23 ديسمبر، 2024 1:08 ص

غطرسة ساسة إيران في العراق .. وصفوا فقراء المتظاهرين بالجهلة والممولين ولجان إلكترونية للتهديد بالقتل !

غطرسة ساسة إيران في العراق .. وصفوا فقراء المتظاهرين بالجهلة والممولين ولجان إلكترونية للتهديد بالقتل !

خاص : كتبت – هانم التمساح :

يُفقرون الشعوب ويعيرونهم بفقرهم.. يتسببون فى أميتهم وتشردهم ثم يتخذون من ذلك ذريعة يسبونهم بها ويخرسونهم كلما نطقت أفواههم مطالبة بحياة كريمة، قائلين: “أسكتوا أنتم أميين.. أنتم خطر على شيعتنا” (!!).. هكذا حال الحكومة العراقية ولجانها الإلكترونية التي جَهلت المجتمع وسخرت من ثورته واصفين أبناء شعبهم الثائرون؛ بأنهم مضحوك عليهم من “السعودية” و”الولايات المتحدة” ومن وصفوهم بـ”البعثيين الموترين”.. كلما خرج المتظاهرين للمطالبة بحياة آدمية وصفوهم بالجهل وأنهم أداة في يد أعداء الشيعة.

حملات ترهيب وتخوين..

وفي مفارقة عجيبة؛ وصفت اللجان الإلكترونية وكتائب المليشيات المسلحة، المصنوعة بالأساس على يد “إيران”، المتظاهرين، بأنهم موالون للخارج ولا يهمهم مصلحة “العراق”.

وتصاعدت، منذ إنطلاق موجة التظاهرات في “بغداد” وجنوب ووسط البلاد، حملات ترهيب ضد النشطاء والصحافيين في “العراق” واتهامات بالخيانة والعمالة.

ويأتي ذلك عبر جيوش إلكترونية دشنت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لهذه الغاية، وبإمكانيات عالية من خلال إعداد مقاطع الفيديو وصور تتناول ناشطين وصحافيين على أنهم عملاء.

وأكد مراقبون، أن هناك أكثر من 100 ناشط وصحافي ومدون وشخصية اجتماعية فاعلة تلقّت تهديدات واتهامات مضللة.

وأشاروا إلى أن جيوش إلكترونية، تتبع فصائل مسلّحة قريبة من “إيران”؛ أبرزها (كتائب حزب الله) العراقية و(النجباء) و(سيد الشهداء)، وراء حملة التحريض على الناشطين المدنيين التي وصلت الى حد التهديد بالقتل، وهناك من يديرها من خارج “العراق”، بدليل أنها استمرت بالنشر والترويج حتى مع إنقطاع الإنترنت عن “العراق”، في الفترة الماضية.

وأضافوا أن القصد من ترويج مصطلح “صبيان السفارة”، أو “فريق العملاء”، وتكوين وفبركة قصص وهمية هو لوصمهم ضمن خانة العمالة أو التآمر، وبالتالي إسقاطهم مجتمعيًا وإخراجهم عن دائرة التأثير الاجتماعي في “العراق”، خصوصًا أنّ لهم عشرات آلاف المتابعين وهم من المؤثرين في محيطهم.

بدوره وصف الصحافي والكاتب، “مشرق عباس”، إن الاتهامات التي تُساق من قِبل تلك الجيوش بأنها: “غير معقولة ولا منطقية”.

وأضاف أنّ: “طبيعة اللغة المستخدمة من قِبل تلك الجهات تُبين أنها ليست عراقية، وفي الغالب هذا العمل، (الصفحات ومقاطع الفيديو)، أُنتج في لبنان وفيها جزء كبيرة من عملية الشيطنة لبعض الناشطين والمدونين، بنفس الطريقة التي كانت تستخدم في لبنان سابقًا تحت مسمى (شيعة السفارة)، ولهذا أبتكروا نموذجًا جديدًا لمحاولة خلط الأوراق”.

وتابع “عباس” أنّ: “هذه الصفحات منحت لنا صفات نحن لا نستحقها، بأننا من قُدنا التظاهرات في العراق، فهذه ميزة، لن نكون جزءًا منها، لكن بحسب عملنا الإعلامي فنحن قدمنا الحقائق فقط”.

الحكومة وعودة للعنف رغم وعود الإصلاح..

ورغم وعودها بعدم التعرض للمتظاهرين أو استعمال العنف وتشكيل لجان صورية للتحقيق في قتل المتظاهرين، لجأت الحكومة العراقية مرة أخرى للعنف المفرط مستعينة، بشكل رسمي، بـ (الحشد الشعبي) للسيطرة على “المنطقة الخضراء”.

وأفادت “مفوضية حقوق الإنسان” في “العراق”، بوقوع 30 قتيلاً و1800 جريح في تظاهرات، الجمعة، فيما قالت “الداخلية العراقية” إن قوات الأمن، في “البصرة”، تعرضت لهجمات بقنابل يدوية.

من جانبه؛ أكد “مجلس القضاء العراقي” أن أي إعتداء على الجيش والأمن ومقرات الحكومة يُعد جريمة عقوبتها الإعدام.

وكان مسؤولون أمنيون قد أعلنوا، في وقت سابق، أن أعداد ضحايا الاحتجاجات في “العراق” بلغت، الجمعة، 23 قتيلاً و1779 جريحًا، كما تقرر فرض حظر التجوال في محافظتي “البصرة” و”واسط”.

وفي “البصرة”، أصيب 10 من قوات الأمن برصاص مسلحين مجهولين.

وفي وقت سابق، أشار بيان “مفوضية حقوق الإنسان” إلى سقوط 21 قتيلاً، على الأقل، في المواجهات التي حصلت بين القوات الأمنية وحماية المقرات الحزبية والمتظاهرين، وذلك في محافظات “بغداد وميسان وذي قار والمثنى”.

وأكد البيان على تزايد عدد المصابين إلى 1779 مصابًا من المتظاهرين والقوات الأمنية في المحافظات الأربع المذكورة سابقًا؛ إلى جاني “البصرة” و”الديوانية”. وجاءت أغلب الإصابات بطلق ناري وغازات مسيلة للدموع وطلق مطاطي.

وكشف البيان عن حرق وإلحاق الأضرار بـ 27 مبنى حكوميًا ومقرات حزبية في محافظات “بابل والديوانية وميسان وواسط وذي قار والبصرة”.

وألمح البيان إلى نصب خيم الاعتصام في محافظات “بابل وكربلاء المقدسة والنجف الأشرف”.

وهاجم متظاهرون مقر (عصائب أهل الحق)، أحد أبرز فصائل قوات (الحشد الشعبي)، في مدينة “العمارة”، التي تُبعد 350 كيلومترًا، جنوب “بغداد”.

وفي تطور؛ أشعل متظاهرون النار في مقر حزب (الدعوة) في “النجف”، جنوب “العراق”، وذلك بعد إقتحامه.

ومن جانبها؛ أعلنت “مفوضية حقوق الإنسان” العراقية، الجمعة، ارتفاع عدد المصابين، وأغلبهم بحالات إختناق، بسبب استخدام الغازات المسيلة للدموع، ومنهم بعض أفراد القوات الأمنية.

وكان الآلاف من العراقيين قد عادو إلى “ساحة التحرير”، في “بغداد”، هاتفين: “كلهم سارقون”، في إشارة إلى الطبقة السياسية.

وتجددت المظاهرات المناهضة للحكومة، التي بدأت في مطلع الشهر الجاري في مدن عدة بالقرب من العاصمة، وكالعادة استخدمت القوات الأمنية خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين عند مدخل “المنطقة الخضراء” في وسط العاصمة، “بغداد”، والتي تضم مقار رسمية ودبلوماسية.

وتوجه وزير الداخلية، “ياسين الياسري”، إلى “ساحة التحرير”، الخميس، لكي يؤكد للمتظاهرين أن قوات الأمن منتشرة لـ”حمايتهم”، بحسب ما جاء في بيان رسمي.

وفي مدينة “الناصرية”، دعا متظاهرون إلى “اعتصامات حتى سقوط النظام”.

وأنضم أنصار “الصدر” إلى التظاهرات، في فترة بعد الظهر، والذي يدعم تحالف (سائرون) البرلماني، الفائز في الانتخابات التشريعية، في أيار/مايو 2018.

وكان “الصدر” قد دعا، في وقت سابق، إلى استقالة الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة في البلد ذي الغالبية الشيعية.

وأقتحم أنصار “الصدر”، “المنطقة الخضراء”، في 2016، ودخلوا البرلمان ومكتب رئيس الوزراء.

وكانت الحكومة العراقية قد أصدرت، في 6 تشرين أول/أكتوبر الجاري، سلسلة قرارات “هامة”، خلال جلسة استثنائية عُقدت برئاسة، “عبدالمهدي”، تضمنت حزمة إصلاحات من أجل تهدئة غضب المتظاهرين.

وتتصاعد، منذ أيام عدة، الدعوات إلى التظاهر، الذي يصادف الذكرى السنوية الأولى لتولي حكومة “عبدالمهدي” مهماتها، وإنتهاء مهلة الأسبوعين التي منحتها المرجعية الدينية الشيعية الأعلى في البلاد، للسلطات، للاستجابة إلى مطالب المحتجين.

ويشير خبراء إلى أن عدم إعتماد إصلاحات جذرية يطالب بها العراقيون، بعد أربعة عقود من الحرب، في بلد يحتل المرتبة 12 في لائحة البلدان الأكثر فسادًا في العالم، ليس إلا تأجيلًا للمشكلة.

التصدي لأزمة قطع شبكات الإنترنت..

وقامت مليشيات حكومة، عادل عبدالمهدي”، بقطع الإنترنت عن “العراق” في موجة التظاهرات الأولى، وبالرغم من تأكيدات عدم قطع الإنترنت مرة أخرى إلا أن المتظاهربن استعدوا لذلك مقدمًا، نظرًا لعدم ثقتهم في تصريحات الحكومة.

وقد تمكن عدد من العراقيين في “أوروب”ا، وبالتعاون مع عدد من الجهات الدولية الإنسانية، من شراء حزمة إنترنت عن طريق الأقمار الصناعية.

ومن المقرر أن تكون حزمة الإنترنت مفتوحة مجانيًا وستسلط على عموم العاصمة، “بغداد”.

وقال أحد المتظاهرين، قمنا بترتيب الأوضاع بحيث يحمل كل المنتفضين أجهزة اتصال محمولة ذات كاميرات لتوثيق كل الأحداث في كل شارع ومنطقة، مع ذكر الوقت والتاريخ والمكان أثناء التصوير، كما قمنا بإعداد شبكة من المراسلين لإرسال المعلومات عبر (sms) في حال قطع الإنترنت.

ويرى مراقبون سياسيون أن محركي التظاهرات واعون لأهدافهم، مشيرين إلى أنه وعلى الرغم من عدم طرح شعار “ثأر الشهداء”.

فإنه من الواضح أن هذا الأمر حاضر بقوة، بعد تخاذل السلطات في الكشف عن المتورّطين في مقتل وإصابة المتظاهرين. ويدرك العراقيون أن محاولات السلطات إسكات صوت الشعب ببعض الرشاوى، لا تعدو كونها جزءًا من الفساد المستشري؛ وأن هناك مطالب على قدر كاف من الوضوح، بما يسمح للجميع فهمها من دون مخاوف.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة