22 ديسمبر، 2024 4:42 ص

مع (كتابات) .. “محمود قابيل” : عملي كضابط حربي انعكس على شخصيتي كإنسان وفنان !

مع (كتابات) .. “محمود قابيل” : عملي كضابط حربي انعكس على شخصيتي كإنسان وفنان !

خاص : حاورته – بوسي محمد :

“محمود قابيل”؛ ممثل مصري بدرجة ناشط سياسي، وهو أيضًا سفير (اليونيسيف) للنوايا الحسنة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. خدم “قابيل” كضابط في القوات المسلحة المصرية قبل أن يصبح ممثلاً واعدًا في السينما المصرية، خلال السبعينيات.

بعد أن تم إدراج اسمه في “القائمة السوداء”، في عام 1980، انتقل “قابيل” إلى “الولايات المتحدة” وتوقف عن العمل لمدة 14 عامًا. ثم عاد وواصل توهجه الفني بعد عودته إلى “مصر”، في عام 1993، ومنذ ذلك الحين قام ببطولة أكثر من 50 فيلمًا ومسلسل تليفزيوني.

بعد سنوات من المشاركة مع “الأمم المتحدة”، تم تعيين “قابيل” سفيرًا للنوايا الحسنة لـ (اليونيسيف)، في تشرين ثان/نوفمبر 2003.

أثرت المؤسسة  العسكرية في تكوين شخصيته، فقد عرف كيفية إدارة الوقت وأخذ قرارات مصيرية.

رغم وسامته التي أشتهر بها وكانت سببًا لإقتحامه المجال الفني، لكنه رفض الإعتماد عليها، فطور من نفسه حتى بات واحدًا من أهم فناني الساحة في عهده.

مؤخرًا تم تكريم الفنان، “محمود قابيل”، من “مهرجان الإسكندرية السينمائي” لدول البحر المتوسط، عن مجمل أعماله الفنية، ألتقت به (كتابات) في حوار فني…

(كتابات) : عملك كضابط بالكلية الحربية؛ كيف انعكس ذلك على شخصيتك كإنسان واستفدت منه كفنان ؟

  • “الكلية الحربية” لها تأثير كبير على شخصيتي، بعيدًا عن غرس مباديء حب الوطن والإنتماء، تعلمت معنى الإنسانية.. كيف يكون الضابط محب لبلاده وشعبه وعلى أتم الاستعداء للتضحية بروحه من أجل الاستقرار الأمني، كما تعلمت أيضًا المثابرة والقوة والشجاعة، وهذا خدمني فنيًا في اختياري لأعمالي، وعدم التسرع أو التعجل في إتخاذ القرارات المصيرية.

(كتابات) : من الشخصية الحربية التي تأثرت بها ؟

  • المشير “طنطاوي”، كان لي معه مواقف إنسانية أعتز بها، خلال دراستي بـ”الكلية الحربية”، فهو شخصية صارمة وعالية يعرف ما له وما عليه.. خلال عملي معه وجدت إنسان يحمل في قلبه حب وعطاء كبير لـ”مصر”.

(كتابات) : لماذا تخليت عن حلمك في البداية وهو التمثيل والتحقت بـ”الكلية الحربية” ؟

  • قبل إلتحاقي بالكلية كنت أعشق الموسيقى والغناء وشغوف بقراءة المطبوعات الفنية من صحف ومجلات، وكنت أهوى حضور حفلات الرقص والمزيكا، وكنت أسعى لدخول “معهد السينما”، وبالفعل قدمت في “معهد السينما” وتم قبولي لكن فضلت “الكلية الحربية”.

(كتابات) : حدثنا عن علاقتك بالمخرج الكبير، “يوسف شاهين” ؟

  • قادتني الصدفة نحو المخرج، “يوسف شاهين”، الذي رآني في “الإسكندرية”، وعرض عليَ المشاركة في فيلم باسم (فجر يوم جديد)، كنت سعيد حينها، وجعلني أخضع لاختبار أداء أمام أحد عمداء “معهد السينما”، ونجحت في الامتحان وتم قبولي في “معهد السينما”، ولكني فضلت الإنضمام إلى “الكلية الحربية”.

(كتابات) : ولماذا تركت “الكلية الحربية” بكل ما فيها من هيبة واحترام؛ للفن الذي كان يعاني من نظرة دونية حينها من جانب المجتمع ؟

  • كنت أعي قيمة الفن ورسالته، فمثلي الأعلى كان الفنان، “أحمد مظهر”، وهو أحد المنتمين إلى المؤسسة العسكرية، وكذلك مخرج الرومانسية، “عزالدين ذوالفقار”، والأديب، “يوسف السباعي”، اللذان كانا من أبناء المؤسسة أيضًا، فهؤلاء عرفوا قيمة الفن ودوره في الإرتقاء بالمجتمع وإعلاء مباديء الأخلاق لدى المشاهد.

(كتابات) : كُرمت مؤخرًا من “مهرجان الإسكندرية”.. لمن تهدي التكريم ؟

  • لدفعتي في “الكلية الحربية”.

(كتابات) : شاركت في حرب الاستنزاف؛ وكنت أحد أعضاء الفريق الذي جمع المعلومات التي على أساسها وضعت خطة تحطيم “خط بارليف”.. هل لك أن تحدثنا عن هذه الفترة ؟

  • كان لي الشرف أنني واحدًا من الذين شاركوا في حرب 1967؛ وضمن المجموعة التي قامت بجمع المعلومات عن العدو، ووضع القادة خطط تحطيم “خط بارليف”.

(كتابات) : وبصفتك واحدًا من الذين عاصروا حقبة الاستنزاف ما رأيك في فيلم (الممر)، الذي يتحدث عن هذه الحقبة ؟

  • سعيد بفيلم (الممر) الذي أعاد لي ذكريات عشتها بكل تفاصيلها، فالفيلم نجح في تأجيج مشاعر الوطنية وحب الوطن لدى المشاهدين، وأعتقد أننا في حاجة لهذه النوعية من الأفلام على شاكلة (الممر)، وكنت كثيرًا أتسائل لماذا غابت الأفلام الوطنية ؟!

(كتابات) : هل تتفق معي في أن نجاح (الممر) يعكس ذائقة الجمهور وتعطشه للأفلام الوطنية ؟

  • بالفعل نجاح (الممر) يؤكد أن “مصر” لازالت بخير، فالفيلم نجح في لمس مشاعر المواطن والأجيال الجديدة. فى حرب الاستنزاف كانت الدولة تنتج أفلامًا تحث المواطنين على مساندة وطنهم وجيشهم، وبعد النصر قدمت الدولة أفلام عن نصر أكتوبر، ولكن إلى الآن لم نقدم أفلام تليق بهذه المرحلة التى غيرت مجرى حياتنا بعد نصر أكتوبر، وهذا يؤكد فقدان الجمهور لأعمال تنعش وجدانه وذاكرته، و(الممر) أظهر حبهم للجيش.

(كتابات) : تعرض “قابيل” لهجوم حاد بسبب سفرك إلى “إسرائيل”، بعد اتفاقية “كامب ديفيد”، تسبب في رفض قيدك بـ”نقابة المهن التمثيلية” ؟

  • أثناء اتفاقية “كامب ديفيد”، عُرض عليَ أن أسافر مع الوفد الذي يدشن خط الطيران بين “تل أبيب” و”مصر”، ورفضت متحججًا بأنني أعمل في السياحة وليس الطيران، ولكن “إلهامي الزيات” أشتكى للواء “طاهر المجدوب”، الذي بدوره أصر على سفرى. وعندما قدمت أوراقي لقيدي في “نقابة المهن التمثيلية” رفضت بحجة ذهابي لـ”إسرائيل”، فطلبت منهم التواصل مع جهاز المخابرات لإيضاح الأمر لهم، وأنها كانت مهمه وطنية ليس إلا، وقبل الاتصال وافق فورًا على منحي العضوية وتضامن معي، “أحمد ماهر”، ومجموعة كبيرة من النقابة.

(كتابات) : ولماذا انتقلت للعيش في “أميركا” ؟

  • سافرت إلى “أميركا” بعد أن يأست في مجال الفن، حيث ألغى المنتجون تعاقداتهم معي، وتم حذف اسمي من أفيش فيلم (وادي الذكريات)، بسبب زيارتي لـ”إسرائيل”، كما تلقيت تهديدات باغتيالي من منظمات فلسطينية، لذا سافرت إلى “أميركا” وعملت بمجال الزراعة.

(كتابات) : ألم تتلقى عروض تمثيلية في “أميركا” ؟

  • تلقيت بالفعل عرضًا من جهة إنتاجية ذائعة الصيت هناك، ولكني فوجئت بترشيحي لتجسيد شخصية إرهابي عربي، فأعتذرت عن الدور.

(كتابات) : وعندما عدت إلى “مصر” من الذي وقف لجانبك ؟

  • شجعتني المخرجة، “إيناس الدغيدي”، على العودة، وقدمت معها فيلمًا بعنوان (لحم رخيص).

(كتابات) : كسفير لـ (اليونسيف) للنوايا الحسنة في منطقة الشرق الأوسط.. ما القضايا التي تأخذها على عاتقك ؟

  • أولي اهتمامًا كبيرًا بقضايا اللاجئين، ومناهضة ختان الإناث، ونشر الوعي حول فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب، (الإيدز)، وتعليم الفتيات،ومساعدة الأطفال الأكثر عرضة للخطر.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة