23 ديسمبر، 2024 3:06 م

التقارب بين روسيا والأردن .. يهدد مصالح “تل أبيب” !

التقارب بين روسيا والأردن .. يهدد مصالح “تل أبيب” !

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

لقد راهن الأكراد على الحصان الخاسر عندما أعتمدوا على دعم “واشنطن”؛ التي خذلتهم وسحبت قواتها من شمالي “سوريا” تاركة إياهم يواجهون ويلات الحرب في مواجهة الجيش التركي.

وهذا الموقف الأميركي المؤسف، بحسب المحلل الإسرائيلي، “رونان يتسحاق”، جعل حلفاء “الولايات المتحدة” يعيدون حساباتهم ويبحثون عن تحالفات جديدة.

المملكة الأردنية اختارت حليفًا جديدًا !

يقول “يتسحاق” إن “المملكة الأردنية” أستخلصت الدرس مما حدث في “سوريا”. فبعد تخلِّي “الولايات المتحدة”، عن “أكراد سوريا”، بدأت القيادة الأردنية تبحث لنفسها عن حليف أكثر إخلاصًا وجدية ولا يتخلى عنها وقت المحن، فوقع الاختيار على “روسيا”.

وبالفعل كانت الصحف الأردنية قد نشرت، خلال الأشهر الأخيرة، العديد من المقالات التحليلية والتقارير الإخبارية حول تعزيز العلاقات بين “عمان” و”موسكو”. علمًا بأن تحسن العلاقات بين “الأردن” و”روسيا” ليس بالأمر الجديد.

ففي ظل المشهد السياسي والأمني في الشرق الأوسط، وإنحياز “واشنطن” إلى جانب “إسرائيل”، وجد “الأردن” أن مصالحة تتمثل في دعم العلاقات مع “روسيا”. وإذا كان ملك “الأردن” قد علَّق كل آماله، في السابق، على التحالف مع “واشنطن”، فإنه الآن بات يعتقد أن آفاق مستقبل المملكة بيد “روسيا”. وحين سُئل الملك عن ذلك قال: “لن يكون هناك حل لأية مشكلة دون التدخل الروسي”.

موسكو تدعم مواقف عمَّان..

ويرى ملك “الأردن” أن “روسيا” هي أكثر القوى العظمى تأثيرًا في المنطقة؛ وأن مستقبل “الأردن” أمنيًا واقتصاديًا بات مرتبطًا بـ”روسيا”، لأنها الآن هي الدولة القادرة على كبح جماح “إيران”، وهي أيضًا التي تقف حائلًا دون إقتراب المليشيات الشيعية من الحدود الأردنية.

يضيف “يتسحاق”؛ أن “روسيا” – مثلها مثل “الأردن” – تدعم إقامة “دولة فلسطينية” مستقلة وعاصمتها، “القدس”، كما ترفض إعتراف “الولايات المتحدة”، بـ”القدس”، عاصمة لـ”إسرائيل”، بل وترفض أيضًا الإعتراف بالسيادة الإسرائيلية على “الجولان”.

كما أبدت “روسيا” استعدادها لمساعدة “عمَّان” في حل أزمة اللاجئين السوريين لديها، وزيادة حجم الاستثمارات في “الأردن” ومنح القروض وفتح أسواق جديدة أمام البضائع الأردنية، وذلك من أجل إنعاش الاقتصاد الأردني.

تعزيز التعاون الاقتصادي..

وإلى جانب العلاقات الإسترتيجية والعسكرية والاستخباراتية التي لازالت قائمة بين “عمَّان” و”واشنطن”؛ فقد تعزَّز التعاون بين “الأردن” و”روسيا”. وبالإضافة إلى الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية والسياحية والعسكرية والعلمية التي أبرمتها الدولتان، خلال الشهور الأخيرة، فقد تعهد الرئيس الروسي، “بوتين”، للملك “عبدالله”؛ ببحث إمكانية ضم “الأردن” لـ”الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي”.

والآن، حتى قبل تنفيذ جميع الاتفاقيات الثنائية، فقد إزداد حجم التبادل التجاري بين البلدين، خلال العام الأخير، بنسبة أربعة أضعاف. فبعد أن بلغ 157 مليون دولار، عام 2017، وصل عام 2018 إلى 600 مليون دولار.

كذلك ارتفع عدد السياح الروس، الذين زاروا “الأردن” خلال العامين الماضيين، إلى الضعف؛ وبعد أن كان عدد السياح 50 ألف، عام 2016، تجاوز الـ 100 ألف عام 2018. ووفق التقديرات فإن “الأردن” يستقبل شهريًا، هذا العام، قرابة عشرة آلاف سائحًا روسيًا.

يهدد مصالح إسرائيل..

وبحسب المحلل الإسرائيلي، لعل البعض يرى أن تنامي العلاقات بين “الأردن” و”روسيا” ما هو إلا احتجاج على مواقف الإدارة الأميركية، أو مجرد رد فعل تجاه إنحياز “الولايات المتحدة” لـ”إسرائيل” على حساب المصالح الأردنية.

لكن التقارب بين “موسكو” و”عمَّان” لا يهدد فقط مصالح “الولايات المتحدة”؛ بل يهدد مصالح “إسرائيل” في المقام الأول، وربما يضر بمستقبل اتفاقية السلام بين “عمَّان” و”تل أبيب”.

اتفاقية السلام في خطر !

وختامًا يؤكد “يتسحاق”؛ أن اتفاقية السلام بين “الأردن” و”إسرائيل”، والتي تم إبرامها قبل 25 عامًا، تعتمد إلى حد كبير على الدور الذي تلعبه “الولايات المتحدة” في المنطقة، إلى جانب ضمان المصالح السياسية والاقتصادية لـ”الأردن”.

أما إذا لم تضمن “واشنطن” تحقيق المصالح الأردنية، في ظل تراجع الدور الأميركي في الشرق الأوسط، فإن الأصوات المنادية بإلغاء اتفاقية السلام ستتعالى في “الأردن” وسيكون من الصعب على القيادة الأردنية إيجاد المبررات للإبقاء على تلك الاتفاقية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة