مايشهده الشارع العراقي من اراقة لدماء الابرياء ونزيف الدم الذي لم يتوقف بعد، يقابله زيادة في اعداد الشهداء والجرحى والثكالى جراء سياسات الحكومة التي فضلت التشبث بالكرسي على حساب شعبها المنتفض دون ايجاد حلول ناجعة لوضع البلد الذي نخره الفساد وذهبت ثرواته بجيوب اصحاب “الكروش والعروش ” وتضميد جراح شعبه الذي يعاني الفقر والحرمان فضلا عن الموت المجاني.
فما قاله رئيس الوزراء عادل عبد المهدي في خطابه الليلي
هذه المرة لايختلف عن المرات السابقة بشئ من حيث التوقيت والكلام وكانت وقع كلماته على المواطنين كالكابوس الذي يجثم على الصدور ليعيد السيناريو نفسه وبحلول لاتلبي طموحات المنتفضين على الفساد والباحثين عن رغيف الخبز وبالتالي خرجوا بتظاهرات قبل صباح ٢٥ تشرين الاول .
ولعل أبرز ما أثار حفيظة المتظاهرين ماجاء بخطاب عبد المهدي بقوله ” ان لجنة التحقيق باحداث التظاهرات عملت بشفافية وحظيت بتأييد الكثير” وهنا مربط الفرس فالمرجعية العليا في النجف الاشرف ردت على التقرير واكدت ان التقرير لم يكشف جميع الحقائق والوقائع بوضوح للرأي العام وقالت بالحرف الواحد ” يبقى أن نشير الى ان التقرير المنشور عن نتائج التحقيق فيما شهدته التظاهرات السابقة من اراقة للدماء وتخريب الممتلكات لم يحقق الهدف المترقّب منه ولم يكشف عن جميع الحقائق والوقائع بصورة واضحة للرأي العام ” ، ثم ذهب بعيدا في خطابه المطول واجزم انه يعرف من يدعو للتظاهرات ومن يقف ورائها ، ولكنه اكتفى بالاتهام ولم يعلن من هي تلك الجهة وماذا تريد وماهي أهدافها ودوافعها ، والمنطق يقول اذا كانت هذه الجهة تمتلك كل ادوات السيطرة على الشارع فهي اذن الاولى بقيادته…؟؟؟
وهنا لابد ان نقولها وعلى ان التاريخ ان يسجلها كيف كان رد الشباب على مقاله عبد المهدي في هذا الجانب بالذات في هتافاتهم التي حددت هوية تلك التظاهرات ببلاغة ” الیوم الگذله تسولف ..خلي عگالك للمشيات ”
اذن انها انتفاضة شبابية عراقية بإمتياز … وبدون أدنى شك.
وبما ان دائرة التظاهرات قد اتسعت وبدأت الاعتصامات السلمية التي يقابلها تهديد ووعيد وقنابل مسيلة للدموع ومطالب مازالت قيد التحقيق والبرلمان بنصاب غير مكتمل وربما الوقت يطول والدم مازال يسيل بات على عقلاء القوم ان لايطيلوا النوم وان يتحملوا مسؤولياتهم الاخلاقية والانسانية لايقاف نزيف الدم فالعراق وشبابه بحاجة لوقفتكم واعادة الامور الى نصابها الصحيح ، لان الحكومة غارقة في بحر الخطابات الليلية … وصح النوم … ياعقلاء القوم ….!!!!