لقن الجيش والمقاومة العراقية الباسلة أمريكا درسا تاريخيا قاسيا بعدما أثقلاها بعشرات الآلاف من القتلى نتيجة احتلالها للعراق وهذا الدرس جعلها أكثر خباثة وتحويلا لنهجها في سرقة خيرات أموال الدول العربية والذي ساعدها أكثر هو الغباء والعنجهية الفارسية الممزوجة برغبتهم في التوسع وإعادة الإمبراطورية الفارسية التي قبرها المسلمون العرب وضعف الحكام العرب ولئامتهم مع العراق والاتباع الطائفي المتخلف بجهل أعمى . ولو كان حكام ايران مسلمين بحق ويؤمنون بكل ما جاء به الإسلام لتوقفوا عند الحديث النبوي : ( اذا هلك كسرى فلا كسرى بعده ) ولتوقفوا عن أطماعهم وبنوا دولتهم وعاشت مع جيرانها بازدهار لكنهم مجوس تلبسوا الإسلام والتشيع زورا من أجل تحقيق أحلامهم القومية الصفراء والتي لن تتحقق مهما خسروا وقدموا فإرادة الله هي النافذة .. ونتيجة هذه الأطماع وتضاربها مع ما يحاول الفرس من اغتنامه من ثروات أصبحوا ثقلاء على الامريكان لذلك سعت أمريكا بالبحث عن بديل غير ايران يقوم مقام الكلب البوليسي والبعبع الذي يجعل الآخرين يرتمون بأحضان أمريكا ويقدمون لها ثرواتهم من اجل توفير حماية زائفة لهم هم لو اتحدوا بحق و استعملوا نصف هذه الأموال التي وهبوها لأمريكا لأصبحوا دولة عظمى ..
الآن من هي الدولة المرشحة لتأخذ الدور الإيراني الخادم لأمريكا ومحقق مصالحها وخططها ..هل هي السعودية ؟!, : لا يمكن , فهي أخوف من أن ترد على استفزازات ايران وضرباتها وهي غفلت او تغافلت من أنها لو ردت على ايران وضربتها عسكريا فان أسوأ احتمالات الحالة ستكمن باندلاع حرب بينها وبين ايران وقد يتوقف تصدير النفط لكن لن يطول ذلك و لا أدري لم هي حريصة أكثر من الغرب على تدفق بترولها لهم؟ّ!! لا سيما وانها تمتلك احتياطي وموارد ما يجعلها تعيش من غير أموال بترول عشر سنين أخرى .. فكان يكفيها أن تسعى لشن ضربة على ايران وسيتراكض الغرب للهجوم مجانا على ايران وتفليسها ليس حبا بالسعودية ولكن حرصا على تدفق البترول لهم .لكن من أين نأتي بعقول تختلف عن عقول الخراف ؟!!
هل ستكون مصر مثلا ؟.. فلا توجد غير هاتين الدولتين قويتان ويمتلكان جيشا وإمكانات مادية أو بشرية غيرهما بالمنطقة.. لكن مصر قد تكون مهيئة لأن تخوض حربا ضروس مع أثيوبيا بسبب مياه النيل وأن طلباتها كثيرة حتى لو لم تخوض الحرب فالفساد مستشري فيها كما في العراق.
اذن لم يبق بديلا عن ايران غير تركيـــــــا وتركيا تحمل من الصفات الكثيرة التي لا تمتلكها ايران فهي عضو بحلف الناتو الأوربي أي حليف لأمريكا ويمكن أن تقدم أمريكا إغراءات لها من أجل وعود إدراجها بالاتحاد الأوربي كي تكون مطيعة لأمريكا وروسيا التي كما يبدوا قد اتحدت مع أمريكا منذ أن استلم ترامب الحكم وساعده بوتين للوصول للرئاسة وصاروا يتبادلون المواقف ..ولهذا تفاجئ الكثيرون من عدم قيام أمريكا بأي خطوة ضد تركيا وهي تجتاح شمال سوريا وتدمر الوجود الكردي الحليف لها وتطردهم من المدن التي احتلوها وطردوا شعبها بمحاولة لضم الشريط الحدودي مع تركيا فتكون قد ِامتلكت منفذا للأكراد شمالا وغربا سيقلقها ويؤرقها عسكريا كما ستكون قد وصلت للبحر المتوسط فيستطيع أكراد ألعراق تصدير البترول العراقي لمصلحتهم من دون الاعتماد على تركيا فكان يكفي مد أنابيب لتصل للبحر حتى لو تعاونت مع سوريا لباقي الطريق فسيصبح طريقا حرا أقل كلفة واقصر للأكراد يضغطون به على تركيا من أجل الحصول على مكاسب كردية (مساكين) . وبهذا فان تركيا قد تلتف على شمال العراق وتكرر فعلتها بسوريا من أجل وضع طوق أمني وسيطرة اِقتصادية على شمال العراق أيضا .وهذا جزاء الخونة حكام أكراد العراق الذين لو اِرتضو بالحكم الذاتي لكسبت وعاش شعبها بخير لكن هذا حال العملاء الحالمين وربما لن تحصل حتى على الحكم الذاتي أوليس في القريب. أما الخليج العربي فسيكون مشغولا ضد ايران التي قد يكون عام 2020 الوقت المناسب لتقسيمها وتحرير بقية القوميات الغير فارسية فينتهي الفرس وينزوون قرب بحر قزوين دون إمكانات مادية فالبترول سيصبح لأهل عربستان مع المفاعل الذري. وربما ستسمح أمريكا للبعث العراقي بالعودة للحكم وهو الدواء القاتل المجرب للفرس أو تقلب الحكم عليه بعدها لتسلم الحكم للإخوان المسلمين في تحالف جديد مع تركيا يشبه عمالة الميليشيات الشيعية لإيران أو يكون هناك تحالف بعثي اِخونجي كلها واردة.واذا ما تم ذلك فسينطبق علينا المثل ( مثل بول البعير ) نرجع للوراء نحن العرب مرة تخيفنا ايران ومرة تركيا لاننا عرب جرب نرفض أن نتوحد.