذا أطلقت الولايات المتحدة النار على إيران، فسوف يتم تخفيض عمر إسرائيل”.

وحذر الآن “إسرائيل”، مرة أخرى، قائلاً إن الأفراد العسكريين الإيرانيين قادرون على تحريك مركبات جوية بدون طيار “عبر الإنترنت ويتتبعون كل تغيير في القوات الموجودة في القواعد الأميركية في المنطقة”.

واعتبرت الصحيفة أن رد “إيران” هو رد على اتهام “إسرائيل”؛ بأن “إيران” تقيم وجودًا عسكريًا دائمًا في “سوريا”.

سمحت قوات الدفاع الإسرائيلية بتوجيه ضربات جوية ضد ما يزعم الجيش أنه أهداف عسكرية إيرانية في “سوريا”، بينما تقول “طهران” إنها أرسلت مستشارين عسكريين فقط إلى العاصمة السورية، “دمشق”، لمحاربة الإرهاب.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة