قبل عدة سنوات وتحديدا في ربيع عام ٨٩ التقيت للمرة الاولى بالحاج هادي العامري في دمشق بحكم كوننا من الهاربين من النظام السابق والذين يسعون للاطاحة به ..!
كنت في حينها مولع بخطابات السيد باقر الحكيم رحمه الله ، وتجاذبت الحديث مع العامري حول صدام وحكمه للعراق واستمرت الحديث لعدة ساعات بحضور الراحل ابو دعاء البصري .
في تلك الساعات ادركت بان العامري كان متعطشا للسلطة ولا يبحث سوى ان تحقيق حلم تسلم السلطة بالعراق ، حتى وان كان تحت عباءة المرشد الاعلى السيد الخميني في حينها .
كان ذلك مخالف ومغاير لما نعلنه كمعارضة لنظام الحكم حيث كان البعض منا يؤكد على ضرورة ان نكون معارضة ولسنا عملاء تابعين لدولة جارة للعراق ، و هذه النقطة كانت كثيرا ما تتسبب بعدة خلافات عندما نصل اليها .
ما لفت انتباهي للعامري حديثه ليلة الامس في المؤتمر الصحفي الذي تابعته ، وكيف انه كان يحاول ان يدافع عن ايران وحكومة عبد المهدي من جهة ويهاجم الحكومة السابقة من جهة اخرى .
ورغم خلافي الكبير مع العبادي في الكثير من الملفات التي تتعلق بحزب الدعوة الا ان الجميع لا يختلف حول نجاحه في ادارة الدولة في مرحلة صعبة ولست الان بصدد الحديث عن ما تحقق ولكن ما أثارني انزعاج العامري من اداء الحكومة السابقة وتحميلها مسؤلية هذه التظاهرات بسبب البطالة ، متناسيا انه كان يملك في تلك الحكومة وزارتين (الاتصالات والداخليه) ، فلماذا لا يقول ان الفشل كان عاما مثلا او يحدثنا عن صفقات سمفوني ايرثلنك او البيك المسيوبيشي او عقود تجهيز الوقود للطائرات او صفقات انشاء مرآب النقل وغيرها من الصفقات المشبوهة ..!!
لا اريد ان اقول ان ٩٠٪ من الاحزاب متورطة بالفساد فهذه معلومة عامة ولكن اريد التأكيد على ان هناك خطين في العراق :
خط ايراني يمثله العامري والفصائل المسلحة واخر وطني تقريبا يمثله المتظاهرين وعدد بسيط من القيادات السياسية التي تبتعد عن طهران و من بينهم العبادي الذي يدفع اليوم ضريبة ذلك الموقف تتمثل بحملة التسقيط الممنهجة من الذيول سواء كانوا قادة سياسيين اومعممين .!
وربما في حديث العامري عن تحميل الحكومة السابقة مسؤلية ارتفاع نسب البطالة ماهو الا دليل على ما نقول عن تلك الحملة ..!
فالمنطق يقول ان حكومة تقود عمليات عسكرية لتحرير المدن التي سقطت بعهد حكومي المالكي والتي كان العامري فيها وزيرا النقل و يصول ويجول ولده بالوزارة ويمنع حتى الطائرات من الهبوط .!
اقول ان حكومة كانت تنشغل بتحرير المدن لا تستطيع ان تنفذ اي مشروع اقتصادي او تتحرك نحو ملفات اخرى وهذه من بديهات العمل الحكومي المتعارف عليها فتحرير المدن وطرد المحتلين يعتبر الهدف الاول وهذا ما حققته حكومة العبادي بجدارة ووقت قصير لكن اخوة يوسف لم يرق لهم ذلك جمعوا للعبادي ونصبوا العداء للاطاحة به في مشهد استعراضي مايزال العراقيين يتذكرونه سيناريو سيناريو ..!!
وقديما قالت العرب : اذا لم تستحِ فافعل ما شئت ..!!