خاص : ترجمة – محمد بناية :
وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”، الذي كان قد مثل أمام البرلمان للرد على استجواب النواب بخصوص “عدم الاهتمام بحقوق التجار ودور الصرافة الإيرانية”، في “الإمارات”، رغم دورهم في التخفيف من وطأة العقوبات، وأعترف بوجود مشكلة في العلاقات الاقتصادية (الإماراتية-الإيرانية)؛ قائلاً: “المجلس الأعلى للأمن القومي صدق على حلول بدلية”. وأكد أن الحكومة تعتزم تقديم تسهيلات للتجار ودور الصرافة التي ترغب في الانتقال لدول أخرى تربطها علاقات جيدة مع “الجمهورية الإيرانية”، وأضاف: “دخلت الإمارات على خلفية الأخطاء السياسية والإستراتيجية مرحلة صدام مع إيران غير مقبولة”.
وانتقد بشدة حكومة “الإمارات”، على خلفية القيود التي تفرضها على التجار الإيرانيين، مؤكدًا إتخاذ الإجراءات السياسية اللازمة للتعامل مع “الإمارات”. بحسب صحيفة (آفتاب يزد) الإيرانية الإسلاحية.
صورة واحدة وعدة أحداث..
انتشرت، قبل فترة، في وسائل الإعلام صور وأخبار عن لقاء مهم يجمع “قاسم رضائي”، قائد قوات حرس الحدود الإيراني، مع “محمد علي مصباح الأحبابي”، قائد قوات خفر السواحل الإماراتي، وهذه المسألة كانت كافية لإثارة سؤال مهم بشأن إلتفاف “الإمارات” بإتجاه “إيران”.
وجاءت إجابات المحللين على السؤال إيجابية، لأن استمرار التطورات المتسارعة في الشرق الأوسط وصل هذه المرة إلى مشهد غير متوقع؛ وهو “تصافح الصداقة بين الإمارات وإيران”.
وقد كان من الطبيعي أن يحظى إلتفاف السياسية الخارجية الإماراتية تجاه “إيران” باهتمام الصحف ووسائل الإعلام وفي الأوساط التحليلية والأمنية، لأن “الإمارات” كانت، على مدى السنوات الماضية، عضو دائم في الفريق المناويء لـ”إيران”، لذا يمكن اعتبار هذا اللقاء مهم، لا سيما وأن “إيران” لم تكن تخفي استياءها من السياسات الخارجية الإماراتية، حتى أن “ظريف”، في تصريح ملفت، صنف، “محمد بن زايد”، ولي العهد والحاكم الفعلي في “الإمارات”، إلى جانب، “محمد بن سلمان”، و”جون بولتون”، و”بنيامين نتانياهو”، كأعداء “إيران”.
أحداث “الفجيرة” وذكاء الإمارات..
إن نظرة عن كثب لأخبار الأشهر الأخيرة تؤكد مسألة تغيير السياسات الخارجية الإماراتية تجاه “إيران”. فالموضوع لا يقتصر فقط على زيارة الوفد العسكري الإماراتي لـ”الجمهورية الإيرانية”، لكن بالحقيقة المؤشر المهم على بداية التغيير هو أثناء ضرب أربع نقالات “نفط” بالقرب من ميناء “الفجيرة”.
آنذاك بدت الأجواء مناسبة لتشديد الضغوط على “إيران”. لكن وبالنظر إلى سوابق “الإمارات” ومساعيها لتكثيف هذه الضغوط، فلن يكون من المستغرب أن تؤكد “أبوظبي” في حملاتها الإعلامية؛ الإدعاءات الأميركية وتوجيه أصابع الاتهام إلى “إيران”. لكن رد الفعل الإماراتي كان أكثر إعتدلاً من المتوقع، وحتى بعد أن اتهمت “الولايات المتحدة”، “الجمهورية الإيرانية”، بتخريب هذه السفن، وكان الموقف الإماراتي يؤكد أن اتهام “إيران” يتطلب المزيد من الوثائق.
وبعد فترة وجيزة، وبالتوازي مع دومينو رفع مستويات التوتر في الخليج، أعلنت “الإمارات” في خطوة غير مرتقبة؛ سحب جزء كبير من قواتها في “اليمن”.
والحرب اليمينة؛ هي واحدة من حروب الوكالة في الشرق الأوسط، وقيل إن “السعودية” تحشد حلفاءها في “اليمن” ضد “إيران” وحلفاءها. بعد ذلك أعلن “الحوثيون” عدم مهاجمة الأهداف الإماراتية في “اليمن”، والاقتصاد فقط على الأهداف السعودية.
الإفراج عن الدولارات المجمدة مسألة غير جديدة..
رغم تصريحات “أكبر تركي”، النائب البرلماني عن “فريدونشهرو چادﮔان”، الأخيرة بشأن تحسن علاقات “الإمارات” المالية مع “إيران”، حيث أفرجت “الإمارات”، مؤخرًا، عن مبلغ 700 مليون دولار من الأموال الإيرانية المجمدة، إلا أن هذا الموضوع قديم وتعود سابقة هذا الخبر إلى صيف 2019.
فقد كشف “شهاب قرباني”، سكرتير نقابة دور الصرافة الإيرانية، في نفس التوقيت، عن استعداد إثنين من البنوك الإماراتية استئناف عمليات تبادل الأموال مع “إيران”.
الآن، وبحسب الأخبار المنشورة؛ يمكن القول: ثمة نوعين من المواجهات الدبلوماسية الإيرانية مع “الإمارات” و”السعودية”، وبعد إنعطاف وتهدئة “الإمارات”، بخلاف رسائل ووساطات “بن سلمان” إلى “طهران”، فقد كان المتوقع إجراء تغيرات واسعة في مجال العلاقات السياسية بين “طهران” و”الرياض”، تغييرات قد تعتبر وثيقة قوية على صحة السياسيات التي إتخذتها الأجهزة الدبلوماسية للدولة.