23 ديسمبر، 2024 11:29 م

بهاشتاغ “أنا_ممول_الثورة” والاعتصام المدني .. الحراك اللبناني يواجه انتقادات “نصرالله” للمتظاهرين !

بهاشتاغ “أنا_ممول_الثورة” والاعتصام المدني .. الحراك اللبناني يواجه انتقادات “نصرالله” للمتظاهرين !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في تحدٍ جديد لمطالب المتظاهرين، خرج الأمين العام لـ (حزب الله) اللبناني، “حسن نصرالله”، بكلمة جديدة قال فيها إن حزبه لا يؤيد إسقاط الحكومة أو إجراء انتخابات نيابية مبكرة، معتبرًا أن ذلك سيؤدي إلى فراغ سياسي في البلاد، مؤكدًا أن: “الفراغ سيؤدي للفوضى”، على حد وصفه.

وأعلن الأمين العام لـ (حزب الله) اللبناني، في كلمة للبنانيين أمس الأول، أنه جاري العمل في البرلمان اللبناني على مشروعات قوانين هامة من بينها قانون استعادة الأموال المنهوبة، مشيرًا إلى أن حزبه سيدفع في إتجاه إقرار هذا القانون.

واعتبر “حسن نصرالله” أن أول إنجازات الحراك الحادث في “لبنان”، حاليًا، هو إقرار موازنة الدولة بدون ضرائب أو رسوم.

ووجه “نصرالله” انتقادات للمتظاهرين في “لبنان”، بسبب قطع الطرقات، داعيًا إلى تشكيل قيادة من المتظاهرين في “لبنان” للتفاوض مع الحكومة الحالية، كما أعرب عن أن أمنياته أن يتجنب المتظاهرين “السلب وأعمال التخريب”، على حد وصفه.

اتهام لجهات أجنبية بتمويل المظاهرات..

واتهم أمين (حزب الله)، جهات لم يسمها، بتمويل المظاهرات التي تشهدها “لبنان” منذ أكثر من أسبوع، بمبالغ طائلة، مشددًا على أن: “قوى سياسية تحاول القفز على الحراك من أجل تحقيق أهدافها”.

وأكد “حسن نصرالله” على أن حزبه “يحمي البلد من الفراغ الذي سيؤدي للإنهيار”، على حد تعبيره.

وطالب “نصرالله”، من سماهم: “القيادة الحقيقية في الحراك”، بـ”طمأنة المقاومة بأن البلد ليس مستهدفًا”، معتبرًا أن هناك جهات تسعى في إتجاه إشعال حرب أهلية في “لبنان”.

وأستشهد أمين عام (حزب الله) اللبناني، بما يحدث في المنطقة بشكل عام، مؤكدًا على أن هناك جهات كانت تراهن على “الحرب بين إيران والولايات المتحدة”، معتبرًا أن: “هذه الحرب لن تحدث”، وأن: “الأميركيين يرحلون من الشرق الأوسط؛ وهذا ظهر في شرق الفرات في سوريا”.

وطالب “حسن نصرالله”، مؤيديه “جمهور المقاومة”، بعدم النزول إلى الساحات، وعدم الإحتكاك بالمتظاهرين المطالبين بإقالة الحكومة.

اشتباكات بين مؤيدين ومعارضين..

وفور إنتهاء كلمته، شهدت شوارع في بعض المناطق اللبنانية مواكب سيارة لأنصاره، في حين رفض ناشطون ما ورد في كلمته.

وإنطلقت المواكب السيارة في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية، “بيروت”، و”بعلبك”؛ رافعة أعلام (حزب الله) تعبيرًا عن تأييدها لما قاله “نصرالله”، الأمر الذي ينذر بصدامات مع المتظاهرين، لا سيما أن أنصار (حزب الله) سبق وأن أعتدوا على المحتجين.

في المقابل؛ رفض ناشطون من مؤيدي الحراك الشعبي ما ورد في كلمة “نصرالله” من “تخوين” للمتظاهرين، مؤكدين، في الوقت نفسه، استمرار “الثورة” بوجه كامل الطبقة السياسية والأحزاب الحاكمة، وبينها (حزب الله).

وتصاعدت وتيرة المظاهرات في “النبطية”، جنوبي “لبنان”، تصاعدت بعد خطاب “نصرالله”، بالتزامن مع محاولة مواكب سيارة لـ (حزب الله) اختراق المسيرات السلمية.

وكانت المئات من عناصر (حزب الله) قد حاصرت، أمس الأول الجمعة، “ساحة رياض الصلح” التي تشهد احتجاجات شعبية وسط “بيروت”، وذلك بعد مواجهات بين الطرفين استدعت تدخل قوات الأمن اللبنانية لإنقاذ الموقف.

وبدأ بعض الناس في إلقاء الحجارة والعصي مما هدد بتحويل الاحتجاجات السلمية، حتى الآن، إلى العنف.

وتصاعد الاشتباك بين متظاهرين في “بيروت” وبين موالين لـ (حزب الله)، تخلله ضرب ووقع جرحى، ما أستدعى قوات مكافحة الشغب لفض الاشتباك، كما اشتبكت مع مناصري (حزب الله)، بينما اعتقل الأمن عددًا من مثيري التوتر.

إنطلاق حملة عصيان مدني..

وكان عدد من اللبنانيين قد توافدوا، الجمعة، إلى مختلف ساحات الاحتجاج عبر البلاد، لليوم التاسع على التوالي.

ونصب مئات المحتجين اللبنانيين الخيام وأعاقوا حركة المرور في الطرق الرئيسة، وناموا في الساحات العامة لفرض حملة “العصيان المدني” ومواصلة الضغط على الحكومة للتنحي.

سجالات حول استبدال علم حزبه بعلم لبنان..

هذا وقد أثار ظهور “نصرالله” التليفزيوني ومن خلفه العلم اللبناني للمرة الأولى، بدلًا من راية الحزب الصفراء وشعارات المناسبات الدينية، موجة من التغريدات المستهجنة والمؤيدة.

الإعلامي، “عضوان الأحمري”، قال في تغريدة على صفحته بـ (تويتر)؛ معلقًا: “صورتان تشرحان كل شيء. على اليسار من خطاب حسن نصرالله، الأسبوع الفائت، وهو منفعل ويهدد، وخلفيته خارطة أحلام طهران. على اليمين حين علم أن التظاهرات جدية وأن الخطر يطاله، وضع علم بلاده بدلاً من توسعات إيران. أوهن من بيت العنكبوت”.

على الصعيد الآخر؛ قال الإعلامي، “كريستوف”: “تغنى السيد حسن نصرالله بالوحدة الوطنية، وعلى غير العادة؛ ظهر في خطابه بالعلم اللبناني، مطالبًا بعدم استقالة الحريري محذرًا من حرب أهلية، قد يراها البعض حكمة وطنية فذة، لكن ما يجري خلف الكواليس وما يعلمه ساسة لبنان والخليج وفرنسا وأميركا أن كل هذا ليس سوى إبتزازات ضد الحريري والعرب”.

وأكد المغرد “ناقد”، على أن نصر الله “يضع علم لبنان بجانبه بدلًا من علم (حزب الله) لأول مرة … المعتاد أنه لا زال يهدد اللبنانيين وينفذ أوامر الملالي في إيران … في وقت لبنان ينتفض ضد الفساد والطائفية ويتوحد تحت لواء الوطن فقط”.

“سبت الساحات”..

بالتوازي؛ أطلق اللبنانيّون هاشتاغ تحت عنوان: (#أنا_مموّل_الثورة)، رافضين تشكيك “نصرالله” لعفويّة الحراك السلمي في “لبنان”.

وكانت قد دعت حملة (لحقي) المدنيّة، للمشاركة في تظاهرة “سبت الساحات” في الأراضي اللبنانيّة كافّة التي إنطلقت أمس.

وفي بيانٍ لها قالت: “بعد تواجدنا في الشوارع لأكثر من أسبوع؛ وبعد استمرار السلطة في مناوراتها وإنكارها مطالبنا التي تتردد في جميع مناطق لبنان، حان الوقت لإجبار السلطة على التجاوب وتصعيد ضغط الشارع”.

وتابع بيان الحملة: “نعلن يوم السبت، يوم الساحات، وندعو إلى تظاهرات ضخمة في جميع المناطق تحت عنوان سبت الساحات. فلنتظاهر رفضًا لأكاذيب السلطة ومحاولات إلتفافها الدائمة على انتفاضتنا الشعبية لإسقاط حكومة قوى النظام الحاكم”.

خلط الأوراق سياسيًا وشعبيًا..

وأهتمت الصحف العربية بخطاب “نصرالله”، فتحت عنوان: “لبنان ينقسم”، قالت صحيفة (الأخبار) اللبنانية: “خلط خطاب الأمين العام لـ (حزب الله) السيد، حسن نصرالله، الأوراق سياسيًا وشعبيًا. ومع إعلانه الموقف القلق من وضعية الحراك الشعبي في هذه المرحلة، ودعوته أنصاره إلى الخروج من الساحات، انتقل النقاش إلى مستوى آخر. شعبيًا، فلم يتفاعَل المتظاهرون إيجابًا مع الخطاب. بعضهم خرج من الساحات ليلاً، لكن ذلك لا يعني أن الناس لن ينزلوا مجددًا إلى الشارع”.

موقف سلبي..

ويصف “خطار أبودياب”، في صحيفة (العرب) اللندنية؛ موقف “نصرالله” بأنه، “سلبي”، تجاه ما أُطلق عليه الكاتب: “حراك تشرين”.

مضيفًا أن: “الأدهى موقف (حزب الله) السلبي من الحراك، لأن استعادة الدولة تقتضي الإشارة إلى كلفة سلاحه في الداخل والخارج والتي ساهمت في تفاقم الوضع الاقتصادي. لن يكون مسار البحث عن وطن من دون متاعب وآلام، ولكن لأول مرة في تاريخ لبنان منذ الاستقلال في العام 1943، هناك منعطف تحول فعلي في مواجهة أزمة بنيوية متجذرة. وبالرغم من مساعي إخماد الحراك، ربما تكون جذوة الأمل في (تشرين) خميرة لربيع في لبنان عاجلاً أم آجلاً”.

يؤثر على مصير الحزب السياسي..

ويقول “أسعد أبوخليل”، في (الأخبار) اللبنانية؛ أيضًا: “خطاب، نصرالله، بعد اندلاع الانتفاضة؛ لم يكن موفّقًا عندما أخبر المتظاهرين ما يمكن وما لا يمكن تحقيقه. هو فصل بأنه لا يمكن إسقاط العهد. كيف فصل في ذلك ؟.. لا يستطيع أي زعيم أو قائد الفصل فيما تقرّره الشعوب في الانتخابات أو في الشوارع”.

ويضيف: “يقف (حزب الله) في موقف قد يتقرّر فيه مصيره السياسي وقد يؤثّر كثيرًا – للأسف – على نسبة تأييد المقاومة في لبنان. لا يجب أن تكون نسبة تأييد المقاومة ضد إسرائيل – وهي حق مطلق لكلّ الشعوب؛ خصوصًا في مواجهة عدوّ غاشم ظالم ومعتدٍ – مرتبطة بالحالة السياسيّة لـ (حزب الله) لكنها كذلك، شئنا أم أبينا”.

تعالى على الإساءة..

من جهته؛ يقول “علي شهاب”، في صحيفة (الميادين) اللبنانية؛ إن نصرالله “تعالى عن أي إساءة قد يتعرض لها، بما أن موقعه يفرض عليه النظر إلى أي حراك شعبي من منظور أعلى من أولئك الذين نزلوا إلى الشارع للهتاف باسمه”.

موضحًا أنه: “وبهذا المعنى، فإن تشويه التظاهرات أو محاولة إستفزاز المتظاهرين يتعارض تمامًا مع مصلحة المكونات الحريصة على وجود نظام يضمن عدم الفراغ، بغض النظر عن الملاحظات عليه”.

يدافع عن العهد..

تحت عنوان: “عندما يُهب حزب الله لإنقاذ عهده”، يقول “خيرالله خيرالله”، في صحيفة (الرأي) الكويتية: “أكثر من طبيعي أن يُهبّ (حزب الله) إلى إنقاذ عهده. ليس خطاب، حسن نصرالله، الأخير سوى دفاع عن هذا العهد تخلّله اتهامات إلى اللبنانيين المشاركين في الثورة الشعبية بخدمة جهات أجنبية. ليس إندساس عناصر من الحزب بين المتظاهرين في وسط بيروت والإعتداء عليهم سوى دليل على وجود خطة تستهدف إجهاض الثورة الشعبية التي يشهدها لبنان والتي أدّت إلى تغيير في التوازن السياسي القائم”.

ويضيف “خيرالله”: “ليس مستبعدًا أن تشهد الأيّام القليلة المقبلة مزيدًا من الإعتداءات على المتظاهرين تنفّذها عناصر من (حزب الله). لكن هذه الإعتداءات التي لا هدف لها سوى تأكيد التوازن السياسي القائم منذ، العام 2016، تصطدم بما تشهده الأرض اللبنانية، حيث انتفاضة شعبية واضحة على (حزب الله) بكل ما يمثله”.

انسحابه يحدث انقسام طائفي..

وتتساءل صحيفة (رأي اليوم) اللندنية؛ في افتتاحيتها: “هل انسِحاب (حزب الله) وأنصاره من الحراك الشعبي سيؤدِّي إلى التّهدئة وإبعاد شبح الحرب الأهلية أم العكس ؟”.

وتقول الصحيفة: “السيد نصر الله؛ إنحاز للعهد، ورفض إسقاط الحكومة، أو مؤسسات الدولة لأنه يخشى من الفراغ الذي يمكن أن يتحول إلى فوضى وربما حرب أهلية، ولكن عددًا كبيرًا من المحتجين، من غير أنصاره، لا يتفقون معه في هذا الموقف ويريدون إجتثاث الطبقة الحاكمة الفاسدة من جذورها؛ لأنهم لا يثقون بها وبإصلاحاتها، ووعودها”.

وتضيف الصحيفة: “انسحاب أنصار (حزب الله) من الميادين والشوارع وساحات الاحتجاج؛ يعني إحداث انقسام طائفي في لبنان، ولا نعتقد أن السيد، نصرالله، كان يسعى من أجل ذلك، ولكن ظهور بوادر على محاولة جهات داخلية وخارجية لتسييس الحراك الشعبي ومطالبه المشروعة، وخاصةً نزول أنصار، سمير جعجع، زعيم (حزب القوات) المنسحب من الحكومة، إلى الساحات، ومطالبة بعضهم بسحب سلاح (حزب الله)، واتهامه وزعيمه بالفساد، ربما أثار مخاوفه على (حزب الله) أولاً، ولبنان ثانيًا، واختطاف الحراك من جهات أجنبية تسعى لتفجير الحرب وزعزعة استقرار لبنان، وإنهاك (حزب الله)”.

يفرض أجنداته على الشعب اللبناني..

من جانبه؛ قال الخبير السياسي اللبناني، “جورج العقوري”، أن الشعب اللبناني أعتاد على  تصريحات الأمين العام لـ (حزب الله) وعلى “لاءاته” الدائمة.

مضيفًا أن الأمين العام لـ (حزب الله) اللبناني؛ يحاول أن يفرض إيقاعه وأجنداته الدولية ومصالحه على إرادة الشعب اللبناني.

وأردف؛ “حسن نصرالله” يستخدم سياساته “المشينة” في تداخله بشؤون دول الجوار، فضلًا عن إفتعال المشاكل والفتنة مع دول عربية شقيقة، سواء كانت “مصر”، من خلال “خلية حزب الله”، أو “الكويت” والخليج.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة