17 نوفمبر، 2024 9:49 م
Search
Close this search box.

الأنتصار السوري سوف يفتح الابواب لأنتصارات أخرى

الأنتصار السوري سوف يفتح الابواب لأنتصارات أخرى

من المؤكد ان سوريا قد انتصرت في الحرب التى فرضت عليها منذ سنوات، وهي حرب كونية قادتها دول عظمى وكبرى دولية ودول عربية وعلى وجه التحديد دول الخليج العربي وفي مقدمة تلك الدول، المملكة العربية السعودية حتى ان وزير خارجيتها في ذلك الوقت، السيد عادل الجبير، ما انفك يردد في مناسبة او بدونها؛ على الاسد الرحيل حربا او سلما. هنا ليس هناك حاجة في الخوض في تفاصيل ما جرى حينها، المهم هنا ان سوريا انتصرت وهي في الطريق الى تتويج هذا النصر برفع شارته على المباني الحكومية في جميع المدن السورية. السوريون انتصروا بفعل التفاف الشعب العربي السوري حول قيادته ولولا هذا التخندق الشعبي سواء المدني او العسكري لم يحصل ما هو حاصل الان من تغيير كامل لقواعد اللعبة ولو ان هذا الامر لم تتضح صورته الجلية بعد وهنا نقصد ما سوف ينتجه حوار السوريون مع أنفسهم في اعادة النظر في الدستور الحالي او كتابة دستور جديد، يرتفع نضجا الى مستوى التغييرات المتسارعة الحاصلة في العالم لناحية دمقرطته.. القوات الامريكية لم تنسحب او لم يصدر ترامب الامر لقواته، بالانسحاب من الارض السورية كحسن نية او صحوة ضمير، فهذا امر مستبعد جدا بل هو غير موجود اصلا، ان قرار الانسحاب الترامبي أتُخذ تحت ضغط تحولات الواقع لصالح الصمود السوري وبعون من روسيا على وجه التحديد، وبعد تقينهم اي الامريكيون؛ من ان وجودهم في سوريا غير شرعي بعد تصفية كما يزعمون، الوجود الداعشي في سوريا!..وبعد ايضا وهذا هو المهم، من ان وجدوهم لم يعد له فائدة او لم يعد مثمرا في تحقيق اهدافهم الخبيثة..فقد سد الصمود السوري جيشا وشعبا جميع الابواب في وجه تلك الاهداف.. الرئيس الروسي في اكثر من مناسبة كان يشدد على اهمية انسحاب جميع القوات بلا استثناء والتى تتواجد على الارض السورية ومن دون طلب من الحكومة الشرعية في دمشق وكذلك القيادة السورية وصمودها وادارتها للصراع بحنكة وصبر، اثار الاعجاب. الشيء الاكيد وطبقا لمجريات الاحداث؛ ان الانسحاب الامريكي من سوريا تم ولو ان هذا لم يظهر الى العلن ولن يظهر، بعد مشاورات ومداولات غير معلن عنها بصورة واضحة، بين الروس والامريكان، والى درجة ما مع الصينيين، لكنها واضحة بما يكفي للبناء عليها؛ استنتاجا لهذا الاخراج..رايان هوك المندوب الامريكي الى الملف الايراني، في جلسة استماع له في مجلس الشيوخ الامريكي قال بما معناه؛ اننا كنا قد اجرينا مشاروات مع الروس والصينيين في الذي يخص الشرق الاوسط واضاف طلبنا منهم؛ المساهمة في حفظ الامن والاستقرار والسلام في منطقة الشرق الاوسط، ولم يتطرق الى الانسحاب الامريكي من سوريا، مع انه يعنيه وهذا واضحا من السياق..ضباط في الجيش الامريكي، صرحوا من ان القوات الامريكية سوف لن تنسحب من دير الزور وهنا المقصود، قاعدة التنف. وهذا يعني وفي اهم مايعني ان الانسحاب الامريكي من سوريا، كان كما بينا بسبب ضغط الواقع سواء القانوني والشرعي او تراجع الفرص، تراحعا كاملا، هذا اولا وثانيا اعادة ترتيب قواعد اللعبة من جديد.( هذا لايعني ان هناك ثلمة في جدار الانتصار السوري بل يعني تطورا في سلم انتصار الشعب العربي السوري.. ) الهدف من هذا التموضع؛ هو عزل سوريا عن العراق ومن ثم وبالنتيجة سد الطريق امام ايران الى سوريا، وهذا هو الاخر امر غير جدير بالاعتبار او ليس له فائدة واقعية لسبب ان العراق قد فتح في وقت سابق معبر القائم بين سوريا والعراق. ان الامريكيين قد هزموا والفضل يعود بالدرجة الاولى للشعب السوري وقيادته، صبرا وتخطيطا وتحالفات منتجة ومثمرة للتشارك في وحدة الهدف والمصير في مقارعة طواغيت المال والهيمنة الامريكية والصهيونية. روسيا تتنبى التسوية السياسية في سوريا وهي قد نجحت في ذلك نجاحا واضحا حتى الان. تركيا عشية الانسحاب الامريكي غزت الارض السورية لأقامة كما تدعي منطقة امنة او منطقة عزل بينها وبين قوات قسد الكردية وهي حتى كتابة هذه السطور مستمرة في عدوانها على سوريا مما ادى الى نزوح مئات الآلاف من العوائل وكما تتناقل الاخبار هروب عناصر داعش. هذا الغزو جاء من حيث لاتريد تركيا لصالح سوريا فقد وجد الاكراد انفسهم بلا حماية امام الالة الحربية الجهنمية التركية بعد ان تخلى عنهم الحليف الامريكي حين انتفت الحاجة لهم لذا تركهم يواجهون مصريهم بلا ادنى اعتبار للاخلاق والالتزام الاعتباري كدولة عظمى وعضو دائم في مجلس الامن الدولي وماتعنيه هذه العضوية من ألتزام لجهة السلم والامن وحفظ حياة وحقوق الناس والدول،لذا يفترض بها ان تكون صاحبة موقف واخلاق، وهذا ما لم تقم به الولايات المتحدة في الآن او في العقود الخمسة الاخيرة بل وجود قواتها في سوريا اصلا هو خرق لتلك المعايير الدولية والاهداف المبنية عليها. عليه ما كان على الاكراد الا الذهاب الى دمشق طلبا للحماية وهذا ما حصل؛ فقد تقدم الجيش العربي السوري في منبج والرقة والطبقة وعين العرب حتى كتابة هذه السطور وهو اي الجيش العربي السوري في تقدم مستمرلأعادة السيطرة على تراب وطنه بالكامل وتحريره من سجون الطغاة. وزير خارجية روسيا قال بان روسيا سوف تعمل على تهيئة الاوضاع لعقد لقاء بين السوريين والاتراك في الوصول الى اتفاق يستجيب للقلق الامني التركي اي عقد اتفاق اضنة جديد. نعتقد ان هذا ما سوف يحصل عاجلا او اجلا، لأنه، لاطريق غير هذا الطريق. روسيا في السياق وعلى لسان الرئيس الروسي بوتين، الذي قال نحذر جميع الاطراف بان هذه الاعمال العسكرية يجب ان لاتؤدي او تلحق ضررا في الحوار السوري السوري في التسوية السياسية وكتابة دستور جديد. أن الانتصار السوري سوف لامحال يفتح الابواب لأنتصارات اخرى..

أحدث المقالات